أحمد بن محمد بن عبد الله، المعروف بالبيروني، كان عالمًا وفيلسوفًا وطبيبًا بارزًا من الفلاسفة المسلمين في العصور الوسطى. وعلى الرغم من أن البيروني لم يكن محدد المذهب ، إلا أنه لم يكن له انتماء مذهبي محدد.
أي أن البيروني عاش في العصر العباسي وكان من خوارزم ورغم كل هذا لم يثبت طعنه لأحد أو تبنيه أي معتقد للشيعة لا بل كان دينيا مسلم عام معتدل كحال المسلمين يؤدي فروضه كاملة ولا يتطرق الى اي جدال عقيم في الدين لا فائدة منه و كان يمدح المصلح سواء كان عباسيا او امويا وكان ينكر كل تصرف خاطئ.
فهو أقرب مذهبيا رجل مسلم حنيف معتدل وكان جل اهتمامه بالعلم و الفلك و الجغرافيا و الأدب و الفلسفة .
الجدل حول انتماء البيروني المذهبي، سواء كان شيعياً أم لا، يعكس تعقيدات في تفسير حياة وأفكار العلماء المسلمين الكبار. بالرغم من أن بعض المصادر أشارت إلى أن البيروني كان شيعياً، إلا أن الأدلة القاطعة على انتمائه المذهبي تظل غير واضحة.
الجدير بالذكر أن البيروني نفسه لم يكن مهتماً بالشؤون المذهبية بقدر ما كان مهتماً بالبحث العلمي والاستكشاف في مجالات متعددة. ولذلك، قد يكون من الأفضل النظر إلى البيروني كشخصية علمية فذة تجاوزت الحدود المذهبية والدينية.
لتوضيح النقاط المهمة:
- إسهاماته العلمية: يعتبر البيروني أحد أبرز العلماء في التاريخ الإسلامي، حيث ساهم بشكل كبير في مجالات الفلك، والرياضيات، والجغرافيا، والطب، والفلسفة، والكيمياء. هذا التنوع والعمق في العلم جعله شخصية متميزة تستحق التقدير بغض النظر عن انتمائه المذهبي.
- علاقاته مع العلماء المعاصرين: البيروني تواصل مع العديد من العلماء في عصره من مختلف المذاهب والخلفيات. أبرزهم ابن سينا، الذي تبادله معه المراسلات والنقاشات العلمية. هذا يدل على أن البيروني كان منفتحاً على الأفكار والمناقشات بغض النظر عن الخلفيات المذهبية.
- أعماله وكتبه: كتب البيروني العديد من الكتب التي أصبحت مراجع مهمة في مجالات مختلفة، مثل “الآثار الباقية عن القرون الخالية”، و”تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة”. اهتمامه بالتفاصيل العلمية والدقة في البحث جعل أعماله تظل مرجعية حتى اليوم.
- تكريمه والاعتراف به: اعتُرف بإنجازات البيروني على نطاق واسع، سواء في العالم الإسلامي أو في الغرب. تم تسمية جامعة باسمه في أوزبكستان، ووضع نصب تذكاري له في المتحف الجيولوجي في جامعة موسكو. كما أطلق اسمه على أحد معالم القمر، مما يعكس تقدير العلماء له عبر العصور.
في النهاية، يمكن القول أن أهمية البيروني تكمن في إسهاماته العلمية والفكرية التي تجاوزت الحواجز المذهبية والدينية. لقد كان نموذجاً للباحث العلمي الذي يسعى للمعرفة والحقائق بغض النظر عن الانتماءات الشخصية. وهذا هو الدرس الأهم الذي يمكن استخلاصه من حياة البيروني وأعماله.
