متى تظهر تشققات بطن الحامل؟
تعد تشققات الجلد أثناء الحمل من الأمور الشائعة التي تواجه العديد من النساء. وعلى الرغم من أن هذه التشققات لا تشكل تهديدًا كبيرًا للصحة العامة، إلا أنها قد تسبب شعورًا بعدم الراحة أو الإحراج لبعض النساء. في هذا المقال، سنتناول الأسباب التي تؤدي إلى ظهور تشققات بطن الحامل، العوامل التي تؤثر في توقيت ظهورها، وكيفية الوقاية منها وعلاجها.
ما هي تشققات الجلد (السيلوليت)؟
تشققات الجلد، والمعروفة أيضًا بـ “السيلوليت”، هي خطوط رفيعة تظهر على الجلد نتيجة تمدده السريع. تحدث هذه التشققات عندما يتعرض الجلد لضغط أو تمدد أكبر من قدرة ألياف الكولاجين والإيلاستين في الجلد على التكيف. في حالة الحمل، يبدأ الجسم في تغيير حجمه بشكل سريع جدًا مع نمو الجنين، مما يؤدي إلى تمدد الجلد في مناطق مختلفة من الجسم مثل البطن، الثديين، الفخذين، والأرداف.
متى تبدأ تشققات بطن الحامل في الظهور؟
تظهر تشققات الجلد غالبًا في الفترة بين الشهر الخامس والسابع من الحمل، وذلك عندما يبدأ الجنين في النمو بشكل سريع. قد تظهر هذه التشققات على البطن أو في المناطق الأخرى التي يتعرض فيها الجلد للتمدد. ومع ذلك، قد تختلف الفترة الزمنية لظهورها من امرأة إلى أخرى بناءً على عوامل عدة.
العوامل التي تؤثر في توقيت ظهور التشققات
-
الزيادة السريعة في الوزن:
إن الزيادة السريعة في وزن الحامل تؤدي إلى تمدد الجلد بشكل كبير، ما يزيد من فرصة ظهور التشققات. عندما يزداد الوزن بشكل تدريجي، فإن الجلد قد يكون أكثر قدرة على التكيف مع التغيرات، لكن الزيادة المفاجئة تضعف قدرة الألياف الجلدية على التمدد دون تمزق. -
الهرمونات:
تلعب الهرمونات دورًا مهمًا في تغيرات الجسم أثناء الحمل. هرمون “الكورتيزول” الذي يرتفع في فترة الحمل يؤثر في مرونة الجلد ويزيد من احتمالية ظهور التشققات. قد يسبب هذا الهرمون ضعفًا في ألياف الكولاجين والإيلاستين التي تحافظ على مرونة الجلد. -
الوراثة:
الوراثة لها تأثير كبير في تحديد ما إذا كانت المرأة ستعاني من التشققات أم لا. إذا كانت الأم أو الأخت قد تعرضت لتشققات بطنية أثناء الحمل، فهناك احتمال أكبر بأن تعاني المرأة الحامل من نفس المشكلة. فالبشرة الجافة أو الضعيفة التي توجد في العائلة قد تكون أكثر عرضة للتشققات. -
العدد والحجم الجنين:
قد يظهر تشقق الجلد في الحوامل بتوائم أو الحوامل الذين يحملون أجنة كبيرة الوزن، لأن ذلك يتطلب تمددًا أكبر للجلد. الحمل بتوأم يتسبب في زيادة حجم البطن بشكل أسرع، ما يعزز ظهور التشققات. -
نمط الحياة:
التغذية والأنشطة اليومية تلعب دورًا كبيرًا في صحة الجلد. قلة الترطيب أو نقص بعض الفيتامينات (مثل فيتامين C وفيتامين E) قد تجعل الجلد أكثر عرضة للتشققات. من ناحية أخرى، ممارسة الرياضة بانتظام قد تساعد في تقوية الجلد وتحسين مرونته.
الأماكن الأكثر عرضة للتشققات
تظهر تشققات بطن الحامل في الأماكن التي تتعرض للتمدد أكثر من غيرها. البطن هو أكثر المناطق تعرضًا لهذه التشققات نتيجة لنمو الجنين بشكل متسارع. قد تظهر التشققات أيضًا في مناطق أخرى من الجسم مثل:
-
الثديين: مع زيادة حجم الثديين نتيجة لنمو الأنسجة乳ية.
-
الفخذين والأرداف: خصوصًا إذا كانت المرأة تعاني من زيادة الوزن.
-
الخصر: بسبب تمدد الجلد حول منطقة البطن.
كيفية الوقاية من تشققات الجلد أثناء الحمل
على الرغم من أنه لا يمكن منع ظهور التشققات تمامًا، إلا أنه يمكن اتخاذ بعض الخطوات لتقليل احتمال حدوثها أو التخفيف من تأثيرها:
-
ترطيب البشرة:
يعد ترطيب الجلد بشكل منتظم من أفضل الطرق للحفاظ على مرونته. يمكن استخدام الزيوت الطبيعية مثل زيت الزيتون أو زيت اللوز الحلو أو زيوت تحتوي على فيتامين E. كما توجد كريمات خاصة لحماية الجلد من التشققات أثناء الحمل، ويجب استخدامها بانتظام على المناطق المعرضة للتشققات. -
التغذية السليمة:
تناول غذاء متوازن يحتوي على فيتامينات ومعادن ضرورية لصحة الجلد مثل فيتامين C وفيتامين E والأحماض الدهنية الأساسية. هذه العناصر تعمل على تعزيز مرونة الجلد وتجديد خلاياه. كما يُنصح بتناول الأطعمة الغنية بالكولاجين مثل مرق العظام، الذي يدعم الجلد في مقاومة التمدد. -
مراقبة الوزن:
من المهم زيادة الوزن بشكل تدريجي ومتوازن خلال الحمل. يساعد ذلك على تقليل الضغط المفاجئ على الجلد، مما يقلل من فرصة ظهور التشققات. يجب أن يتم مراقبة الزيادة في الوزن من قبل الطبيب المتخصص لضمان التوازن بين نمو الجنين وصحة الأم. -
ممارسة الرياضة:
تساعد التمارين الرياضية المنتظمة مثل المشي أو السباحة في تحسين الدورة الدموية والمرونة في الجلد. يمكن أن يكون للحفاظ على الوزن المثالي أيضًا تأثير إيجابي في تقليل التمدد السريع للجلد.
كيفية علاج تشققات الجلد أثناء الحمل
بمجرد ظهور التشققات، قد يكون من الصعب إزالتها تمامًا، ولكن هناك بعض الطرق التي قد تساعد في تقليل مظهرها أو تحسين حالتها:
-
استخدام الكريمات:
الكريمات والجلود التي تحتوي على مادة الريتينويد (مثل التريتينوين) أو الكولاجين قد تساعد في تحسين مظهر التشققات. ومع ذلك، يجب استشارة الطبيب قبل استخدام هذه المنتجات أثناء الحمل. -
الليزر:
تقنيات العلاج بالليزر يمكن أن تساعد في تحسين مظهر التشققات، ولكن لا يُنصح بها أثناء الحمل. يمكن أن يساعد الليزر في تعزيز إنتاج الكولاجين في الجلد، مما يقلل من ظهور الخطوط. -
التقشير الكيميائي:
التقشير الكيميائي باستخدام أحماض معينة قد يساعد في تجديد خلايا الجلد وتحسين مرونته. ومع ذلك، يفضل استشارة الطبيب قبل استخدام هذا العلاج في أثناء الحمل.
الختام
رغم أن تشققات بطن الحامل هي ظاهرة شائعة، إلا أنه يمكن تقليل فرص ظهورها من خلال بعض الإجراءات الوقائية مثل الترطيب الجيد والتغذية السليمة ومراقبة الوزن. إذا ظهرت التشققات، فإن العلاجات المتاحة قد تساعد في تقليل تأثيرها على المدى الطويل. الأهم من ذلك هو أن تحافظ الحامل على صحتها العامة وأن تتجنب القلق بشأن هذه الظاهرة التي غالبًا ما تختفي مع مرور الوقت أو يمكن التغلب على تأثيرها.

