“هذا هو قدري” للكاتبة نورا مرعي، يعدّ من تحف الأدب والخيال، حيث تقودنا الكاتبة في رحلة مشوّقة إلى عقل الشخصية الرئيسية التي تجلس فوق سريرها، تداعب قطتها الشّقراء بين يديها، وتمسك بروايتها كمرشدة في عالمها الخاص. إنها لحظة تفرد تجسيد الحياة اليومية بشكل مفعم بالإحساس والجمال.
الرواية تتميز بأسلوب سردي يتجلى فيه فن الكتابة بشكل استثنائي، حيث تستخدم نورا مرعي الكلمات كفرشاة فنان ماهر يخلق لوحة تصويرية رائعة. تستند الكاتبة إلى مشاعر الشخصية الرئيسية، التي تعبق بالألم والجمال، لتصوّر لنا ملامح قصة تتنوع بين المجد والأرق والجنون.
الوحي والإلهام يتجسدان في كتابة المجد، حيث تخوض الشخصية رحلة استكشاف ذاتها، كتابةً قصة لا تقتصر على خيالها الشخصي بل تمتد لتمس الحياة وتفاصيلها الصغيرة. إن اللحظة التي خرجت فيها أوراق الرواية من قوقعتها المظلمة، بعد جردة حس عرضرها، تعكس لحظة فهم وتفتح أبواب النور أمام القارئ ليشهد ميلاد قصة تختلف عن البقية.
على صعيد الهيكل الروائي، يبرز الكتاب بطول 136 صفحة، فتلك ليست مجرد صفحات بل عوالم صغيرة تعيش وتتنفس بأحداثها وشخصياتها. تمتلك الرواية توزيعاً ممتازاً للأحداث، حيث يتم دمج اللحظات الفارقة ببراعة، مما يجعل القارئ يغوص بسلاسة في عمق السرد.
صدر الكتاب في عام 2015 عن دار الفارابي للنشر والتوزيع، وقد تمت معالجة الغلاف بأسلوب بسيط وجذاب يناسب مضمون الرواية. إن اختيار الكاتبة للأدب والخيال كفئة والروايات كفرع يعكس اندماجها الرائع مع هذا النوع الأدبي وقدرتها على نقل الأفكار والمشاعر بطريقة تلامس القلوب.
باختصار، “هذا هو قدري” لنورا مرعي، يعتبر عملًا أدبيًا استثنائيًا يجمع بين عمق الفكر وجمال السرد، محاكيًا لتجارب الحياة بأسلوب فني ممتع وفريد.