نكسبلانون: وسيلة منع حمل فعالة

نكسبلانون (Nexplanon): وسيلة منع الحمل الفعالة ولكن مع بعض التأثيرات الجانبية التي قد تكون مزعجة

يعد “نكسبلانون” (Nexplanon) أحد الوسائل الحديثة والفعالة لمنع الحمل، وهو عبارة عن جهاز صغير يتم زرعه تحت الجلد في الجزء العلوي من الذراع. يطلق هذا الجهاز هرمونًا صناعيًا يسمى “الإتيونوجيستريل”، وهو أحد أنواع البروجستين، والذي يمنع الحمل عن طريق وقف الإباضة، ويجعل مخاط عنق الرحم أكثر سمكًا مما يمنع وصول الحيوانات المنوية إلى البويضة. يُعد هذا الخيار مثاليًا لأولئك الذين يبحثون عن وسيلة منع حمل طويلة الأمد وسهلة الاستخدام، حيث أن فعاليته تستمر لمدة تصل إلى ثلاث سنوات من تاريخ زرعه.

كيف يتم زرع نكسبلانون؟

تتم عملية زرع نكسبلانون في العيادة بواسطة طبيب مختص، حيث يتم إدخال الجهاز تحت الجلد باستخدام إبرة رفيعة للغاية. وتستغرق هذه العملية بضع دقائق فقط، ويشعر بعض المرضى بوجع طفيف أو وخز عند الإجراء، لكن الألم لا يكون شديدًا عادةً. يمكن أن يوصي الطبيب بتناول مسكنات للألم قبل الإجراء لتقليل أي شعور بعدم الراحة.

التجربة الشخصية لمستخدمي نكسبلانون

تختلف تجارب المرضى مع نكسبلانون، فقد تختلف استجابة كل شخص تبعًا لحالته الصحية واستعداده لتحمل الآثار الجانبية المحتملة. واحدة من المراجعات الأولية التي تم الحصول عليها تشير إلى أن عملية الزرع كانت سهلة إلى حد ما. تشير المراجعة إلى أن المريضة تناولت 800 ملغ من الإيبوبروفين قبل الزرع، مما ساعد في تخفيف أي ألم محتمل. كما تم استخدام مادة مخدرة في المنطقة المستهدفة لتقليل الألم. بالنسبة للمريضة، كانت فترة التعافي من عملية الزرع قصيرة، حيث كان هناك بعض الألم البسيط في موقع الحقن لمدة يومين، لكن تناول المسكنات مثل “الموترين” جعلها تشعر بتحسن سريع.

ومع ذلك، لم تكن التجربة خالية من التأثيرات الجانبية. بدأت المريضة في الشعور بزيادة ضربات القلب (خفقان القلب) إلى درجة أنها كانت تشعر وكأن قلبها سيخرج من صدرها عند التعرض لأي نوع من التوتر أو الغضب، وهو أمر أزعجها بشدة. علاوة على ذلك، كانت تعاني من تقلصات في المعدة عدة أيام في الأسبوع، مما أثر على راحتها اليومية. رغم هذه التأثيرات الجانبية، تم تصنيف فعالية نكسبلانون في هذه المراجعة بتقييم 5 من 10، وهو تقييم يعكس تجربتها الشخصية مع العلاج.

تقييم فعالية نكسبلانون

يعتبر نكسبلانون من أكثر وسائل منع الحمل فعالية حيث يصل معدل فشله إلى أقل من 1%، وهو ما يعني أن أقل من 1 من كل 100 امرأة قد تحمل أثناء استخدام نكسبلانون بشكل صحيح. يعتبر هذا المعدل مثاليًا مقارنةً بطرق منع الحمل الأخرى مثل الحبوب أو الواقي الذكري. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أنه لا يمنع الأمراض المنقولة جنسياً، لذلك من الضروري استخدام وسائل إضافية مثل الواقي الذكري في حالة التواجد في علاقات غير أحادية.

الآثار الجانبية المحتملة لنكسبلانون

على الرغم من فعاليته الكبيرة، يعاني بعض المستخدمين من آثار جانبية قد تكون مزعجة في بعض الأحيان. تشمل الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا:

1. تغيرات في الدورة الشهرية: قد تحدث تغييرات في مدة الدورة الشهرية أو غزارتها. قد تنقطع الدورة الشهرية تمامًا عند بعض النساء.

2. زيادة في الوزن: قد يحدث بعض زيادة الوزن الطفيفة لدى بعض المستخدمين بسبب التغيرات الهرمونية التي يسببها نكسبلانون.

3. الخفقان أو تسارع ضربات القلب: كما في التجربة السابقة، يمكن أن يعاني البعض من خفقان القلب، حيث يشعرون بأن القلب ينبض بشكل أسرع أو أقوى من المعتاد.

4. آلام في المعدة والتقلصات: يعاني بعض الأشخاص من آلام في البطن أو تقلصات في المعدة بعد الزرع، وهي آثار جانبية مؤقتة ولكنها مزعجة.

5. الصداع والدوار: قد يعاني بعض النساء من الصداع أو الدوار بعد تركيب الجهاز.

6. التغيرات النفسية: بعض الأشخاص قد يعانون من تغيرات في المزاج، مثل الشعور بالقلق أو الاكتئاب.

الموافقة على نكسبلانون واستخدامه الطبي

تمت الموافقة على نكسبلانون من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 28 مايو 2015، مما جعله خيارًا معتمدًا وموثوقًا كوسيلة منع حمل طويلة الأمد. يتم وصف نكسبلانون عادةً للنساء اللواتي لا يرغبن في الحمل لفترة طويلة أو اللواتي يواجهن صعوبة في استخدام وسائل منع الحمل اليومية مثل الحبوب. نظرًا لطول مدة فعاليته، يتم استخدامه من مرة واحدة كل ثلاث سنوات، مما يجعله خيارًا مريحًا بالنسبة لأولئك الذين لا يرغبون في التفكير المستمر في وسائل منع الحمل.

تأثيرات نكسبلانون على الصحة

من الجدير بالذكر أن نكسبلانون قد لا يكون مناسبًا لجميع النساء. النساء اللواتي يعانين من حالات صحية معينة مثل مرض السكري، أو ارتفاع ضغط الدم، أو تاريخ من السرطان الهرموني قد يُنصح بعدم استخدامه. كما أن النساء اللواتي يخططن للحمل في وقت قريب قد يفضلن تجنب نكسبلانون بسبب المدة الطويلة التي يستغرقها للتخلص من تأثيراته بعد إزالته.

عدد مرات الوصف

بالنظر إلى فعاليته الطويلة المدى، يتم وصف نكسبلانون مرة واحدة فقط في فترة طويلة من الزمن. لا يحتاج المريض إلى تكرار الوصفات أو الخضوع لإجراءات إضافية بعد الزرع إلا في حال حدوث مشكلات طبية أو الرغبة في إزالته.

خاتمة

يعد نكسبلانون خيارًا فعالًا لمنع الحمل على المدى الطويل، لكنه يأتي مع بعض الآثار الجانبية التي قد تكون مزعجة للبعض. على الرغم من فعاليته العالية، إلا أن التجربة الشخصية لكل مريض قد تختلف بناءً على التفاعل مع الهرمونات واختلاف حالاته الصحية. من المهم دائمًا استشارة الطبيب قبل اتخاذ قرار باستخدام نكسبلانون، وذلك لضمان تناسبه مع حالتك الصحية ومتطلباتك الشخصية.