أسباب وأعراض سرطان الثدي

أعراض وأسباب سرطان الثدي

سرطان الثدي هو أحد الأمراض السرطانية الأكثر شيوعًا بين النساء في العالم، على الرغم من أن الرجال أيضًا قد يصابون به ولكن بنسب أقل بكثير. يعتبر اكتشاف السرطان في مراحله المبكرة عاملاً مهمًا في تحسين فرص العلاج والتعافي، لذلك من المهم أن تكون النساء على دراية بالأعراض المبكرة للمرض وأسبابه المحتملة. في هذا المقال، سنتناول أعراض سرطان الثدي وأسبابها بشكل مفصل، بالإضافة إلى بعض المعلومات الطبية التي يمكن أن تساعد في فهم هذا المرض بشكل أعمق.

أعراض سرطان الثدي

سرطان الثدي قد لا يظهر بأي أعراض واضحة في المراحل المبكرة. ومع ذلك، عندما تبدأ الأعراض في الظهور، فإنها تتفاوت من حالة إلى أخرى. تتضمن الأعراض الشائعة لسرطان الثدي:

1. كتلة في الثدي أو تحت الإبط:
   تعتبر الكتلة التي تظهر في الثدي أو تحت الإبط واحدة من أكثر الأعراض شيوعًا للمرض. هذه الكتل قد تكون مؤلمة أو غير مؤلمة، وقد تكون ثابتة أو تتحرك عند لمسها. يمكن أن تكون الكتلة في أحد الثديين أو في كلاهما.

   مع ذلك، يجب أن نعلم أن وجود كتلة في الثدي لا يعني بالضرورة وجود سرطان. هناك العديد من الحالات التي يمكن أن تؤدي إلى ظهور كتل غير سرطانية في الثدي، مثل التليف الثديي أو الكيسات.

2. تغيرات في حجم أو شكل الثدي:
   أحد الأعراض التي قد تشير إلى الإصابة بسرطان الثدي هو التغير المفاجئ في شكل أو حجم الثدي. قد يصبح الثدي أكبر أو أصغر، وقد تظهر تغيرات ملحوظة في الشكل العام له. هذا التغير قد يكون مصحوبًا بوجود كتل أو تورم.

3. تغيرات في الحلمة:
   قد يحدث تغير في مظهر الحلمة، مثل الحكة أو التهيج أو تدفق إفرازات غير عادية. في بعض الحالات، قد ينقلب الجلد حول الحلمة إلى الداخل أو يظهر عليه قشور أو تقرحات.

4. ألم في الثدي:
   يمكن أن يكون الألم في الثدي أحد الأعراض المبكرة لسرطان الثدي، ولكن لا يكون الألم دائمًا. في بعض الحالات، يمكن أن يكون هذا الألم مؤشرًا على وجود الأورام.

5. احمرار أو سخونة في الجلد:
   قد يسبب سرطان الثدي تغيرات في الجلد المحيط بالثدي، مثل احمرار الجلد أو سخونته. قد يبدو الجلد مشدودًا أو متجعدًا، وقد يظهر عليه تقشر أو تجاعيد.

6. تغيرات في نسيج الثدي:
   إذا كنتِ تشعرين بتغير في نسيج الثدي بحيث يصبح أكثر قسوة أو تموجًا، فقد يكون هذا من أعراض الإصابة بالسرطان. قد يشير ذلك إلى وجود أنسجة غير طبيعية تحتاج إلى تقييم طبي.

أسباب سرطان الثدي

لا يوجد سبب واحد محدد يمكن أن يفسر الإصابة بسرطان الثدي، بل هناك العديد من العوامل التي تساهم في زيادة خطر الإصابة به. تتنوع هذه العوامل بين الوراثية والبيئية وأسلوب الحياة. ومن أبرز هذه العوامل:

1. العوامل الوراثية:

تعتبر العوامل الوراثية أحد الأسباب الرئيسية التي قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي. النساء اللواتي لديهن تاريخ عائلي من السرطان، خاصة إذا كانت الأم أو الأخت مصابة، يكن أكثر عرضة للإصابة. وفي بعض الحالات، تتسبب الطفرات في الجينات مثل جين BRCA1 و BRCA2 في زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي بشكل ملحوظ. هذه الطفرات الجينية تساهم في تعطيل قدرة الجسم على إصلاح الحمض النووي التالف، مما يزيد من احتمالية تكوّن الخلايا السرطانية.

2. العمر:

يعتبر العمر من العوامل المؤثرة في خطر الإصابة بسرطان الثدي، حيث أن النساء الأكبر سنًا أكثر عرضة للإصابة بالمرض. فعادةً ما يظهر سرطان الثدي بعد سن الأربعين، وتزداد احتمالية الإصابة مع تقدم العمر. تصل نسبة الإصابة بالسرطان إلى ذروتها في سن ما بين 60 و 70 عامًا.

3. العوامل الهرمونية:

تلعب الهرمونات دورًا هامًا في زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي. النساء اللواتي يتعرضن لارتفاع طويل المدى في مستويات الهرمونات الأنثوية مثل الإستروجين والبروجستيرون قد يكون لديهن خطر أكبر للإصابة بالمرض.

• الحيض المبكر: بدء الدورة الشهرية في سن مبكرة (قبل 12 عامًا) يمكن أن يزيد من فرص الإصابة بسرطان الثدي في المستقبل، حيث أن المرأة تتعرض لفترات أطول من تأثير الهرمونات الأنثوية.

• انقطاع الطمث المتأخر: النساء اللواتي يدخلن سن اليأس في وقت متأخر (بعد سن 55 عامًا) أيضًا معرضات بشكل أكبر للإصابة بسرطان الثدي.

• استخدام العلاج الهرموني البديل: بعض الدراسات أظهرت أن العلاج الهرموني الذي يتم استخدامه في سن اليأس، والذي يحتوي على الإستروجين والبروجستيرون، قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي.

4. نمط الحياة:

العوامل المرتبطة بنمط الحياة تلعب أيضًا دورًا كبيرًا في زيادة أو تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي. من أبرز العوامل التي يمكن أن تزيد من المخاطر:

• التدخين: التدخين يعتبر أحد العوامل البيئية التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي، حيث أن المواد الكيميائية في التبغ يمكن أن تضر بالحمض النووي للخلية وتسبب تطور السرطان.

• التغذية: النظام الغذائي الغني بالدهون المشبعة واللحوم الحمراء قد يساهم في زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي. في المقابل، يعتقد أن الأنظمة الغذائية الغنية بالألياف والفواكه والخضراوات يمكن أن تساهم في الوقاية.

• السمنة: تشير الدراسات إلى أن النساء اللواتي يعانين من السمنة أو زيادة الوزن بعد سن اليأس قد يكن أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي. هذا يرجع جزئيًا إلى تأثير هرمون الإستروجين الذي يتم إنتاجه بشكل أكبر في الأنسجة الدهنية.

• قلة النشاط البدني: عدم ممارسة الرياضة بانتظام يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي، حيث أن النشاط البدني يساعد في تنظيم الهرمونات وتقليل الدهون الزائدة في الجسم.

5. التاريخ الطبي:

النساء اللواتي أصبن سابقًا بسرطان الثدي في أحد الثديين قد يكن أكثر عرضة للإصابة بسرطان في الثدي الآخر. كما أن وجود حالات معينة مثل الأورام الحميدة في الثدي قد يزيد من خطر الإصابة بالسرطان في المستقبل.

6. العلاج الإشعاعي:

النساء اللواتي تعرضن للعلاج الإشعاعي على الصدر في سن مبكرة (مثل معالجة أمراض مثل سرطان الغدد اللمفاوية) قد يكون لديهن خطر متزايد للإصابة بسرطان الثدي. يتسبب الإشعاع في تلف الحمض النووي، مما قد يؤدي إلى تطور السرطان.

تشخيص سرطان الثدي

يشمل تشخيص سرطان الثدي مجموعة من الإجراءات الطبية، مثل:

• الفحص السريري: حيث يقوم الطبيب بفحص الثديين للبحث عن أي تغيرات غير طبيعية.

• الماموجرام: هو فحص بالأشعة السينية يساعد في الكشف عن الكتل أو التغيرات المشبوهة في أنسجة الثدي.

• التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يستخدم للكشف عن التغيرات في الثدي في بعض الحالات المعقدة.

• خزعة الثدي: يتم أخذ عينة من نسيج الثدي لفحصها تحت المجهر والتأكد من وجود خلايا سرطانية.

خاتمة

يظل سرطان الثدي أحد الأمراض الأكثر شيوعًا التي تؤثر على النساء حول العالم. فهم الأعراض المبكرة والإلمام بالأسباب المحتملة للإصابة بهذا المرض يعد أمرًا بالغ الأهمية في الوقاية والكشف المبكر. كما أن المراجعة الدورية للفحوصات الطبية مثل الماموجرام والفحص السريري تساعد بشكل كبير في اكتشاف المرض في مراحله الأولى، مما يسهم في تحسين فرص العلاج والتعافي.