نقص فيتامين ب وأضراره

نقص فيتامين ب: الأعراض، الأسباب، الأنواع، والمخاطر الصحية

يُعد فيتامين ب من الفيتامينات الأساسية التي تلعب دورًا محوريًا في الحفاظ على صحة الجسم والأداء الطبيعي لأجهزة متعددة، بما في ذلك الجهاز العصبي، الدماغ، الجلد، والقلب. تتكون مجموعة فيتامين ب من ثمانية أنواع رئيسية تُعرف باسم فيتامينات ب المركبة، ولكل منها دور فسيولوجي ووظائف حيوية مميزة. يتسبب نقص أحد هذه الفيتامينات في ظهور مجموعة من الأعراض والمضاعفات التي تختلف باختلاف النوع الناقص، وقد يصل التأثير إلى إحداث أضرار عصبية دائمة إذا لم يُكتشف ويُعالج في الوقت المناسب.

في هذا المقال المفصل، سنستعرض بدقة مفهوم نقص فيتامين ب، ونتناول أنواعه المختلفة، أعراضه، أسبابه، الفئات الأكثر عرضة للإصابة به، بالإضافة إلى تداعياته الصحية، وطرق التشخيص والعلاج والوقاية.

أولًا: ما هو فيتامين ب المركب؟

تتألف مجموعة فيتامين ب من 8 فيتامينات قابلة للذوبان في الماء، وهي:

كل نوع من هذه الفيتامينات يؤدي وظيفة مختلفة، وعليه فإن نقص أي منها يترتب عليه أعراض سريرية مختلفة.

ثانيًا: أسباب نقص فيتامين ب

يحدث نقص فيتامين ب نتيجة عوامل متعددة تتداخل فيها العوامل الغذائية مع الحالات الصحية وبعض الأدوية. من أبرز الأسباب:

1. سوء التغذية: الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا فقيرًا بالبروتينات أو النباتيون المتشددون معرضون بشكل خاص لنقص فيتامينات ب، خاصة B12.

2. مشاكل في الامتصاص المعوي: أمراض مثل داء كرون، الداء البطني (السيلياك)، أو التهاب المعدة الضموري تؤثر على امتصاص فيتامين ب من الأمعاء الدقيقة.

3. تناول الكحول: الإفراط في الكحول يضعف امتصاص الثيامين (B1) والنياسين (B3) بشكل خاص.

4. استخدام بعض الأدوية: بعض المضادات الحيوية، مضادات الحموضة، ميتفورمين (لعلاج السكري) وحبوب منع الحمل تؤثر على مستويات فيتامين ب في الجسم.

5. الحمل والرضاعة: تتطلب هذه الفترات زيادة في استهلاك فيتامين ب، وإذا لم يتم تعويض الاحتياج الزائد قد يحدث النقص.

6. التقدم في العمر: يقل الامتصاص الفعّال مع تقدم العمر، خاصة لفيتامين B12.

ثالثًا: أعراض نقص كل نوع من فيتامين ب

1. نقص فيتامين B1 (الثيامين)

يسبب مرض “البري بري”، ويؤثر على القلب والأعصاب والعضلات. الأعراض تشمل:

• تعب شديد وضعف عضلي

• اعتلال الأعصاب المحيطية

• فقدان الشهية

• اضطرابات في القلب (مثل خفقان القلب)

• مشاكل في الذاكرة

2. نقص فيتامين B2 (الريبوفلافين)

• تشققات في زوايا الفم

• التهاب اللسان (احمرار وتورم)

• جفاف وتشقق الشفاه

• تحسس في العينين

3. نقص فيتامين B3 (النياسين)

قد يؤدي إلى مرض “البلاجرا”، والذي يتميز بـ:

• التهاب الجلد (خاصة في مناطق التعرض للشمس)

• الإسهال المزمن

• اضطرابات نفسية وعقلية مثل الاكتئاب أو الهذيان

4. نقص فيتامين B5 (حمض البانتوثينيك)

• الإعياء والتعب

• الشعور بالوخز أو الحرق في الأطراف

• اضطرابات النوم

5. نقص فيتامين B6 (البيريدوكسين)

• اكتئاب وقلق وتهيّج

• ضعف المناعة

• تشنجات عضلية

• التهاب الجلد

6. نقص فيتامين B7 (البيوتين)

• تساقط الشعر

• طفح جلدي

• اضطرابات في المزاج مثل الاكتئاب أو اللامبالاة

7. نقص فيتامين B9 (حمض الفوليك)

• فقر دم كبير الخلايا

• إرهاق وضعف عام

• تشوهات خلقية عند الأجنة

• بطء النمو العقلي والجسدي لدى الأطفال

8. نقص فيتامين B12 (الكوبالامين)

• فقر دم خبيث

• اضطرابات عصبية مثل التنميل، فقدان التوازن

• ضعف الذاكرة أو الخرف

• اضطرابات في المزاج

رابعًا: الفئات المعرضة لخطر النقص

• كبار السن

• النباتيون والمتبعين لنظام غذائي غير متوازن

• المصابون بأمراض مزمنة في الأمعاء

• المدمنون على الكحول

• النساء الحوامل والمرضعات

• مرضى السكري (خاصة مستخدمي الميتفورمين)

• المرضى الذين خضعوا لجراحة تحويل مسار المعدة أو استئصال جزء من الأمعاء

خامسًا: التشخيص

يعتمد التشخيص على:

1. التاريخ الطبي والتغذوي للمريض: لفهم نمط التغذية والعوامل المساعدة.

2. الفحص السريري: للكشف عن الأعراض الظاهرة مثل فقر الدم أو الاعتلال العصبي.

3. التحاليل المخبرية:

   • تحليل مستوى فيتامين ب12، حمض الفوليك

   • اختبار مستويات الهوموسيستين وحمض الميثيل مالونيك (للتمييز بين B12 وB9)

   • فحص تعداد الدم الكامل (CBC)

سادسًا: المضاعفات الناتجة عن نقص فيتامين ب

• مضاعفات عصبية دائمة: خاصة مع نقص فيتامين B12، والذي قد يؤدي إلى تلف دائم في الأعصاب والمخيخ.

• تشوهات جنينية: نتيجة نقص حمض الفوليك في الحمل الأول، حيث ترتفع نسبة الإصابة بعيوب الأنبوب العصبي مثل السنسنة المشقوقة.

• فقر الدم الخبيث: المرتبط بنقص B12 والذي لا يستجيب للعلاج بالحديد.

• الاضطرابات النفسية والعقلية: بما فيها الاكتئاب، التهيج، واضطراب الإدراك.

سابعًا: طرق العلاج

العلاج يعتمد على تحديد نوع فيتامين ب الناقص وشدة الحالة:

1. العلاج الغذائي: تناول أطعمة غنية بفيتامين ب مثل الكبد، اللحوم، الأسماك، البيض، الحبوب الكاملة، البقوليات، الخضروات الورقية، ومنتجات الألبان.

2. المكملات الغذائية: على شكل أقراص أو كبسولات تحتوي على فيتامين ب المركب.

3. الحقن العضلية: تستخدم غالبًا في حالات نقص B12 الشديد أو في حالات سوء الامتصاص المعوي.

ثامنًا: الوقاية

• اتباع نظام غذائي متوازن غني بالفيتامينات والمعادن.

• تجنب الاستخدام المفرط للكحول.

• الفحص الدوري للمجموعات المعرضة للخطر مثل كبار السن ومرضى السكري.

• إعطاء المكملات الوقائية للحوامل والمصابين بأمراض مزمنة.

• التوعية الغذائية بمصادر فيتامين ب الطبيعية والاصطناعية.

جدول توضيحي لمصادر فيتامين ب

المصادر العلمية

1. National Institutes of Health – Office of Dietary Supplements (https://ods.od.nih.gov)

2. World Health Organization – Micronutrient Deficiencies Report (https://www.who.int/nutrition/topics/vad/en/)