بدايةً، يتطلب فهم الآثار الصحية للعمل من المنزل إلقاء نظرة عميقة على العوامل المرتبطة بهذا النمط من العمل. فقد تبينت العديد من الأبحاث أن العمل عن بُعد يمكن أن يؤثر على الصحة البدنية، ومن بين هذه الآثار السلبية قد تشمل آلام الرقبة والظهر.
تبدأ التحديات الصحية المحتملة بالتأثير على موقف الجسم والحركة أثناء العمل من المنزل. فغالبًا ما يكون البيئة في المنزل غير مُجهزة بنفس مستويات الراحة والدعم التي توفرها مكاتب العمل التقليدية. فالكثير من الناس يعتمدون على طاولات الطعام أو الأسرّة لوضع أجهزة الكمبيوتر المحمولة، مما قد يؤدي إلى وضعيات جلوس غير صحية وزيادة التوتر على العضلات والمفاصل.
بالإضافة إلى ذلك، قد تؤدي ساعات العمل الطويلة ونقص الحركة إلى زيادة الإجهاد على العضلات والأعصاب في الرقبة والظهر. وعادةً ما يُقدَّر أن حوالي ثلثي العمال يعانون من آلام الظهر في أحد نقاط حياتهم المهنية، ويمكن أن تزيد ظروف العمل من المنزل من هذا الخطر.
بالإضافة إلى الوضعيات غير الصحية، قد تسهم الشاشات الرقمية واستخدام الأجهزة لفترات طويلة في زيادة ضغط العينين والتوتر العصبي، مما يزيد من فرص حدوث آلام الرقبة والظهر.
توصي الجمعيات الطبية وخبراء الصحة بتبني مجموعة من الإجراءات الوقائية والتدابير التي يمكن اتخاذها للحد من هذه المشاكل. من بين هذه التدابير: توفير بيئة عمل مريحة ومناسبة، واعتماد وضعيات جلوس صحية، وتحديد فترات منتظمة للراحة والتمدد، وممارسة التمارين الرياضية التي تعزز القوة والمرونة في العضلات المهمة لدعم الرقبة والظهر.
باختصار، يمكن أن يؤدي العمل من المنزل إلى زيادة خطر الإصابة بآلام الرقبة والظهر نتيجة للوضعيات غير الصحية والإجهاد الناجم عن العمل الطويل وقلة الحركة. ولتقليل هذه الآثار السلبية، ينبغي اتباع تدابير وقائية واعتماد عادات صحية أثناء العمل من المنزل.
المزيد من المعلومات
بالإضافة إلى التدابير الوقائية الشخصية، هناك بعض الخطوات التي يمكن للشركات اتخاذها لدعم صحة موظفيها العاملين من المنزل. من هذه الخطوات:
-
توفير معدات مكتبية ملائمة: ينبغي على الشركات توفير معدات مكتبية ملائمة لموظفيها العاملين من المنزل، مثل الكراسي ذات الدعم الجيد للظهر والطاولات القابلة للتعديل ارتفاعًا. كما يمكن أن تقدم الشركات تمويلًا لشراء معدات مكتبية ملائمة للموظفين.
-
تقديم تدريبات على الصحة والسلامة: يمكن للشركات تقديم تدريبات على الصحة والسلامة تركز على الوضعيات الصحيحة للجلوس وتقنيات التمديد والتمارين الرياضية الخاصة بدعم الرقبة والظهر.
-
تحديد سياسات لإدارة الوقت والراحة: يجب على الشركات تحديد سياسات تسمح للموظفين بإدارة وقتهم بشكل فعال وتشجيعهم على أخذ فترات منتظمة للراحة والتمدد خلال ساعات العمل.
-
تشجيع الانفصال بين العمل والحياة الشخصية: يجب على الشركات تشجيع الموظفين على تحديد حدود واضحة بين العمل والحياة الشخصية، مثل تحديد ساعات عمل محددة وإيقاف الاتصالات العملية بعد انتهاء اليوم العملي.
-
تقديم دعم الصحة العقلية: يمكن للشركات تقديم دعم لصحة العقلية للموظفين العاملين من المنزل، مثل الوصول إلى خدمات المشورة النفسية عبر الإنترنت أو توفير فترات للتحدث مع مستشارين مختصين.
باختصار، يمكن للشركات والموظفين اتخاذ تدابير لتقليل آثار العمل من المنزل على الصحة البدنية والعقلية، وتعزيز الرفاهية العامة. يجب أن يكون التركيز على إنشاء بيئة عمل صحية وداعمة للموظفين، بالإضافة إلى توفير الموارد والدعم اللازمين لمساعدتهم على الحفاظ على صحتهم وراحتهم أثناء العمل من المنزل.