عدد ركعات الشفع والوتر

عدد ركعات الشفع والوتر في الصلاة: أحكامها وفوائدها

الشفع والوتر هما من السنن الرواتب التي تُؤدى بعد صلاة العشاء، ويُعدان من العبادة التي تحمل فضلًا كبيرًا وأجرًا عظيمًا في الإسلام. تأتي أهمية صلاة الشفع والوتر من كونها سُنَّة نبوية مؤكدة، وتعتبر جزءًا من النوافل التي تقرب العبد من ربه وتزيد من درجاته في الآخرة. في هذا المقال، سنتناول تفصيلًا كاملًا حول عدد ركعات الشفع والوتر، أحكامهما، وفضائلهما.

تعريف صلاة الشفع والوتر

قبل الحديث عن عدد ركعات الشفع والوتر، لا بد من التعريف بهما بشكل عام.

• الشفع: كلمة “الشفع” تعني الزوجية أو المزدوجة، وهي تعبير عن الركعات التي تُؤدى زوجية. وفي صلاة الشفع، تؤدى صلاة ركعتين بعد صلاة العشاء من أجل التقرب إلى الله.

• الوتر: كلمة “الوتر” تعني الفردية أو الفرد، وهي تعبير عن الركعة الأخيرة التي تُؤدى بعد الشفع، وهي ركعة واحدة فردية.

صلاة الشفع والوتر هما في جوهرهما صلاة نفل، بمعنى أنهما غير مفروضتين على المسلم، ولكن أداءهما يعد من السنن التي يحرص المسلمون على المحافظة عليها طلبًا للأجر والثواب.

عدد ركعات الشفع والوتر

فيما يتعلق بعدد ركعات الشفع والوتر، يمكن تلخيص ما ورد في الأحاديث النبوية الشريفة حول هذا الموضوع فيما يلي:

1. عدد ركعات الشفع: يُسن للمسلم أن يؤدي صلاة الشفع في صورتها المعتادة، التي تتكون من ركعتين بعد صلاة العشاء. هاتان الركعتان تُصليان كما يصلى غيرهما من ركعات النفل.

2. عدد ركعات الوتر: صلاة الوتر تكون ركعة واحدة بعد ركعتي الشفع. ويمتاز الوتر بكونه صلاة فردية، لذلك يطلق عليه اسم “الوتر” لأنه يُؤدى بشكل فردي وليس زوجيًا كما في الشفع. ويمكن أن يُصلي المسلم الوتر بأكثر من ركعة (ثلاث، خمس، سبع، تسع، أو إحدى عشرة ركعة)، ولكن من الأفضل والأقرب إلى السنة هو أداء الوتر في ثلاث ركعات، فيحسن أن يُصلي المسلم ركعتين شفعًا ثم ينهيها بركعة واحدة وتراً.

حكم صلاة الشفع والوتر

صلاة الشفع والوتر ليست فرضًا، بل هي سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وفضائلها عظيمة. يُستحب للمسلم أن يحافظ على أدائها يوميًا، لأنها ترفع من درجاته وتقربه من الله تعالى.

• حكم الشفع: تعتبر صلاة الشفع سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد ثبت في الحديث الصحيح أنه كان يُصلي ركعتين بعد العشاء، وهو ما يدل على استحبابها.

• حكم الوتر: الوتر أيضًا سنة مؤكدة، بل هو من السنن التي ينبغي للمسلم أن يحافظ عليها. وقد ورد في الحديث النبوي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُحافظ على صلاة الوتر بشكل دائم. ففي حديثه صلى الله عليه وسلم: “من أحب أن يوتر بواحدة فليوتر، ومن أحب أن يوتر بثلاث فليوتر”.

عدد ركعات صلاة الوتر

على الرغم من أن الشفع يتكون من ركعتين في الأصل، فإن عدد ركعات الوتر يختلف بناءً على اختيار المسلم وقدرته على الصلاة. قد يصلي المسلم الوتر بثلاث، خمس، سبع، تسع، أو إحدى عشرة ركعة، ولكن معظم العلماء يتفقون على أن الوتر في ثلاث ركعات هو الأفضل والأقرب إلى السنة.

1. الوتر بثلاث ركعات: أفضل صلاة الوتر هي بثلاث ركعات. في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، كان يُصلي الوتر في ثلاث ركعات، كما ورد في الحديث الصحيح: “كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الوتر بثلاث ركعات”.

   في هذا الشكل، يصلي المسلم ركعتين شفعًا، ثم يأتي بالركعة الأخيرة ويتشهد فيها ثم يُسلم، وهذه هي أفضل طريقة لصلاة الوتر.

2. الوتر بخمس ركعات: يجوز للمسلم أن يصلي الوتر بخمس ركعات، خاصة في حال كان يريد إطالة الدعاء والتضرع إلى الله. وفي هذه الحالة، يُصلي المسلم ركعتين شفعًا، ثم يصلي ثلاث ركعات للوتر.

3. الوتر بسبع ركعات: يمكن أداء الوتر بسبع ركعات، على أن تكون الركعة السابعة هي الركعة الأخيرة وتختتم بالتسليم.

4. الوتر بتسع ركعات: يمكن أداء الوتر بتسع ركعات، خاصة في حال كان المسلم يرغب في أداء مزيد من النوافل والعبادات.

5. الوتر بإحدى عشرة ركعة: يجوز أن يصلي المسلم الوتر بإحدى عشرة ركعة، كما ورد عن بعض الصحابة.

إجمالًا، يمكن للمسلم أن يختار عدد ركعات الوتر وفقًا لقدرته، لكن من الأفضل أداء الوتر في ثلاث ركعات، وهو ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله في الغالب.

كيفية أداء صلاة الشفع والوتر

لتوضيح كيفية أداء صلاة الشفع والوتر، نتطرق إلى التفاصيل التي تخص كيفية صلاة كل منهما:

1. صلاة الشفع:

• تصلى ركعتين بعد صلاة العشاء كما يُصلى أي صلاة نفل.

• يُستحب فيها أن تكون القراءة طويلة، خاصة في الركعة الأولى.

• بعد الانتهاء من الركعتين، يتم التسليم.

2. صلاة الوتر:

• بعد إتمام صلاة الشفع، يُصلي المسلم ركعة واحدة فردية.

• يُستحب للمسلم أن يطيل في قراءة الركعة الأخيرة.

• في الوتر، يمكن أن يدعو المسلم الله بالدعاء المعروف “اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك ومن معافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك”.

• يمكن أن يصلي الوتر في صورة ركعة واحدة أو ثلاث، مع السورة الطويلة التي يقرأها.

• من السنن المستحبة في الوتر رفع اليدين في الدعاء.

أفضل وقت لصلاة الشفع والوتر

أفضل وقت لصلاة الشفع والوتر يكون بعد صلاة العشاء مباشرة، لكن يجوز أيضًا أن يصليها المسلم قبل النوم. في حال تأخرت عن وقتها المعتاد، يمكن أداء الوتر قبل الفجر، وهو الوقت الذي يُسمح فيه لأداء صلاة الوتر.

• وقت الشفع: يُصلى بعد صلاة العشاء مباشرة.

• وقت الوتر: يُصلى بعد صلاة العشاء أو قبل الفجر.

فضل صلاة الشفع والوتر

صلاة الشفع والوتر لها فضل عظيم في الإسلام، إذ إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُوصي بها، ويُعدها من أحب الأعمال إلى الله.

• عظيم الأجر: أداء الشفع والوتر سبب في مضاعفة الأجر، إذ أن فيهما دعاء لله واستغفارًا وطلبًا للرحمة والمغفرة.

• تقوية الإيمان: الصلاة في الليل تقوي العلاقة بين العبد وربه، وتُظهر مدى إيمان المسلم واستعداده لعبادة الله، خاصة في أوقات السكون والهدوء التي تكون بعد العشاء.

• رفع البلاء: من الأحاديث النبوية الشريفة الواردة في فضل صلاة الوتر، أن الله يستجيب الدعاء في هذه الصلاة ويرفع البلاء عن العبد.

الخلاصة

صلاة الشفع والوتر هي من السنن النبوية التي يسعى المسلمون جاهدين للمحافظة عليها لكونها من أسباب التقرب إلى الله وزيادة الأجر. فصلاة الشفع تتكون من ركعتين، وصلاة الوتر من ركعة واحدة، ويُفضل أن يصلي المسلم الوتر في ثلاث ركعات. كما أن لصلاة الشفع والوتر فوائد عظيمة، من أبرزها تقوية العلاقة بالله، ورفع البلاء، وزيادة الثواب.