في قلب هذا العمل الأدبي الرائع بعنوان “حياة صحفي”، يستعرض الأسطورة الإعلامية والصحفية والراوي الرائع والذي يُلقب بأكثر الرجال ثقةً في أمريكا، والذي يُدعى والتر كرونكايت، تجربته الحياتية والمهنية التي امتدت لستين عاماً. يعود كرونكايت إلى الفترة الزمنية الصعبة التي شهدتها أمريكا خلال الكساد الكبير، مروحة من الحروب المتعددة، والتغييرات الاستثنائية التي هزت الأمة على مدى ثلثي القرن العشرين الماضي.
عندما نقل والتر كرونكايت تحذيره لجمهوره التلفزيوني في عام 1968 بأن الحرب في فيتنام لا يمكن أن تُفوز فيها، قال الرئيس ليندون بي. جونسون: “إذا فقدت كرونكايت، فقدت وسط أمريكا”. اليوم، وعند بلوغه الثمانين من عمره، قرر كرونكايت أن يروي قصة حياته، رحلته الشخصية والمهنية كأول “مذيع رئيسي” الذي تم تكوين هذا اللفظ خصيصًا لوصفه.
وكشاهد على الأحداث الحاسمة في هذا القرن، أولاً كصحفي في هيوستن بريس، ثم كمرسل صحفي لخدمة الصحافة المتحدة، وأخيرًا كمذيع في CBS في وسيلة الإعلام الجديدة التلفزيون، وضع كرونكايت معايير للنزاهة، والموضوعية، والحماس، والتعاطف، والبصيرة يصعب تجاوزها. إنه إناء فاض بالتاريخ، ورابط مباشر مع الشعب والأماكن التي صاغت أمتنا وحددت دورها الفريد في العالم.
ومع ذلك، والتر كرونكايت ليس فقط الرجل الذي كان يعشق قيادة سيارات السباق “لنفس السبب الذي يفعل به الآخرون استعراضي، وأخطار خطيرة. إنه يفصلنا عن الرجل العادي؛ يضعنا، في عقولنا، على مستوى أعلى قليلاً من الرجل الذي لا يتسابق”. بل هو أيضا الرجل الذي “لطفه لا حدود له بمنطق” والذي كان دائمًا يواجه “مشاكل كبيرة في المسرح، ممزقًا عند أدنى انتهاك للحيوانات والناس، لاحظت خاصة الشيوخ أو الصغار جدًا”. إنه الرجل الذي كاد يتسلل بالكاد إلى التنفس على المتهمين في محاكم نورمبرج، والذي كاد بالكاد يعلن عن اغتيال الرئيس كينيدي على الهواء بسبب البكاء الذي كان يعتري حنجرته.
ساهم والتر كرونكايت في إطلاق العنان لعجلة التلفزيون، وحاول أن يملأها باحترامه الخاص للجودة والأخلاق. ولكن اليوم، يجلس على مقعد في الصف الأمامي خلال انحدار مهنته وصعود أدنى سمت مشترك. كما يشير ببراعة، “إنهم سيعيدون كتابة سفر الخروج ليتضمن مطاردة سيارات.” ومع ذلك، يعلم الشعب الأمريكي الفارق. إنهم يعلمون أنهم لديهم سمة الامتياز بالحصول على أخبارهم من رجل ذو مستوى أعلى. وسيستمتعون بشكل كبير بـ “حياة صحفي”.