رواية “يهمسون: رواية” للكاتب روبرت أولين باتلر تقدم تجربة فريدة ومثيرة، فقد وصفت بأنها ربما تكون أجمل وأكثر إثارة بين الكتب التي قد قرأتها. الكتاب يمزج بين الفكاهة والرعب والحركة والجمال اللغوي بطريقة مدهشة. يتميز “يهمسون” بنزاهته الفنية غير المتنازعة، حيث يعتبر عملاً جاداً في فن الأدب يتناول موضوع الهيمنة الجنسية الحديثة بشكل مباشر وبدون تردد.
السرد في الكتاب يتم من خلال شخصية إيرا هولواي، الذي يجد نفسه وسط العمر في حين يدفعه الفضول لاستكشاف جوانب جنسيته وتأثيرها العميق عليه. إيرا، الذي يعيش حياة عادية كابن لعامل في مصنع الصلب، وزوج وأب، ومحارب فيتنام يعمل الآن كمسؤول علاقات عامة. ومع أن تفاصيل حياته اليومية قد تكون غير بارزة في قصته، إلا أنه يعيش – كما يفعل الكثيرون – في منظر داخلي دائم مليء بكل النساء اللاتي أحبهن. ويستمر في حبهن – بشكل غريزي وشامل وإبداعي وعميق. إلى درجة أنه، أثناء إعادة عيش لحظات الحميمية معهن، يتحدث إيرا في كثير من الأحيان بأصوات هؤلاء النساء. وهذا التناغم بين الأصوات الداخلية لرجل والنساء اللواتي أحبهن يخلق سرداً يتسم بالحدس والحسية وخلوه من النظريات والتفكير الفكري المتكلف. والنتيجة هي فحص جذاب وعميق ومواكب للزمن للجنسانية البشرية، وليس ذلك فحسب بل أيضاً أحد أكثر الكتب إثارة للشهوانية في عصرنا.
يتسم الكتاب بأسلوب سردي فريد وجذاب، حيث يستخدم باتلر اللغة بمهارة ليقدم تجربة قراءة استثنائية. تاريخ النشر في يناير 1994، من إصدارات دار النشر هنري هولت آند كومباني، يعزز من قيمة هذا العمل الأدبي. “يهمسون: رواية” ليس فقط كتابًا، بل هو رحلة فنية عميقة إلى أغوار الإنسانية وعواطفها.