نقص حركة الجنين في الشهر السابع: الأسباب والمخاطر والعلاج
تعتبر حركة الجنين داخل رحم الأم من العلامات الحيوية الهامة التي تشعر بها الأم أثناء فترة الحمل. في الشهر السابع، تبدأ الأم في الشعور بحركات الجنين بشكل أكثر وضوحًا وقوة، حيث يزداد حجم الجنين وتصبح حركاته أكثر تميزًا. ومع ذلك، قد تشعر بعض الأمهات بنقص في حركة الجنين في هذا الشهر، مما يثير القلق والخوف لديهن. يعد هذا الموضوع من القضايا التي تثير الكثير من الأسئلة والاستفسارات من قبل الأمهات، إذ إن تغيرات حركة الجنين قد تكون مؤشرًا لعدة أسباب، بعضها بسيط وآخر قد يكون مؤشرًا لمشاكل صحية تستدعي العناية الطبية.
التطور الطبيعي لحركة الجنين في الشهر السابع
في بداية الشهر السابع، يكون الجنين قد نضج بشكل كبير مقارنة بالأشهر السابقة، حيث يصل طوله إلى حوالي 40 سم ويزن نحو 1 كيلوجرام. تبدأ الأم في ملاحظة تزايد حركات الجنين بشكل ملحوظ، حيث يبدأ الجنين في تغيير وضعياته داخل الرحم. وفي هذه المرحلة، تكون حركاته قد ازدادت قوة، وقد تشعر الأم بها على شكل ركلات أو تحركات ملحوظة، وهذا يحدث بسبب تزايد حجم الجنين وحاجته إلى مساحة أكبر للتحرك.
إن حركة الجنين خلال هذه الفترة ليست ثابتة طوال اليوم، فقد يهدأ الجنين لفترات معينة ثم يعود للتحرك. في المتوسط، يُتوقع أن تشعر الأم بحركات الجنين بين 10 إلى 15 مرة في اليوم، إلا أن هذه الإحصاءات تختلف من امرأة لأخرى. وفي حال شعرت الأم بوجود نقص ملحوظ في حركة الجنين، فإنه من المهم أن تتوجه إلى الطبيب لتقييم الحالة بشكل دقيق.
أسباب نقص حركة الجنين في الشهر السابع
من الطبيعي أن يحدث تغير في حركة الجنين خلال الأشهر الأخيرة من الحمل، ولكن إذا لاحظت الأم نقصًا مفاجئًا أو ملحوظًا في الحركة، قد يكون لهذا عدة أسباب محتملة. يمكن تصنيف هذه الأسباب إلى عدة فئات تشمل التغيرات الطبيعية، الحالات الصحية للأم، والأمور التي تتعلق بالجنين نفسه.
1. التغيرات الطبيعية في وضعية الجنين
في بعض الأحيان، قد يحدث نقص مؤقت في حركة الجنين بسبب تغير وضعية الجنين داخل الرحم. في الشهر السابع، قد يتخذ الجنين وضعًا غير مريح لبعض الوقت أو يغير وضعه بشكل مفاجئ، مما قد يؤدي إلى تقليل الحركة أو الشعور بها بشكل أقل وضوحًا. على سبيل المثال، إذا كان الجنين يواجه ظهره إلى الأمام أو في وضعية معاكسة للحركات المعتادة، قد يكون من الصعب على الأم ملاحظة حركاته بوضوح.
2. زيادة حجم الجنين
مع نمو الجنين في الشهر السابع، قد تصبح مساحة الرحم أقل، مما يجعل من الصعب عليه التحرك بحرية كما كان في الأشهر الأولى من الحمل. نتيجة لهذا، قد تقل حركة الجنين من حيث عدد المرات التي تشعر بها الأم، لكنها قد تظل طبيعية من حيث القوة.
3. تزايد كمية السائل الأمنيوسي
أحيانًا قد يؤدي زيادة كمية السائل الأمنيوسي (الذي يحيط بالجنين) إلى تغير في حركة الجنين. في بعض الحالات، قد يشعر الجنين بأن لديه مساحة أكثر، مما يساهم في تقليل الحركات التي تشعر بها الأم.
4. نشاط الأم أو وضعها الجسدي
قد تؤثر أنماط الحياة اليومية للأم على شعور حركات الجنين. على سبيل المثال، إذا كانت الأم نشطة للغاية أو تتحرك كثيرًا في يومها، فقد تشعر بحركات الجنين بشكل أقل. أما إذا كانت في وضعية ثابتة أو جالسة لفترة طويلة، قد تلاحظ زيادة في الحركات عندما تتحرك الجنين بشكل مفاجئ بعد الراحة.
5. النوم الطبيعي للجنين
مثل أي كائن حي، قد يمر الجنين بفترات من النوم العميق التي تؤدي إلى قلة حركته. قد تكون هذه فترات هدوء طبيعية لا داعي للقلق بشأنها، حيث يميل الجنين إلى النوم بين 20 إلى 40 دقيقة في كل مرة، مما يؤدي إلى توقف مؤقت للحركات.
6. تغيرات في تغذية الأم أو مستوى السكر في الدم
مستويات السكر في الدم لدى الأم يمكن أن تؤثر على حركة الجنين. إذا كانت الأم تعاني من نقص في السكر أو ارتفاعه بشكل غير طبيعي، قد تؤدي هذه التغيرات إلى تقليل أو زيادة حركات الجنين. في بعض الأحيان، عندما تتغذى الأم بشكل غير منتظم أو تعاني من سوء التغذية، يمكن أن يلاحظ نقص في الحركة بسبب قلة تدفق الدم إلى الجنين.
المشاكل الصحية التي قد تؤدي إلى نقص حركة الجنين
في بعض الحالات، يمكن أن يكون نقص حركة الجنين في الشهر السابع مؤشرًا لمشكلة صحية تتعلق بالجنين أو الأم. تتطلب هذه الحالات تدخلًا طبيًا عاجلًا. ومن بين هذه الأسباب:
1. نقص الأوكسجين (الإجهاد الجنيني)
قد يؤدي نقص الأوكسجين إلى تقليل حركة الجنين بشكل ملحوظ. قد يتسبب نقص الأوكسجين في تدهور صحة الجنين، مما يترتب عليه انخفاض حركته أو توقفها. قد يكون نقص الأوكسجين ناتجًا عن عدة عوامل مثل مشاكل المشيمة أو انسداد الحبل السري.
2. مشاكل في المشيمة
المشيمة هي العضو المسؤول عن تزويد الجنين بالأوكسجين والمواد الغذائية. إذا كانت المشيمة تعاني من مشاكل مثل الانفصال المبكر أو تكلسها، فإن هذا قد يؤثر سلبًا على حركة الجنين. في حالات أخرى، قد تنشأ مشاكل صحية أخرى للمشيمة تؤدي إلى تقليل تدفق الدم إلى الجنين، مما يؤدي إلى نقص الحركة.
3. التسمم الحملي (Pre-eclampsia)
التسمم الحملي هو حالة تتسبب في ارتفاع ضغط الدم لدى الأم ويمكن أن تؤثر على تدفق الدم إلى المشيمة، مما يؤدي إلى قلة حركة الجنين. بالإضافة إلى نقص الحركة، قد تصاحب هذه الحالة أعراض أخرى مثل تورم اليدين والقدمين، صداع شديد، ومشاكل في الرؤية.
4. الالتهابات أو الأمراض
إذا كانت الأم مصابة بأي نوع من الالتهابات أو الأمراض، سواء كانت بكتيرية أو فيروسية، فقد يؤثر ذلك على صحة الجنين ويؤدي إلى نقص الحركة. مثل هذه الحالات تتطلب علاجًا عاجلًا من قبل الأطباء للحفاظ على صحة الأم والجنين.
كيف يمكن مراقبة نقص حركة الجنين؟
إذا لاحظت الأم نقصًا في حركة الجنين، من المهم أن تراقب الوضع بعناية. يُنصح بتسجيل ملاحظاتها حول عدد مرات حركة الجنين طوال اليوم، مع ملاحظة أي تغيرات غير معتادة. في حالة انقطاع الحركة تمامًا أو نقصها لفترة طويلة، يجب على الأم أن تستشير طبيبها فورًا. عادةً ما يستخدم الأطباء فحص الموجات فوق الصوتية (السونار) لمراقبة حركة الجنين وتقييم تدفق الدم، بالإضافة إلى استخدام جهاز مراقبة نبضات قلب الجنين للتأكد من صحته.
كيف يمكن علاج نقص حركة الجنين؟
علاج نقص حركة الجنين يعتمد بشكل كبير على السبب الذي أدى إلى حدوث هذه المشكلة. في حالة نقص الحركة نتيجة لتغيرات بسيطة مثل تغيير وضع الجنين أو نومه، قد لا يتطلب العلاج أي تدخل. ولكن إذا كانت المشكلة ناتجة عن مشاكل صحية، فقد يتطلب الأمر تدخلًا طبيًا عاجلًا.
في الحالات التي تتعلق بمشاكل في المشيمة أو نقص الأوكسجين، قد يتطلب الأمر نقل الأم إلى المستشفى لتلقي العلاج، وقد يكون من الضروري إجراء ولادة مبكرة في بعض الحالات لضمان صحة الجنين.
خاتمة
تعد حركة الجنين من المؤشرات الحيوية التي تتابعها الأمهات طوال فترة الحمل، وعند ملاحظة أي نقص فيها، فإن الأمر يتطلب اهتمامًا وتقييمًا طبيًا دقيقًا. قد يكون نقص الحركة نتيجة لعدة عوامل طبيعية، ولكن في بعض الحالات قد يكون إشارة إلى مشاكل صحية أكثر خطورة. لذا، من المهم أن تكون الأمهات على دراية بعلامات التحذير وأن يتخذن الخطوات اللازمة للتأكد من صحة الجنين وسلامته.
