نيكسبلانون (Nexplanon): موانع الحمل الحديثة وتقييمها من قبل المرضى
يعد “نيكسبلانون” (Nexplanon) من أحدث وسائل منع الحمل التي تم تطويرها لتوفير حماية فعالة وطويلة الأمد ضد الحمل غير المرغوب فيه. ينتمي نيكسبلانون إلى فئة وسائل منع الحمل الهرمونية التي يتم زراعتها تحت الجلد، ويعد خيارًا شائعًا بين النساء اللواتي يبحثن عن وسيلة منع حمل تدوم لفترة طويلة دون الحاجة إلى التذكر اليومي أو المراجعة الشهرية.
ما هو نيكسبلانون وكيف يعمل؟
يتمثل نيكسبلانون في جهاز صغير بحجم عود الثقاب يحتوي على هرمون البروجستيرون الاصطناعي، والذي يُعرف باسم “إيتونوجيستريل” (Etonogestrel). يتم إدخال هذا الجهاز تحت الجلد في الجزء العلوي من الذراع، ويعمل على إفراز هذا الهرمون بشكل مستمر في الجسم على مدار ثلاث سنوات.
يعد الهرمون الموجود في نيكسبلانون مسؤولًا عن:
- منع الإباضة: أي أن المبيضين لا يفرزان البويضات، مما يمنع حدوث الحمل.
- زيادة كثافة المخاط في عنق الرحم: مما يصعب على الحيوانات المنوية الوصول إلى البويضة.
- تغيير بطانة الرحم: بحيث تصبح غير ملائمة لاستقبال البويضة الملقحة.
تاريخ الموافقة على نيكسبلانون
حصل نيكسبلانون على الموافقة من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 13 أكتوبر 2015، ليكون بديلاً محدثًا للوسائل السابقة مثل “إيمبلانون” (Implanon)، التي كانت تتميز بتقنية مماثلة لكن مع بعض القيود في الأداء والتوافر. تم تحسين تصميم نيكسبلانون ليكون أصغر حجمًا وأكثر سهولة في الإدخال.
تقييم فعالية نيكسبلانون
وفقًا للبيانات السريرية والمراجعات التي تم جمعها من المستخدمين، يعد نيكسبلانون من أكثر وسائل منع الحمل فعالية، حيث توفر حماية تصل إلى 99% ضد الحمل عند استخدامه بشكل صحيح. ومن الميزات البارزة لهذا الجهاز هو كونه يعمل لفترة طويلة (حتى ثلاث سنوات)، مما يعني أنه يمكن للنساء الاعتماد عليه دون الحاجة لتغيير وسائل منع الحمل بشكل دوري. كما أنه لا يتطلب أي تدخل يومي من قبل المرأة، مما يجعله خيارًا مثاليًا للنساء اللواتي قد ينسين تناول الحبوب أو اللواتي يعانين من مشاكل مع وسائل منع الحمل الأخرى.
لكن، رغم فعاليته العالية، توجد بعض الحالات التي قد تؤثر على فاعلية نيكسبلانون، مثل:
- حالات طبية معينة قد تؤثر على امتصاص الهرمون.
- بعض الأدوية التي قد تتداخل مع فعالية الجهاز مثل أدوية الصرع وبعض أدوية علاج السل.
تقييم المرضى لنيكسبلانون
كما هو الحال مع أي منتج طبي، تتباين آراء المرضى حول فعالية نيكسبلانون حسب التجارب الشخصية. فقد أشارت العديد من المراجعات إلى فعاليته في منع الحمل، إلا أن بعض النساء قد واجهن تأثيرات جانبية غير مرغوب فيها.
إحدى المراجعات التي تم مشاركتها من قبل إحدى المستخدمات تقول:
“مرحبًا، سيداتي، لقد قرأت العديد من القصص ويمكنني القول إنني أستطيع أن أتعاطف مع معظمها. لقد استخدمت “إيمبلانون” منذ نهاية عام 2010 بعد أن رفض جسمي “ميرينا” بعد ولادة ابنتي في سبتمبر 2010. عانيت من صداع، تقلبات مزاجية، زيادة الوزن، نزيف شديد، وآلام شديدة في البطن. كنت أشتكي لطبيبي النسائي وكانت تطمئنني أن هذه الأعراض طبيعية وسوف تزول تدريجيًا، وقد حدث هذا إلى حد ما. ولكن بعد ذلك تم استبدال “إيمبلانون” بـ “نيكسبلانون” لأنه أصبح أسهل في العثور عليه. ولكنني منذ ذلك الحين واجهت مشاكل صحية أخرى وأنا في انتظار رأي آخر لمعرفة ما إذا كان ينبغي إزالة الجهاز”.
الفعالية والتأثيرات الجانبية
تم تصنيف نيكسبلانون من قبل المرضى بدرجة 6 من 10 في الفعالية، مما يعني أنه فعال بشكل جيد في منع الحمل، ولكن بعض الأعراض الجانبية قد تؤثر على تصنيف فعاليته. من أبرز التأثيرات الجانبية التي تم الإبلاغ عنها:
- الصداع: يعتبر من أكثر الأعراض شيوعًا بين المستخدمين، وقد يسبب إزعاجًا كبيرًا لبعض النساء.
- تقلبات المزاج: بما في ذلك الاكتئاب أو الانفعال المفرط.
- زيادة الوزن: وهو من الأعراض التي تزعج بعض النساء اللواتي يخشين من زيادة الوزن نتيجة لاستخدام وسائل منع الحمل.
- النزيف غير المنتظم: قد يحدث نزيف مستمر أو بقع دموية في الأشهر الأولى من الاستخدام.
- ألم في المكان الذي تم فيه الإدخال: يمكن أن يشعر البعض بألم أو إحساس غير مريح في المنطقة التي تم فيها زرع الجهاز.
على الرغم من هذه التأثيرات الجانبية، فإن العديد من النساء يعتبرن أن الفوائد العامة لنيكسبلانون تفوق هذه الأعراض. كما أن معظم الأعراض الجانبية تتحسن مع مرور الوقت.
عدد مرات وصف نيكسبلانون
يتم وصف نيكسبلانون عادة مرتين خلال فترة العلاج، ويستمر في العمل بشكل فعال طالما تم الحفاظ على إدخاله تحت الجلد، ويجب استبداله بعد ثلاث سنوات من الاستخدام.
كيفية استخدام نيكسبلانون
يتم زرع نيكسبلانون من قبل الطبيب المختص في العيادة أو المستشفى. العملية نفسها سريعة نسبياً وغير مؤلمة بشكل كبير، حيث يتم حقن المادة في الجزء العلوي من الذراع باستخدام إبرة خاصة، ثم يتم تثبيت الجهاز تحت الجلد. لا يتطلب هذا الإجراء دخولًا للمستشفى أو فترة شفاء طويلة، ويمكن للمريضة استئناف أنشطتها اليومية بعد العملية مباشرة.
الخلاصة
يعد نيكسبلانون خيارًا ممتازًا لمنع الحمل الطويل المدى، خاصة لأولئك اللواتي لا يرغبن في تناول الحبوب اليومية أو اللجوء إلى وسائل منع حمل تتطلب تذكيرًا مستمرًا. لكن يجب على كل امرأة أن تكون على دراية بالتأثيرات الجانبية المحتملة، ومن المهم استشارة الطبيب المختص حول ملاءمة هذا الخيار الصحي لها بناءً على حالتها الطبية الشخصية.
في النهاية، يعتبر نيكسبلانون من الخيارات الفعالة والمتاحة لمنع الحمل بشكل طويل الأمد، لكن مثل أي وسيلة طبية أخرى، يتطلب الأمر التقييم الدقيق من قبل الطبيب لمراجعة الفوائد والأضرار المحتملة.