نجم ألتير: خصائصه وميزاته

نجم ألتير: أحد ألمع نجوم السماء وأقربها

يُعتبر نجم ألتير (Altair) أحد أبرز نجوم السماء وأكثرها شهرة، حيث يتميز بموقعه في كوكبة النسر الطائر (Aquila) وقربه من الأرض، مما يجعله من ألمع النجوم التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة. في هذا المقال، سنتعرف على خصائص هذا النجم المميزة، بما في ذلك بعده عن الأرض، لمعانه، حجمه، ودرجة حرارته، إضافةً إلى نوعه الطيفي.

1. المسافة عن الأرض

يقع نجم ألتير على بُعد 16.84 سنة ضوئية من الأرض، وهي مسافة تجعله من النجوم القريبة نسبيًا من نظامنا الشمسي. هذا القرب يسمح للفلكيين بدراسة هذا النجم بتفاصيل دقيقة باستخدام التلسكوبات المتطورة، وهو ما ساعد في تحديد العديد من خصائصه الفيزيائية بدقة عالية.

2. اللمعان

يبلغ لمعان نجم ألتير حوالي 7.66 ضعف لمعان الشمس، مما يجعله من النجوم الساطعة في سماء الليل. يُعزى هذا اللمعان العالي إلى درجة حرارته المرتفعة ونشاطه الإشعاعي القوي، حيث يعتبر ألتير نجمًا متوسط العمر في طور التسلسل الرئيسي، يُحوّل فيه الهيدروجين إلى هيليوم في نواته.

3. الحجم والقطر

بالنسبة لقطر ألتير، فإن نصف قطره يبلغ 1.67 ضعف نصف قطر الشمس. هذا الحجم الكبير نسبيًا يرتبط بنوعه الطيفي وتصنيفه كواحد من النجوم الأكبر حجمًا ضمن الفئة الطيفية A. ولأن ألتير يدور حول محوره بسرعة عالية، فإنه ليس كرويًا تمامًا، بل يمتلك شكلًا مسطحًا عند القطبين ومنتفخًا عند خط الاستواء.

4. درجة الحرارة

تبلغ درجة حرارة سطح ألتير حوالي 7596 كلفن، وهي أعلى بكثير من درجة حرارة الشمس التي تبلغ حوالي 5778 كلفن. هذه الحرارة العالية تعني أن ألتير يشع ضوءًا في الجزء الأزرق من الطيف الكهرومغناطيسي، مما يعطيه لونًا أبيض مائلًا إلى الأزرق، وهو ما يميزه عن الكثير من النجوم الأخرى ذات الألوان الصفراء أو الحمراء.

5. النوع الطيفي

يصنّف ألتير ضمن النوع الطيفي A7V، مما يعني أنه نجم قزم أبيض-أزرق في طور التسلسل الرئيسي. هذا التصنيف يشير إلى أنه لا يزال في مرحلة نشطة من حياته الفلكية، يحرق فيها الهيدروجين في نواته لتوليد الطاقة، وهذه المرحلة تمثل الجزء الأطول من حياة النجم.

6. دوران سريع

أحد الخصائص الفريدة لألتير هي سرعته الدورانية العالية. فهو يدور حول محوره في فترة زمنية قصيرة جدًا تصل إلى حوالي 9 ساعات فقط، بالمقارنة مع فترة دوران الشمس حول محورها التي تبلغ حوالي 25 يومًا عند خط الاستواء. هذه السرعة الفائقة تجعل ألتير مفلطحًا عند القطبين، وهو ما يُعرف بتسطيح النجم (Oblateness).

7. تأثيرات الدوران السريع

سرعة دوران ألتير العالية لها تأثيرات كبيرة على ديناميكيته وسلوكه. فهي تؤدي إلى اختلاف في درجة الحرارة بين خط الاستواء والقطبين، حيث يكون خط الاستواء أبرد من القطبين. هذا التباين الحراري يساهم في تكوين أنماط مختلفة من النشاط المغناطيسي والإشعاعي على سطح النجم.

8. أهمية ألتير في الفلك

يلعب ألتير دورًا مهمًا في الدراسات الفلكية نظرًا لقربه وخصائصه الفريدة. يُستخدم كنموذج لدراسة سلوك النجوم سريعة الدوران وتأثيرات ذلك على بنيتها الداخلية وسطحها. كما يُعتبر ألتير جزءًا من مثلث الصيف (Summer Triangle)، وهو تشكيل نجمي يتألف من ثلاثة نجوم لامعة: ألتير، فيغا (Vega) ودينيب (Deneb)، مما يجعله مرجعًا في تحديد المواقع السماوية خلال فصل الصيف في نصف الكرة الشمالي.

9. رصد ألتير

نظرًا لسطوعه وموقعه القريب، يُعد ألتير هدفًا مثاليًا للهواة والمحترفين في الفلك. يمكن رؤيته بسهولة في سماء الصيف والربيع في نصف الكرة الشمالي، ويُستخدم أحيانًا كنجمة مرجعية لمعايرة التلسكوبات الفلكية. كما أن التلسكوبات الفضائية، مثل تلسكوب هابل، قد درست ألتير بشكل مكثف للحصول على فهم أفضل لطبيعة النجوم من نفس فئته.

10. تطور ألتير المستقبلي

مثل جميع النجوم، سيشهد ألتير تغييرات كبيرة في نهاية دورة حياته. بعد أن يستهلك معظم الهيدروجين في نواته، سيبدأ بالتحول إلى عملاق أحمر، حيث سينفجر في النهاية ليكوّن سديمًا كوكبيًا، قبل أن يترك خلفه قزمًا أبيض. ومع ذلك، فإن هذا التحول لا يزال بعيدًا بمقاييس الزمن الفلكي، حيث يُقدر أن ألتير لا يزال في منتصف عمره النجمي.

خلاصة

يُعتبر نجم ألتير من النجوم المثيرة للاهتمام في سماء الليل بفضل قربه، لمعانه، وسرعته الدورانية الفائقة. هذه الخصائص تجعل منه هدفًا مهمًا لدراسة خصائص النجوم في مرحلة التسلسل الرئيسي وفهم ديناميكية النجوم سريعة الدوران. يُمكن لعشاق الفلك مراقبته بسهولة في السماء، خاصةً في فصل الصيف، والاستمتاع بجمال هذا النجم اللامع والمتألق.