مواضع سجود التلاوة في القرآن

مواضع سجود التلاوة في القرآن الكريم

سجود التلاوة هو نوع من السجود الذي يشرع للمسلم عند قراءته أو سماعه لآيات معينة في القرآن الكريم. وهو عبارة عن سجدة يُؤدى فيها المسلم لله عز وجل استجابة لآيات القرآن التي تذكر السجود. إن سجود التلاوة يعد من السنن المستحبة التي تدل على التواضع والخشوع لله سبحانه وتعالى، وتعتبر من أسمى أشكال العبادة التي يمارسها المسلم في حياته اليومية.

في هذا المقال، سنتناول مواضع سجود التلاوة في القرآن الكريم بشكل تفصيلي، مع التركيز على الحكمة من هذه السجودات، وكيفية أدائها، وآثارها الروحية في حياة المسلم.

مفهوم سجود التلاوة

سجود التلاوة هو السجدة التي يُؤدى فيها المسلم بعد تلاوة أو سماع آية من آيات السجود في القرآن الكريم. وقد ثبت في السنة النبوية أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يسجد إذا مر بآية السجدة أثناء قراءته للقرآن، وأقرّ الصحابة ذلك أيضًا. يُعتبر سجود التلاوة سُنة مؤكدة عند جميع المذاهب الفقهية الإسلامية، ويشمل ذلك المذاهب الأربعة: المالكي والشافعي والحنبلي والحنفي.

إن سجود التلاوة لا يحتاج إلى وضوء، ولكن من الأفضل أن يكون المسلم طاهرًا من الحدث الأكبر أو الأصغر. كما يُسن أن يضع الجبهة والأنف على الأرض كما في السجود المعتاد في الصلاة، ويستحب أن يقول “سبحان ربي الأعلى” أثناء السجود.

عدد مواضع سجود التلاوة في القرآن الكريم

تختلف عدد مواضع سجود التلاوة في القرآن الكريم، فقد ذكر أهل العلم أن هناك 15 موضعًا لسجود التلاوة في القرآن، وذلك وفقًا لآيات السجدة التي وردت في القرآن. ورغم أن عدد هذه المواضع لا يتغير، فإن بعض المصاحف قد تميز هذه الآيات بعلامات خاصة، مثل السجدة (رمز يشبه حرف السين) لتوضيح أن هذا موضع للسجود. وبالتالي، يجب على المسلم الانتباه لهذه العلامات عندما يقرأ القرآن أو يسمعه.

وفيما يلي نستعرض هذه المواضع بشكل تفصيلي:

1. سورة الأعراف (الآية 206): “إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ”.

   • هذه الآية تذكر سجود الملائكة لله في جلاله وعظمته، وتحث المؤمنين على أن يسجدوا لله تعالى في حالة الخضوع والتسليم.

2. سورة الرعد (الآية 15): “وَلَهُ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ”.

   • هذه الآية تتحدث عن سجود كل مخلوق لله تعالى، سواء طائعًا أو قاهرًا، ويدل على الخضوع التام لله.

3. سورة النحل (الآية 26): “وَفِرْعَوْنَ وَمَنْ فِي قَبْلِهِ وَمَنْ فِي أَمْوَاتِهِ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لِأَمْرِ رَبِّهِ”.

   • في هذه الآية إشارة إلى أولئك الذين رفضوا السجود لله من قوم فرعون.

4. سورة الإسراء (الآية 109): “وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ”.

   • هذه الآية تدعو المؤمنين إلى السجود عند ذكر الله في وحدانيته.

5. سورة مريم (الآية 58): “أُو۟لَـٰٓئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّٰهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمْ وَمِنْ إِخْوَٰنِهِمْ وَاجْتَبَيْنَٰهُمْ وَهَدَيْنَٰهُمْ إِلَىٰ صِرَٰطٍ مُسْتَقِيمٍ”.

   • في هذه الآية بيان عن سجود الأنبياء.

6. سورة الحج (الآية 18): “أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالْنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ”.

   • تشير هذه الآية إلى كل المخلوقات التي تخضع لله، وأن جميع الكائنات تسجد له.

7. سورة الفرقان (الآية 60): “وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَٰنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَٰنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا”.

   • تتحدث هذه الآية عن أولئك الذين ينكرون السجود لله.

8. سورة النجم (الآية 62): “فَسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا”.

   • توجيه مباشر للمؤمنين بالسجود لله تعالى.

9. سورة الإنشقاق (الآية 15): “إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَجَزَاءٌ كَبِيرٌ”.

   • فيها دعوة للمؤمنين إلى الخشوع في سجودهم لله.

10. سورة السجدة (الآية 15): “إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَٰتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ”.

    • هذه الآية تذكر المؤمنين بكيفية التفاعل مع آيات الله.

11. سورة ص (الآية 24): “وَفَصَلْنَا لَهُ الْقَصَصَ فِي لَاعَةٍ…”.

    • تأكيد على سجود المؤمنين وتذليل النفس لله.

12. سورة الفتح (الآية 29): “مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَىٰ الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ”.

    • هذا السجود يتعلق بالمسلمين ويذكر سجود الخضوع لله.

13. سورة الانفطار (الآية 1): “إِذَا السَّمَاءُ فَطَرَتْ”.

    • إشارة إلى السجود على الأحداث المبهرة التي تقع في الكون.

14. سورة الشورى (الآية 38): “وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَٰهُمْ يُنفِقُونَ”.

    • دعوة للمؤمنين للسجود لله تعالى.

15. سورة العلق (الآية 19): “كَلاَّ لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ”.

    • إشارة إلى سجود المؤمنين وتحقيق التقرب لله.

الحكمة من سجود التلاوة

إن سجود التلاوة له