في الواحد والثلاثين من مارس لعام 1761، وتحديدًا في تمام الساعة الثانية عشرة ودقيقة صباحًا، تعرضت منطقة البرتغال الجنوبية وغربها لهزة أرضية قوية بقوة 8.5 درجة على مقياس ريختر، والتي كانت مصحوبة بظاهرة تسونامي محتملة، وقد سُجلت هذه الحادثة في المحيط الأطلسي الشمالي الشرقي بالقرب من جنوب غرب البرتغال.
وفي ذلك اليوم، شهدت مناطق مختلفة تأثيرات مدمرة لهذه الهزة الأرضية، حيث ارتفعت وانخفضت مياه البحر بشكل ملحوظ في عدة مواقع، مما أدى إلى تأثيرات كبيرة على السفن والموانئ والمناطق الساحلية. ففي لشبونة، سجلت حركة كبيرة في سطح البحر، حيث ارتفعت وانخفضت مياه البحر بشكل متكرر وبشكل عمودي بعدة أقدام، مما أدى إلى جفاف السفن التي كانت ترسو في النهر أحيانًا على الرغم من أنها كانت ترسو في أعماق مائية آمنة. وفي بنزانس، ارتفعت المياه فجأة حوالي 6 أقدام خلال ساعة واحدة فقط، وشهدت مناطق أخرى مثل جزر سيلي، والسواحل الإيرلندية، وتيرسيرا في جزر الأزور، وبربادوس، حركات مماثلة في مستويات المياه.
وقد سجلت العديد من التقارير تأثيرات مشابهة على مدار الساعات التالية، حيث استمرت الحركات الغريبة للمياه وتقلبات المستوى البحري في عدة مناطق، مما تسبب في دمار كبير واضطرابات شديدة. وتعتبر هذه الهزة الأرضية والتسونامي الناتج عنها واحدة من الكوارث الطبيعية القوية التي عرفتها المنطقة في تلك الفترة، ولا تزال تثير اهتمام الباحثين حتى اليوم، حيث تظل آثارها وملامحها الجيولوجية والجيوفيزيائية موضوع دراسة واسعة النطاق.
ومع ذلك، يظل المصدر التكتوني لهذه الهزة الأرضية ليس بالوضوح المطلوب حتى الآن، حيث تختلف الفهارس الزلزالية في تحديد مواقع الزلازل المسجلة في ذلك الوقت. وعلى الرغم من ذلك، يوضح الباحثون مثل Baptista et al. (2006) من خلال البيانات الإحساسية الماكروسيسمية ومراقبة زمن السفر للتسونامي أن مصدر الزلزال قد يكون على بعد حوالي 13 درجة غرباً و34.50 درجة شمالاً، مع تقدير لقوته بـ 8.5 درجة على مقياس ريختر. ويعتقد الباحثون أن المصدر الذي تم تحديده يقع جنوب غرب حافة الصفيحة الأوراسية في الجزء الخارجي من خليج الكاديز، والتي لا تتميز بحدود واضحة بين أوروبا وأفريقيا، مما يجعل الانحرافات والتشوهات المائية توزعت على مساحة كبيرة في تلك المنطقة.
ومع ذلك، تظل العديد من الأسئلة محور اهتمام الباحثين، حيث يسعون لفهم أفضل لهذه الظاهرة الطبيعية وتأثيراتها المستمرة على المنطقة، وذلك من خلال دراسات جديدة وتحليلات معمقة للبيانات المتوفرة، بهدف تقديم التحذيرات والتوجيهات اللازمة للتصدي لمثل هذه الكوارث في المستقبل وتقليل تأثيراتها على الحياة البشرية والبيئة.