فيلم “يوم الموتى: خط الدم” (Day of the Dead: Bloodline): إعادة تخيل مرعبة للكلاسيكية
في عالم أفلام الزومبي، كان لفيلم “يوم الموتى” (Day of the Dead) عام 1985 تأثيراً كبيراً على جيل من عشاق أفلام الرعب. الآن، في عام 2018، يعود هذا الفيلم في نسخة جديدة تحمل عنوان “يوم الموتى: خط الدم” (Day of the Dead: Bloodline) ليأخذنا إلى عالم مرعب من الزومبي والهياكل البشرية المتحوّلة. يتناول الفيلم قصة بقاء ومواجهة ضد وحشية الزومبي المتجددة، مع إضافة طابع معاصر يجعل من هذه النسخة تجربة سينمائية مثيرة ومخيفة في آن واحد.
قصة الفيلم
“يوم الموتى: خط الدم” يروي قصة إيميلي (التي تقوم بدورها الممثلة صوفي سكليتون)، وهي طبيبة سابقة كانت قد درست الطب في مرحلة ما قبل الكارثة التي عصفت بالعالم، والتي أدت إلى انتشار الزومبي. تقاوم إيميلي عواقب هذه الكارثة بينما يحاول مخلوق هجين غريب، مكون من مزيج بين البشر والزومبي، أن يفتك بها ويقضي على آخر أمل للبشرية. ورغم أن إيميلي كانت قد تجرأت على مواجهة هذا الكائن في الماضي، إلا أن شدة خطورته وذكائه لا يزالان يهددان حياتها بشكل يومي.
عالم الفيلم هو مكان يمتلئ بالدمار، حيث تتنقل إيميلي بين جماعات من الناجين الذين يواجهون كائنات متحولة تتحكم في المدينة بأكملها. ورغم أن الإنسان أصبح مهدداً من قبل الزومبي، فإن العدو الحقيقي ليس هو الزومبي العادي، بل الهجين، الذي يتمتع بقدرة عقلية وسرعة تفوق تلك الخاصة بالكائنات المتحولة التقليدية.
المخرج والممثلون
أخرج الفيلم هكتور هيرنانديز فيسينس، وهو مخرج معروف بإبداعاته في مجال أفلام الرعب والخيال العلمي. قدّم في هذا الفيلم مزيجاً من الإثارة والرعب الذي يعيد إحياء الذكريات المظلمة التي ترافق أفلام الزومبي القديمة.
أما بالنسبة لأداء الممثلين، فقد أثبت جوناثون سشيك (الذي قام بدور شخصية ديزي) قدرته الكبيرة في تقديم شخصية مليئة بالحيرة والصراع الداخلي. بينما تبرز الممثلة صوفي سكليتون في دور إيميلي، الشخصية المحورية في الفيلم، حيث تقدم أداء قوياً يعكس الصراع من أجل البقاء ضد القوى الوحشية.
ومن بين الأسماء الأخرى التي أضافت طابعاً خاصاً على العمل، يبرز ماركوس فانكو في دور مارك، وجيف غم في دور جيمس. كما لا يمكن نسيان لليان بلانكنشيب، أوليانا تشان، وشاري واتسون الذين ساهموا بتقديم شخصيات معقدة وعميقة تضيف للفيلم بعدًا إنسانيًا في وسط الكارثة.
الخصائص الفنية للفيلم
تم تصوير “يوم الموتى: خط الدم” في بلغاريا، وهو ما أضاف له جواً مميزاً من الغموض والظلام. التقاليد الفنية التي حافظ عليها المخرج وطاقم الفيلم من خلال اختيار المواقع والمناظر الطبيعية جعلت الفيلم يبدو وكأنه جزء من كابوس واقع يعيش فيه الجميع.
بالإضافة إلى التصوير السينمائي، كانت المؤثرات البصرية الخاصة بالفيلم تميزًا بارزًا. ليس فقط الزومبي والهياكل البشرية المتحولة التي يتم إظهارها بشكل مفصل، بل أيضاً التفاصيل الدقيقة التي تميز مشاهد العنف والصراع. المؤثرات الخاصة تنقل لنا إحساساً حقيقياً بالخوف والترقب.
التمويل والتوزيع
تم إنتاج الفيلم في بلغاريا وطرح في الأسواق العالمية في 5 أبريل من عام 2018. تم تصنيفه كفيلم رعب من النوع المستقل، وبالرغم من الميزانية المحدودة نسبياً، فإن الفيلم نجح في تحقيق أجواء من الإثارة والتشويق التي جعلته يستحق مشاهدته، خاصة لعشاق أفلام الزومبي التي تدمج بينها وبين أفلام الرعب النفسية.
تقييم الفيلم
تلقى فيلم “يوم الموتى: خط الدم” تقييماً من الفئة “R” بسبب مشاهد العنف الشديد والمحتوى الجرافيكي المزعج. تمتد مدة الفيلم إلى 91 دقيقة، مما يجعله مناسبًا لأولئك الذين يفضلون مشاهدة فيلم رعب مشوق دون الشعور بالملل.
في النهاية، “يوم الموتى: خط الدم” هو محاولة ناجحة لتحديث فيلم كلاسيكي مع إضافة لمسات معاصرة. في حين أنه قد لا يكون بنفس قوة الفيلم الأصلي من حيث التأثير الثقافي أو الجماهيري، إلا أنه يظل فيلمًا مشوقًا يثير الرعب من خلال مشاهد مرعبة وصراع نفسي مع الزومبي المتطورين.