“Monster of God: The Man-Eating Predator in the Jungles of History and the Mind” هو عمل أدبي معمق للكاتب الأمريكي ديفيد كوامن، يُعد واحدًا من أهم الكتب التي تناولت علاقة الإنسان بالمفترسات الكبرى التي سكنت الأرض لآلاف السنين. تم نشر هذا الكتاب لأول مرة في سبتمبر عام 2003 من قبل دار النشر “W W Norton & Co Inc”، ويُصنف ضمن أدب الطبيعة والحيوان.
في هذا العمل الأدبي، يستعرض كوامن التحديات التي تواجهها الكائنات المفترسة مثل الأسود في غابات جير بالهند، وتماسيح المياه المالحة في شمال أستراليا، والدببة البنية في جبال رومانيا، والنمور السيبيرية في الشرق الأقصى الروسي. يتطرق الكتاب إلى الطريقة التي لعبت بها هذه الكائنات دورًا رئيسيًا في تشكيل الثقافات المحلية والأساطير، وكيف أن وجودها كان له تأثير بالغ على البيئات التي تعيش فيها.
يناقش كوامن في كتابه الأثر البيئي والثقافي الناجم عن انخفاض أعداد هذه المفترسات الكبيرة، مُشيرًا إلى أن الإنسان، الذي كان يومًا ما فريسة لهذه الكائنات، أصبح الآن يحتل قمة السلسلة الغذائية بلا منازع. يُلقي الضوء على كيفية تحول الغابات المظلمة والمخيفة إلى مساحات تفتقر إلى الروعة والغموض الذي كانت تحمله سابقًا بسبب هذه المفترسات. ويتساءل الكاتب عن مستقبل البشرية في غياب هذه المفترسات العملاقة، مؤكدًا أن اختفاءها قد يؤدي إلى نسياننا أننا جزء من نظام بيئي أكبر.
واحدة من النقاط المحورية في الكتاب هي التأثير النفسي لوجود الحيوانات المفترسة في الأساطير والقصص الشعبية عبر التاريخ، حيث كانت تُعتبر رمزًا للقوة والسيادة وكذلك الخوف والرهبة. يبحث كوامن في كيفية تعاطي الثقافات المختلفة مع هذه الكائنات، وكيف تغيرت هذه التصورات مع الزمن.
كما يتطرق الكتاب إلى الجهود المبذولة لحماية هذه المفترسات من الانقراض والتحديات التي تواجهها هذه الجهود في ظل التوسع العمراني والزيادة في الأنشطة البشرية التي تؤدي إلى فقدان المواطن الطبيعية. يناقش كوامن دور الحفظ والاستدامة وكيف يمكن للسياسات المناسبة والوعي العام أن يساهم في إنقاذ هذه الكائنات المذهلة.
أخيرًا، يُظهر “Monster of God” أن العلاقة بين البشر والحيوانات المفترسة هي علاقة معقدة ومتعددة الأبعاد تتطلب منا جميعًا إعادة التفكير في كيفية تفاعلنا مع العالم الطبيعي. من خلال استكشاف تاريخ هذه العلاقة والتحديات التي تواجهها في العصر الحديث، يقدم كوامن نظرة ثاقبة ومؤثرة حول أهمية المحافظة على الحياة البرية ليس فقط لصالح الحيوانات التي تواجه خطر الانقراض، ولكن أيضًا للحفاظ على التوازن البيئي الذي يعتمد عليه البشر أيضًا.