نكسبلانون (Nexplanon) هو جهاز صغير يتم زراعته تحت الجلد في الذراع، ويستخدم كوسيلة فعالة لمنع الحمل. يتكون الجهاز من أنبوب رقيق يحتوي على هرمون “إتيونوجيستريل”، وهو شكل صناعي من البروجستيرون، ويعمل على منع الحمل من خلال ثلاثة آليات رئيسية: منع التبويض، زيادة كثافة المخاط في عنق الرحم مما يصعب على الحيوانات المنوية الوصول إلى البويضة، وتغيير بطانة الرحم مما يقلل من احتمالية انغراس البويضة المخصبة.
تُعد هذه الوسيلة من وسائل منع الحمل طويلة المدى والفعالة، حيث يمكن أن تبقى فعّالة لمدة تصل إلى ثلاث سنوات من تاريخ الزرع، ما يجعلها خيارًا مناسبًا للعديد من النساء اللاتي يبحثن عن وسيلة منع حمل مريحة وطويلة الأمد. يمر تركيب نكسبلانون عبر إجراء بسيط يتم تحت الجلد باستخدام إبرة دقيقة في الذراع العلوية، وعادة ما يكون ذلك في عيادة الطبيب أو المتخصص.
فعالية نكسبلانون في منع الحمل:
تعتبر فعالية نكسبلانون من بين الأعلى بين وسائل منع الحمل، حيث يُقال أن نسبة فشله في منع الحمل أقل من 1%. هذا يعني أنه من كل 100 امرأة تستخدم هذه الوسيلة، قد يحدث حمل واحد أو أقل خلال عام كامل من الاستخدام. يُعتبر هذا مؤشراً قوياً على فعالية هذا الجهاز في منع الحمل، ما يجعلها خيارًا مفضلًا لدى الكثير من النساء، خصوصًا لأولئك اللاتي لا يرغبن في أخذ حبوب منع الحمل بشكل يومي أو اللاتي يفضلن الوسائل التي لا تتطلب تدخلاً يوميًا.
الموافقة والموافقة التنظيمية:
حصل نكسبلانون على الموافقة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في عام 2011، وبذلك أصبح أحد الخيارات الحديثة لمنع الحمل في العديد من البلدان حول العالم. في العديد من الدول، يتم استخدامه بشكل شائع ويُعتبر من الوسائل الآمنة وذات فعالية عالية.
التجارب الشخصية والتأثيرات الجانبية:
على الرغم من فعاليته العالية، قد يعاني بعض المستخدمين من بعض التأثيرات الجانبية التي قد تؤثر على جودة حياتهم. تعكس بعض التجارب الشخصية التأثيرات الجانبية التي يمكن أن تكون مؤلمة أو مزعجة.
تُشير إحدى المراجعات الشخصية من مستخدمة لجهاز نكسبلانون، والتي قامت بتركيبه في يونيو 2014 بعد ولادتها، إلى أنها واجهت بعض الآثار الجانبية الخطيرة بعد فترة قصيرة من الاستخدام. ففي أغسطس 2014، لاحظت فقدانًا للشعر في منطقتين من رأسها، وهو ما اعتقدت في البداية أنه ناتج عن تساقط الشعر ما بعد الولادة. لكن مع مرور الوقت، استمر فقدان الشعر حتى أصبح واضحًا في مقدمة رأسها حول الحواف. هذه المشكلة تفاقمت حتى نهاية يناير 2015، حيث استمر تساقط الشعر.
بالإضافة إلى ذلك، واجهت المستخدم نفس المشكلة المتعلقة بانخفاض الرغبة الجنسية، حيث أفادت أنها شعرت بعدم رغبة في ممارسة العلاقة الحميمة، وأن الدافع الجنسي لديها قد انخفض بشكل ملحوظ. هذه الآثار الجانبية جعلتها تشعر بالاستياء الشديد، خصوصًا فقدان الشعر، وهو ما جعلها تقرر إزالة الجهاز قريبًا بسبب عدم تحملها لتلك الآثار الجانبية.
تقييم الفعالية:
تقييم المستخدم للجهاز كان 5 من 10، وهو تقييم منخفض نسبياً. رغم أن المستخدم أشار إلى أن الجهاز كان فعالًا في منع الحمل، إلا أن الآثار الجانبية المزعجة كانت السبب الرئيسي في انخفاض تقييمه. تعتبر هذه التجربة واحدة من التجارب التي تبرز التباين بين الفوائد والآثار الجانبية لهذا الجهاز، مما يعكس حقيقة أن وسائل منع الحمل ليست خالية من المخاطر أو التأثيرات السلبية.
معدل التكرار والوصفات الطبية:
تم وصف نكسبلانون 47 مرة، وهو ما يدل على أنه شائع الاستخدام من قبل الأطباء، خاصة بين النساء اللواتي يفضلن وسائل منع الحمل طويلة المدى والمريحة. هذا العدد من الوصفات يعكس مدى ثقته في الفعالية العالية للجهاز، ومع ذلك، ينبغي للنساء أن يكونوا على دراية بأن الآثار الجانبية قد تختلف من شخص لآخر.
الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا:
مثل معظم وسائل منع الحمل الهرمونية، يمكن أن يُسبب نكسبلانون بعض الآثار الجانبية التي تشمل:
- تغيرات في الدورة الشهرية: قد تصبح الدورة الشهرية غير منتظمة أو تتوقف تمامًا.
- زيادة الوزن: بعض النساء قد يعانين من زيادة في الوزن.
- تغيرات في المزاج: قد تحدث تقلبات مزاجية أو اكتئاب.
- نزيف غير منتظم: قد يحدث نزيف مهبلي بين الحيض.
- حساسية الثدي: قد يشعر البعض بزيادة في حساسية الثدي أو آلام فيه.
التوجهات المستقبلية:
عند التفكير في وسائل منع الحمل، يجب على كل امرأة أن تأخذ في الاعتبار تأثيراتها الجانبية المحتملة والمزايا التي تقدمها. نكسبلانون يوفر وسيلة فعالة وطويلة الأمد، لكنه قد لا يكون مناسبًا للجميع، لذا من الضروري استشارة الطبيب حول الخيارات المناسبة بناءً على الصحة العامة والاحتياجات الشخصية.
من المهم أيضًا أن تتم مراقبة تأثيرات نكسبلانون بشكل دوري بعد تركيبه. في حال حدوث أي تأثيرات جانبية غير مرغوب فيها أو إذا كانت المرأة تشعر بعدم الراحة أو الآلام، ينبغي عليها التواصل مع الطبيب لاستكشاف خيارات أخرى قد تكون أكثر ملاءمة.
خاتمة:
نكسبلانون هو وسيلة فعالة وموثوقة لمنع الحمل، ومع ذلك، كما هو الحال مع جميع وسائل منع الحمل الهرمونية، قد يعاني بعض الأفراد من آثار جانبية تتراوح بين خفيفة إلى شديدة. من المهم أن تكون النساء على دراية بأن الآثار الجانبية قد تؤثر على تجربتهن الشخصية، وأن التقييم الفردي من قبل الطبيب هو الأساس لاختيار الوسيلة الأنسب. وبالرغم من فعاليته الكبيرة، لا ينبغي إغفال الآثار الجانبية المحتملة التي قد تؤثر على الحياة اليومية والتجربة العامة للمرأة.