ميرينا: وسيلة فعالة لمنع الحمل

مقال حول “ميرينا” (Mirena) كوسيلة لمنع الحمل

تعتبر “ميرينا” (Mirena) واحدة من الوسائل المستخدمة على نطاق واسع في منع الحمل، حيث تقدم خياراً طويل الأمد وآمناً للنساء اللواتي يبحثن عن وسيلة فعالة للحد من الحمل غير المرغوب فيه. ولكن، كما هو الحال مع جميع الأدوية والوسائل الطبية، لا يخلو استخدامها من بعض الآثار الجانبية التي قد تؤثر على بعض المستخدمين بطرق متنوعة. في هذا المقال، سنتناول تفاصيل حول “ميرينا” بما في ذلك آلية عملها، تجارب المرضى، فعالية استخدامها، وتاريخ الموافقة عليها.

1. ما هي “ميرينا”؟

“ميرينا” هي جهاز intrauterine device (IUD)، أي جهاز داخل الرحم يستخدم لمنع الحمل. يتم إدخال هذا الجهاز من قبل الطبيب داخل الرحم، حيث يفرز هرمون “ليفونورجيستريل” الذي يعمل على منع حدوث الحمل بطرق عدة. أولاً، من خلال تثبيط عملية الإباضة (أي إطلاق البويضة من المبيض)، وثانياً عن طريق زيادة كثافة المخاط في عنق الرحم مما يعيق حركة الحيوانات المنوية ويمنعها من الوصول إلى البويضة. كما أن “ميرينا” يجعل بطانة الرحم أقل استعداداً لاستقبال البويضة المخصبة، مما يقلل من فرصة حدوث الحمل.

2. فعالية “ميرينا” في منع الحمل

تعتبر “ميرينا” من وسائل منع الحمل ذات الفعالية العالية، حيث أنها تعمل بنسبة نجاح تصل إلى 99% في منع الحمل، مما يجعلها من الخيارات الموثوقة والمفضلة للعديد من النساء. تعتبر هذه الوسيلة أكثر فعالية من العديد من الوسائل الأخرى مثل الحبوب أو الواقيات الذكرية، ويستمر تأثيرها لمدة تصل إلى خمس سنوات.

3. تاريخ الموافقة على “ميرينا” من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)

تمت الموافقة على جهاز “ميرينا” من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 9 يونيو 2017. ومنذ ذلك الحين، أصبح خياراً شائعاً في العديد من الدول لما له من تأثير طويل الأمد ولأنه لا يتطلب اهتماماً يومياً من المستخدمين كما هو الحال مع وسائل منع الحمل الأخرى.

4. التجارب السريرية والمراجعات الشخصية

على الرغم من فعالية “ميرينا” في منع الحمل، إلا أن بعض النساء قد يعانين من آثار جانبية قد تؤثر على تجربتهن بشكل كبير. تعتبر المراجعات الشخصية ذات أهمية كبيرة لأنها تقدم لمحة عن كيفية تأثير هذا الجهاز على حياة المرضى. على سبيل المثال، قدمت إحدى المراجعات التي تم الحصول عليها من مريضة استخدمت “ميرينا” في عام 2017، شهادة مفصلة عن تجربتها:

“لقد حصلت على “ميرينا” في 16 نوفمبر 2017، وقررت إزالة الجهاز اليوم (8 يونيو 2017). كانت عملية الإدخال مؤلمة للغاية. في نوفمبر عندما حصلت عليه، كان وزني 116 رطلاً وطولي 5’3، وبعد 6 أشهر بلغ وزني 131.4 رطلاً. هذا كان بلا شك نتيجة لـ “ميرينا”. بالإضافة إلى ذلك، كنت أعاني من تشنجات شديدة لمدة ثلاثة أسابيع كل شهر، وكان هضمي غير مستقر طوال الوقت، وزيادة في حب الشباب، احتباس الماء، زيادة في الشهية، انتفاخ شديد، طفح جلدي وحكة على صدري، انخفاض في الرغبة الجنسية، كما كان الجماع مؤلماً ويؤدي إلى بدء الدورة الشهرية من جديد، وبدأت بشرتي حول الحلمات بالتقشير وكان بإمكاني الشعور بها طوال الوقت. لم أحب هذه التجربة ولن أوصي بها لأي شخص.”

5. تقييم فعالية “ميرينا”

وفقاً للمراجعات العديدة التي تم جمعها من قبل المرضى، يمكن القول أن فعالية “ميرينا” كوسيلة لمنع الحمل تعتمد إلى حد كبير على التفاعل الفردي مع الجسم. ففي حين أن العديد من النساء يشيدن بفعالية هذه الوسيلة في منع الحمل وغياب الحاجة لتذكر تناول حبوب منع الحمل يومياً، إلا أن البعض الآخر قد يعاني من آثار جانبية مزعجة. من الملاحظ أن معدل حدوث الآثار الجانبية مثل التشنجات، حب الشباب، وزيادة الوزن قد يختلف من شخص لآخر، وهو ما يظهر بشكل واضح في المراجعة الشخصية السابقة.

6. الآثار الجانبية المرتبطة باستخدام “ميرينا”

قد يواجه بعض المستخدمين لوسيلة “ميرينا” مجموعة من الآثار الجانبية التي قد تكون مزعجة وتؤثر على نوعية حياتهم. من بين الآثار الجانبية الأكثر شيوعاً:

• التشنجات: تشكو العديد من النساء من آلام شديدة في البطن والتشنجات بعد تركيب الجهاز.
• الزيادة في الوزن: بعض النساء يلاحظن زيادة في الوزن بعد استخدام “ميرينا”، كما ذكر في الشهادة الشخصية التي تم الإشارة إليها سابقاً.
• حب الشباب: قد يؤدي جهاز “ميرينا” إلى زيادة في حب الشباب لدى بعض النساء.
• الاحتباس المائي: قد يعاني البعض من احتباس الماء في الجسم مما يؤدي إلى الانتفاخ والشعور بالثقل.
• انخفاض الرغبة الجنسية: يعتبر انخفاض الرغبة الجنسية أحد الآثار الجانبية الشائعة بين بعض المستخدمين.

7. عدد المرات التي تم وصف “ميرينا” فيها

وفقاً للبيانات المتاحة، تم وصف “ميرينا” من قبل الأطباء حوالي 8 مرات حتى الآن، مما يعكس شعبيتها بين النساء اللواتي يبحثن عن وسيلة فعالة وطويلة الأمد لمنع الحمل. ومع ذلك، يعكس عدد الوصفات المحدود بعض المخاوف المتعلقة بالآثار الجانبية التي قد يواجهها البعض.

8. هل “ميرينا” مناسب للجميع؟

بغض النظر عن فعاليته العالية، لا يعد “ميرينا” الخيار المثالي لجميع النساء. يجب على كل امرأة التفكير جيداً في الفوائد والمخاطر قبل اتخاذ قرار باستخدام هذا الجهاز. من الضروري استشارة الطبيب المعالج الذي يمكنه تقييم الحالة الصحية للمرأة والتاريخ الطبي لها لتحديد ما إذا كان “ميرينا” هو الخيار الأنسب.

9. الخلاصة

على الرغم من أن “ميرينا” يعتبر من الوسائل الفعالة والآمنة لمنع الحمل بالنسبة للكثير من النساء، إلا أن هناك بعض الآثار الجانبية التي قد تؤثر على تجربتهن بشكل سلبي. قد يواجه البعض من مستخدميه زيادة في الوزن، حب الشباب، التشنجات، وغيرها من الأعراض التي تجعلهم يفكرون في إزالته. وفي النهاية، فإن القرار باستخدام “ميرينا” يجب أن يعتمد على توازن بين الفوائد المرجوة والمخاطر المحتملة، ويجب استشارة الطبيب قبل اتخاذ القرار النهائي.