“هل وصلت إلى نقطة الاكتفاء؟: دليل لمقاومة التصدي للظلم”، من تأليف جيمس كارفيل وجيف نوسباوم، يعد هذا الكتاب جوابًا صاخبًا وشاملًا للأفراد الذين يشعرون بالإحباط والاكتفاء من الإدارة السابقة بقيادة جورج دبليو بوش واليمين الجمهوري. يستند الكتاب إلى رؤية حادة وحماسية من قبل جيمس كارفيل، المستشار السياسي الأسطوري، الذي شهد بلاده تعرضها لآثار سلبية عديدة نتيجة للقرارات والسياسات الحكومية الحالية.
“هل وصلت إلى نقطة الاكتفاء؟” يبدأ بتقديم سيرة ذاتية للمؤلفين جيمس كارفيل وجيف نوسباوم، حيث يستعرضون مسيرتهم السياسية وتجاربهم في مجال الإعلام والاستشارات السياسية. يبرز الوصف كيف أن جيمس كارفيل، على غرار العديد من الأمريكيين، شعر بالإرهاق والاستياء من السياسات التي اعتمدها الحزب الجمهوري، والتي تركت بصمات سلبية على مختلف جوانب الحياة في الولايات المتحدة. يستعرض الكتاب بمهارة التحولات الاقتصادية، والتدهور البيئي، والسرية الحكومية، وتأثير اللوبيات، وسياسات الحرب التي تسيطر على الساحة السياسية الأمريكية.
تُلقي الكتاب الضوء على فشل الإدارة السابقة في الاستفادة من فائض مالي بلغ خمسة تريليونات دولار، بدلاً من ذلك، تسببت في إنشاء عجز متوقع يصل إلى خمسة تريليونات دولار. يقدم الكتاب نقدًا حادًا لخطة الحكومة لتقليص الضرائب على الأثرياء، حيث كان المفترض أن تؤدي هذه الخطوة إلى خلق فرص العمل، ولكنها بدلاً من ذلك أدت إلى فقدان أكثر من ثلاثة ملايين وظيفة في أمريكا. ويستمر الكتاب في استعراض مختلف الوعود الغير محققة التي قدمها الحزب الجمهوري، من إحلال الشرف والكرامة في البيت الأبيض إلى تركيز على الأمان الوطني والقوة، لكن النتائج كانت على عكس التوقعات، حيث تركوا البلاد متأرجحة، معزولة، وغير آمنة.
“هل وصلت إلى نقطة الاكتفاء؟” لا يقتصر على مجرد الانتقاد، بل يقدم حلاً بنّاءً لإصلاح الأضرار التي خلفتها السياسات الحالية، ولمساعدة الديمقراطيين المحبطين على النهوض من جديد. يُقدم كارفيل عشر قواعد للتقدميين يمكنهم العيش بها، وشعار “غرفة الحرب” الجديد لفترة زمنية جديدة.
“هل وصلت إلى نقطة الاكتفاء؟” يعتبر دليلاً قويًا لاستعادة البلاد، ومواجهة التيار اليميني، وإعادة السلطة إلى الشعب. يتناول مواضيع متنوعة منها الاقتصاد، والتعليم، والشؤون الخارجية، مما يجعله مصدرًا غنيًا للقارئ الباحث عن فهم أعمق للتحديات التي تواجه المجتمع الأمريكي في هذا السياق الزمني. الكتاب الذي نشرته دار النشر سايمون آند شوستر في ديسمبر 2003، يظل مرجعًا هامًا في دراسة العلوم السياسية، وفهم الأيديولوجيات السياسية، بخاصة فيما يتعلق بالتحفظ والليبرالية.