أعراض وجود ديدان في البطن عند الكبار
تعد الإصابة بالديدان المعوية من المشكلات الصحية الشائعة التي قد تؤثر على البالغين كما الأطفال. هذه الديدان هي كائنات دقيقة تعيش في الجهاز الهضمي وتتكاثر فيه، مما يسبب اضطرابًا في وظيفة الأمعاء والجهاز الهضمي بشكل عام. رغم أن العدوى بالديدان تعتبر أكثر شيوعًا في الأطفال، إلا أن البالغين قد يعانون منها أيضًا، ولا سيما في حالات ضعف الجهاز المناعي أو قلة النظافة. سنستعرض في هذا المقال أبرز الأعراض التي قد تشير إلى وجود ديدان في البطن لدى البالغين.
1. ألم وتقلصات في البطن
يعد ألم البطن من أكثر الأعراض شيوعًا في حالات الإصابة بالديدان المعوية. يشعر المصاب بألم أو انزعاج في منطقة البطن، وقد يختلف هذا الألم من شخص لآخر. في بعض الحالات، قد يكون الألم متقطعًا أو يشبه التقلصات التي تظهر وتختفي. قد يحدث هذا الألم بسبب تحرك الديدان داخل الأمعاء أو تعلقها في جدار الأمعاء.
2. الإسهال أو الإمساك
تتسبب الديدان في حدوث اضطرابات في عملية الهضم، مما يؤدي إلى مشاكل في حركة الأمعاء. بعض المصابين بالديدان يعانون من الإسهال المتكرر، حيث يصبح البراز مائيًا أو غير متماسك. على النقيض، قد يعاني آخرون من الإمساك المزمن الذي يتسبب في صعوبة في إخراج الفضلات أو شعور بالامتلاء في الأمعاء.
3. الغازات وانتفاخ البطن
من الأعراض الشائعة التي قد ترافق الإصابة بالديدان المعوية هو زيادة في الغازات وانتفاخ البطن. قد يشعر الشخص بامتلاء في البطن مع صعوبة في إخراج الغازات، مما يؤدي إلى شعور بعدم الراحة. يمكن أن تتسبب الديدان في إنتاج غازات غير طبيعية نتيجة لتحلل الطعام بشكل غير طبيعي داخل الأمعاء.
4. فقدان الوزن غير المبرر
قد يعاني الأشخاص المصابون بالديدان من فقدان الوزن غير المبرر رغم عدم وجود تغيير في النظام الغذائي. يرجع ذلك إلى تأثير الديدان على امتصاص المغذيات من الطعام. على الرغم من تناول الشخص للطعام بشكل طبيعي، فإن الديدان قد تتسبب في تقليل امتصاص العناصر الغذائية، مما يؤدي إلى نقص في الوزن على المدى الطويل.
5. الغثيان والقيء
قد يصاب الأشخاص المصابون بالديدان في البطن بمشاعر غثيان متكررة، خاصة في الصباح أو بعد تناول الطعام. في الحالات الأكثر تطورًا، قد يحدث القيء، وهو أحد الأعراض التي تظهر بسبب تأثير الديدان على المعدة والجهاز الهضمي. يعاني البعض من هذه الأعراض بشكل دوري أو دائم، مما يعيق القدرة على القيام بأنشطة يومية طبيعية.
6. الحكة في منطقة الشرج
تعتبر الحكة في منطقة الشرج من الأعراض الكلاسيكية المرتبطة بأنواع معينة من الديدان المعوية مثل الديدان الدبوسية (Enterobius vermicularis). تحدث هذه الحكة بشكل خاص في الليل، عندما تخرج الديدان من الأمعاء لتضع بيضها في المنطقة المحيطة بالشرج. عادةً ما تكون هذه الحكة مزعجة جدًا ويمكن أن تؤدي إلى تهيج في الجلد.
7. تغير في شهية الطعام
تتسبب الديدان المعوية في تغييرات ملحوظة في الشهية لدى بعض المصابين. قد يشعر بعض الأشخاص بشهية مفرطة للطعام، بينما يعاني آخرون من نقص في الرغبة في تناول الطعام بسبب تأثير الديدان على الأمعاء. في بعض الحالات، قد يكون هناك شعور بالجوع المستمر رغم تناول كميات كافية من الطعام.
8. فقر الدم
يمكن أن تؤدي بعض أنواع الديدان المعوية إلى فقدان الدم من خلال جدران الأمعاء، خاصة في الحالات التي تتغذى فيها الديدان على الدم. يُعتبر فقر الدم أحد الأعراض التي قد تظهر في الأشخاص المصابين بالديدان المعوية، ويشمل ذلك أعراض مثل التعب، الدوار، والشحوب.
9. تغيرات في لون البراز
في بعض الحالات، يمكن أن يؤثر وجود الديدان على لون البراز، حيث قد يظهر البراز بلون غير طبيعي أو يحتوي على دم. الدم في البراز قد يكون نتيجة لتلف الأنسجة داخل الأمعاء بسبب تغذية الديدان عليها أو بسبب التهيج الناتج عن وجود الديدان.
10. قلة النشاط والشعور بالإرهاق
يشعر بعض الأشخاص الذين يعانون من الديدان المعوية بالإرهاق المستمر، حتى وإن لم يبذلوا مجهودًا كبيرًا. قد يرجع ذلك إلى تأثير الديدان على امتصاص العناصر الغذائية الأساسية أو بسبب فقر الدم الناجم عن فقدان الدم.
11. تغيرات في سلوك النوم
قد يواجه الأشخاص المصابون بالديدان صعوبة في النوم، سواء بسبب الحكة المستمرة أو بسبب الألم والتقلصات المعوية. من المعروف أن الحكة الشرجية الناجمة عن الديدان الدبوسية تحدث بشكل أكبر في الليل، مما يؤدي إلى اضطراب في النوم.
12. أعراض متعلقة بالجهاز التنفسي
على الرغم من أن الديدان عادة ما تكون مرتبطة بالجهاز الهضمي، إلا أن بعضها قد يسبب أعراضًا تنفسية نتيجة للهجرة عبر الجسم. في حالات نادرة، يمكن أن تصل بعض أنواع الديدان إلى الرئتين، مما يسبب أعراضًا مثل السعال المستمر أو ضيق التنفس.
13. اضطرابات في الذاكرة والتركيز
قد يعاني بعض الأشخاص المصابين بالديدان المعوية من صعوبة في التركيز وفقدان الذاكرة، وهو ما يُعرف بالـ “Brain Fog”. يحدث هذا نتيجة التأثير العام للعدوى على الجسم، وكذلك تأثير الديدان على الامتصاص الجيد للمواد الغذائية الضرورية لعمل الدماغ.
14. ظهور الديدان في البراز
في بعض الحالات المتقدمة، قد يظهر الشخص المصاب بالديدان المعوية على شكل ديدان صغيرة في البراز. هذا العرض غالبًا ما يكون دليلاً على وجود أنواع معينة من الديدان مثل الديدان الشريطية أو الديدان الأسطوانية.
الأسباب الرئيسية للإصابة بالديدان
تنتقل الديدان المعوية عادة من خلال تناول الطعام أو الماء الملوث أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة بالبيض أو يرقات الديدان. العوامل التي تزيد من خطر الإصابة تشمل:
-
التلوث البيئي: العيش في بيئات غير صحية أو تناول الأطعمة غير المغسولة جيدًا.
-
قلة النظافة الشخصية: عدم غسل اليدين بانتظام بعد استخدام المرحاض أو قبل تناول الطعام.
-
التعامل مع الحيوانات المصابة: خاصة الحيوانات الأليفة مثل الكلاب والقطط التي قد تحمل بيض الديدان.
-
الظروف الصحية: الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالديدان.
طرق التشخيص والعلاج
تشخيص الإصابة بالديدان يتطلب إجراء فحوصات مخبرية على عينات من البراز للكشف عن وجود البيض أو الديدان. في بعض الحالات، قد يتطلب الأمر إجراء فحوصات إضافية مثل التنظير الداخلي إذا كانت الأعراض شديدة.
أما العلاج، فيتم من خلال الأدوية المضادة للديدان التي يصفها الطبيب. تعتمد الأدوية على نوع الديدان التي تم تشخيصها. من الأدوية الشائعة التي تستخدم لعلاج الديدان المعوية هي “ميبيندازول” و”ألبيندازول”، وهي فعالة في القضاء على معظم أنواع الديدان.
كما ينصح الأطباء باتباع تدابير وقائية مثل غسل اليدين جيدًا، وتنظيف الأطعمة، والابتعاد عن التلوث البيئي لضمان الوقاية من الإصابة.
الخاتمة
إن الإصابة بالديدان المعوية ليست مشكلة صحية غير قابلة للعلاج، بل هي حالة يمكن التعامل معها بفعالية باستخدام الأدوية المناسبة واتباع تدابير الوقاية. من خلال التعرف على الأعراض واتخاذ الإجراءات الصحيحة، يمكن الحد من تأثير هذه المشكلة الصحية بشكل كبير وتحقيق الشفاء التام.
