أضرار تقشير الوجه

أضرار تقشير الوجه

يُعتبر تقشير الوجه من الخطوات الشائعة في روتين العناية بالبشرة، ويهدف إلى إزالة الخلايا الميتة وتحفيز تجدد الخلايا للحصول على بشرة أكثر نضارة وتوهجًا. ومع ذلك، وعلى الرغم من فوائده المعروفة، فإن تقشير الوجه قد يحمل العديد من الأضرار الجانبية والمضاعفات المحتملة، خاصةً عند الإفراط في استخدامه أو عند استخدام منتجات غير مناسبة لنوع البشرة. في هذا المقال الموسّع، سيتم تناول كافة أضرار تقشير الوجه بالتفصيل، مع الإشارة إلى الأسباب العلمية التي تؤدي إلى تلك الأضرار، والطرق التي قد تزيد من حدتها، مع تسليط الضوء على الفروقات بين أنواع البشرة ومدى تأثرها بالتقشير.

أولًا: مفاهيم أساسية حول تقشير الوجه

تقشير الوجه هو عملية إزالة الطبقات السطحية من البشرة باستخدام مواد كيميائية أو طبيعية أو أدوات فيزيائية، وذلك لتحسين مظهر الجلد والتخلص من الجلد الميت والتصبغات والبقع الداكنة. وتنقسم أنواع التقشير إلى:

• التقشير الكيميائي (مثل أحماض الألفا هيدروكسي والبيتا هيدروكسي وحمض الساليسيليك).

• التقشير الفيزيائي (باستخدام حبيبات أو أدوات مثل الفرشاة أو الليفة).

• التقشير الطبيعي (من خلال وصفات منزلية بمكونات طبيعية).

لكن رغم التنوع، فإن لكل نوع منها تأثيرات محتملة غير مرغوب فيها، خاصة عند سوء الاستخدام.

ثانياً: أضرار تقشير الوجه بالتفصيل

1. تهيج واحمرار البشرة

يُعد التهيج من أبرز الآثار الجانبية لتقشير الوجه، ويظهر على شكل احمرار واضح، شعور بالحرقة، وحكة، خاصةً بعد استخدام مقشرات قوية أو على بشرة حساسة. التهيج قد يكون مؤقتًا لكنه قد يتحول إلى التهاب مزمن في حال تكرر التعرض.

الأسباب:

• استخدام منتجات ذات تركيزات عالية من الأحماض.

• التقشير المتكرر دون فواصل زمنية كافية.

• تطبيق المقشرات على البشرة الملتهبة أو بعد التعرض للشمس.

2. جفاف البشرة وتشققها

تقشير الطبقات العليا من البشرة يزيل الزيوت الطبيعية التي تحافظ على رطوبة الجلد، مما يؤدي إلى فقدان التوازن المائي في البشرة وظهور علامات الجفاف، مثل التقشر والخشونة.

الفئات الأكثر عرضة:

• أصحاب البشرة الجافة بطبيعتها.

• الأشخاص الذين يعيشون في مناطق ذات مناخ بارد أو جاف.

3. ضعف الحاجز الجلدي الطبيعي

الحاجز الجلدي هو الطبقة الواقية التي تحمي الجلد من الميكروبات والتلوث والعوامل البيئية. التقشير المتكرر أو العنيف يؤدي إلى ترقق هذا الحاجز، ما يُضعف قدرة البشرة على مقاومة العوامل الضارة ويزيد من احتمال الإصابة بالتهابات جلدية أو حساسية.

4. زيادة الحساسية للشمس

من المعروف أن البشرة المقشَّرة تصبح أكثر عرضة للتلف الناتج عن الأشعة فوق البنفسجية. إذ يؤدي فقدان الطبقة السطحية إلى تقليل الحماية الطبيعية من أشعة الشمس، ما يزيد من خطر الإصابة بالحروق الشمسية، والتصبغات، وحتى الشيخوخة المبكرة.

الوقاية:

• استخدام واقٍ شمسي واسع الطيف يوميًا.

• تجنب التعرض المباشر للشمس بعد التقشير لمدة لا تقل عن 48 ساعة.

5. ظهور تصبغات جلدية غير متجانسة

من المفارقات أن تقشير الوجه، الذي يُستخدم لتفتيح البقع الداكنة، قد يتسبب في ظهور تصبغات جديدة إذا لم يتم بشكل صحيح. فتعرض البشرة المقشّرة للعوامل الخارجية يمكن أن يحفز إنتاج الميلانين، خاصة لدى أصحاب البشرة السمراء.

6. حبوب والتهابات جلدية

قد يؤدي تقشير الوجه إلى انسداد المسام أو إثارة الجلد، مما يُحفز ظهور البثور وحب الشباب، خاصة إذا تم استخدام أدوات غير معقمة أو في بيئة غير نظيفة. في بعض الحالات، قد تتفاقم الحالة لتصل إلى التهاب بصيلات الشعر أو ظهور دمامل جلدية.

7. التحسس المفرط من مكونات المستحضرات

مع إزالة الطبقة السطحية من البشرة، تصبح الخلايا العميقة أكثر عرضة للتفاعل مع المركبات الكيميائية. لذا، قد تلاحظ بعض النساء والرجال زيادة التحسس من العطور أو الكحول أو المواد الحافظة الموجودة في مستحضرات التجميل أو العناية بالبشرة.

8. شيخوخة مبكرة للبشرة

على الرغم من أن التقشير يحفز إنتاج الكولاجين على المدى القصير، فإن التقشير المفرط والمستمر يمكن أن يؤدي إلى تلف الخلايا الليفية وتقليل مرونة الجلد بمرور الوقت، مما يسرّع في ظهور التجاعيد والخطوط الدقيقة.

9. تكون الندبات الدائمة

خاصةً مع استخدام التقشير الكيميائي بتركيزات عالية أو في مراكز غير مرخصة أو على يد أشخاص غير مختصين، قد يُصاب الجلد بجروح عميقة تؤدي إلى ندبات لا تختفي بسهولة وقد تستمر مدى الحياة.

10. ردود فعل تحسسية شديدة (طفح جلدي – تورم – ألم)

في بعض الحالات، قد يتسبب تقشير الوجه بحدوث طفح جلدي حاد، تورم في المناطق الحساسة مثل حول العينين، أو ألم شديد نتيجة حساسية مفرطة من أحد مكونات المقشر. وقد تستدعي هذه الحالات تدخلاً طبياً فورياً.

ثالثاً: العوامل التي تزيد من أضرار تقشير الوجه

رابعاً: الحالات التي يُمنع فيها تقشير الوجه

• عند وجود حروق أو جروح مفتوحة في الوجه.

• في حالة الإصابة بالأكزيما أو الصدفية أو الوردية.

• أثناء فترة استخدام أدوية قوية للبشرة مثل “أيزوتريتينوين”.

• بعد التعرض للشمس لفترات طويلة أو التسمير.

• في حالات التحسس الشديد لأي من مكونات المقشرات.

خامساً: توصيات طبية للحد من الأضرار

1. استشارة طبيب الجلدية قبل اختيار نوع المقشر خاصة في حالات البشرة الحساسة أو وجود أمراض جلدية مزمنة.

2. عدم تجاوز عدد مرات التقشير الموصى بها والتي تختلف حسب نوع البشرة (مرّة أسبوعياً للبشرة العادية، ومرّة كل أسبوعين للبشرة الحساسة).

3. استخدام منتجات موثوقة ومصرّح بها طبياً وتجنب الوصفات غير المضمونة.

4. اختبار حساسية الجلد قبل استخدام أي منتج جديد.

5. الترطيب اليومي المكثف بعد أي نوع من أنواع التقشير، باستخدام مرطبات خالية من العطور.

6. الابتعاد عن تقشير الوجه خلال فترات التغيرات الهرمونية الشديدة كأيام الحيض أو الحمل، حيث تكون البشرة أكثر تقلباً.

سادساً: بدائل آمنة للتقشير المكثف

• استخدام غسولات لطيفة تحتوي على إنزيمات طبيعية (مثل البابايا أو الأناناس) التي تساعد في تجديد الخلايا دون تهييج.

• تطبيق أقنعة التقشير الأنزيمية التي تعمل بلطف على سطح البشرة.

• الاستعانة بـ الزيوت الطبيعية مثل زيت الورد وزيت الجوجوبا لتعزيز التجدد الطبيعي دون الحاجة للتقشير المفرط.

سابعاً: الخلاصة العلمية

رغم أن تقشير الوجه يُعد من التقنيات المهمة للعناية بالبشرة وتحسين مظهرها، إلا أن الإفراط في استخدامه أو استخدامه بطريقة غير صحيحة قد يؤدي إلى نتائج عكسية تتراوح بين التهيج الخفيف والضرر الدائم للبشرة. إن إدراك أضرار تقشير الوجه، وفهم العوامل المؤثرة في شدّتها، يساعد على اتخاذ قرارات صحية مبنية على التوازن بين الفائدة والضرر، بما يضمن الحصول على بشرة صحية دون تعريضها لمخاطر لا داعي لها.

المراجع:

1. American Academy of Dermatology Association – Chemical peels and skin care guidance

2. Mayo Clinic – Facial Peels: What to Know Before You Start