كتاب “من الكينونة إلى الأثر: هايدغر في مناظره عصره” من تأليف مجموعة من الأكاديميين العرب يمثل مدخلاً مهماً إلى عالم الفلسفة الحديثة، حيث يستكشف عمق فكر الفيلسوف الألماني مارتن هايدغر وتأثيراته على فترته الزمنية وعلى المدى البعيد. يركز الكتاب على أهمية دراسة هايدغر والتفات العرب إليه وإلى فلسفته المعاصرة.
من اللافت للنظر أن هايدغر، كفيلسوف مؤثر، لم يكتف بإثارة الجدل في عصره بل تجاوز ذلك ليصبح نقطة تحول في مسار الفلسفة الغربية ورمزاً للتفكير الحديث. ومن خلال تقديمه لمفاهيم مثل “الكينونة” و”الأثر”، فتح هايدغر آفاقًا جديدة للفهم الفلسفي وتحدي الأفكار التقليدية.
وبالنظر إلى غنى فكر هايدغر وتعقيداته، يتساءل الكتاب عن أسباب الاهتمام المستمر بمثل هذا الفيلسوف وأعماله، وما الذي يمكن أن يجلبه إلى الفكر العربي المعاصر؟ وهنا يتجلى دور الفكر العربي في فتح المسارات الجديدة واستيعاب التجارب الفكرية العالمية، حيث يعتبر هايدغر نقطة انطلاق لتفكير جديد وتحليل عميق للمشكلات الفلسفية المعاصرة.
إن تقديم هذا الكتاب من قبل دار الرافدين للطباعة والنشر والتوزيع يعكس الاهتمام بنشر الفكر الفلسفي والمساهمة في تطوير المعرفة الفلسفية في المجتمع العربي. وبغلافه الورقي وعدد صفحاته البالغ 358 صفحة، يوفر الكتاب مواد غنية للقراءة والتفكير، مما يجعله إضافة قيمة لمكتبة كل باحث أو مهتم بالفلسفة.
وبالتالي، يظهر أن الكتاب يندرج تحت فئة الفلسفة وتحديداً تحت فئة الدراسات الفلسفية، حيث يقدم تحليلًا شاملاً وعميقًا لفكر هايدغر وتأثيراته، ويسلط الضوء على أهمية الفلسفة في فهم التحولات الفكرية والثقافية في العصر الحديث.