في عام 1895، تعرضت المناطق الساحلية في شمال تشيلي وجنوب بيرو لموجة مد عاتية أدت إلى أضرار كبيرة نتيجة لزلزال وما تلاه من اهتزازات قوية. في الثلاثين من مايو، تعرضت سيرينا في تشيلي لهزة أرضية شديدة استمرت لمدة خمسة وأربعين ثانية، تبعها هزة أرضية أخرى في نفس اليوم عند الساعة 3:55 مساءً، وتوالت الهزات يوم 31 مايو حيث تسببت إحداها في دفع البحر إلى الداخل لمسافة تصل إلى 200 متر.
تأثرت مناطق أخرى أيضًا؛ ففي كوبيخا، لم تتمكن سفينة “ميندوزا” من الدخول في الأول من يونيو بسبب هيجان البحر، وتم تدمير رصيف الرصيف في خليج منتجع مانشيلا. كما شهدت تشانارال في تشيلي اضطرابًا كبيرًا في البحر، وتهديدًا بتدمير كابلات الهاتف اللاسلكي، حيث ارتفعت الأمواج بشكل كبير ودخلت المياه إلى الداخل لمسافة تصل إلى 150 ياردة مغمورة مكتب البرق. وفي غوانيوس، تم تدمير الرصيف وزورق الصيد “تاراباكا”، بينما غرقت سفينتان خفيفتان في توكوبيلا وتم تدمير رصيف مؤسسة توكوبيلا وتضرر رصيف السكك الحديدية.
وفي بيرو، أفادت تقارير بأن الموجة المدية دمرت تمامًا المرافق في سالافيري وتشيمبوتي، وألحقت أضرارًا جسيمة بمرافق في هواتشو، باكاسمايو، وإيتين، حيث فقدت القوارب والمراكب في جميع هذه الموانئ.
تأثرت موليندو بشكل خاص، حيث تعتبر محطة كابل ونقطة نهاية لسكة حديدية تصل إلى أريكيبا وبونو. وتضررت موانئ بحرية أخرى أيضًا جراء هذه الموجة المدية.
تلك الأحداث تبرز مدى تأثير الزلازل والموجات المدية على الحياة البشرية والبنى التحتية، حيث تتسبب في خسائر فادحة وتدمير شامل للبنى التحتية الساحلية والمرافق الحيوية مثل الموانئ والمرافق البحرية.