فوائد مشتقات الحليب للأطفال

مشتقات الحليب للأطفال: ما فوائدها ومتى تقدمينها لطفلكِ؟

تعتبر مشتقات الحليب جزءًا أساسيًا من النظام الغذائي للأطفال، فهي من المصادر الغنية بالكالسيوم، والبروتينات، والفيتامينات، والمعادن الضرورية لنموهم وتطورهم بشكل صحي وسليم. يشمل مصطلح “مشتقات الحليب” مجموعة من المنتجات التي يتم الحصول عليها من حليب الأبقار أو الماعز أو الحيوانات الأخرى، مثل الزبادي، الجبن، الكريمة، واللبن. لكل من هذه المنتجات فوائد صحية هامة للأطفال في مراحل نموهم المختلفة. لكن السؤال الذي تطرحه الأمهات دائمًا هو: متى يمكن البدء في تقديم هذه المشتقات لطفلها؟ وما هي الفوائد التي تقدمها له؟

تركيب الحليب وفوائده للأطفال

يحتوي حليب الثدي أو الحليب الصناعي على مكونات أساسية تلبي احتياجات الطفل في الأشهر الأولى من عمره، مثل الدهون الصحية، البروتينات، الفيتامينات، والمعادن. ولكن مع مرور الوقت، ومع تطور الطفل، يصبح من المهم أن يتم إدخال أنواع أخرى من المشتقات الغنية بالعناصر الغذائية لتدعيم نموه البدني والعقلي.

1. الكالسيوم

يعتبر الكالسيوم من العناصر الأساسية التي يحتاجها الأطفال لبناء عظام وأسنان قوية. يعتبر الحليب ومشتقاته من المصادر الأفضل لهذا المعدن الحيوي. الكالسيوم يلعب دورًا هامًا في تقوية الهيكل العظمي للطفل، ويعزز من نمو الأسنان بشكل سليم، ويقلل من احتمالية إصابتهم بمشاكل في العظام مثل الكسور والهشاشة في مراحل لاحقة من حياتهم.

2. البروتينات

البروتينات هي المكونات التي تساهم في بناء خلايا الجسم والأنسجة، بالإضافة إلى دعم جهاز المناعة. يوفر حليب الأبقار ومنتجاته مثل الجبن واللبن الزبادي البروتينات الضرورية لدعم نمو العضلات والأنسجة لدى الأطفال.

3. الفيتامينات والمعادن

تعد الفيتامينات مثل فيتامين د، وفيتامين ب12، وكذلك المعادن مثل الفوسفور، من العناصر الضرورية لصحة الأطفال، وهي موجودة بكثرة في مشتقات الحليب. على سبيل المثال، يساهم فيتامين د في امتصاص الكالسيوم، مما يساعد في تعزيز صحة العظام والأسنان.

4. البروبيوتيك والإنزيمات

يحتوي الزبادي على البروبيوتيك (البكتيريا النافعة) التي تدعم صحة الجهاز الهضمي وتعزز من عمل الأمعاء لدى الأطفال. يساعد الزبادي أيضًا في تحسين امتصاص العناصر الغذائية في الجسم ويقلل من احتمالية حدوث اضطرابات هضمية مثل الإسهال أو الإمساك.

متى يمكن تقديم مشتقات الحليب للأطفال؟

من المعروف أن الأطفال في الأشهر الأولى من عمرهم يحصلون على جميع احتياجاتهم الغذائية من حليب الأم أو الحليب الصناعي، وذلك في مرحلة الرضاعة. لكن مع بداية إدخال الأطعمة التكميلية عند بلوغ الطفل عمر الستة أشهر، تبدأ الأم في التفكير في كيفية إدخال مشتقات الحليب ضمن النظام الغذائي لطفلها.

1. الزبادي

الزبادي يعد من أفضل الخيارات لمشتقات الحليب التي يمكن تقديمها للأطفال في سن مبكرة. يمكن تقديم الزبادي للأطفال بدءًا من عمر 6 أشهر تقريبًا، حيث أنه يعتبر مصدرًا غنيًا بالكالسيوم والبروتينات، كما أن تركيبه يحتوي على البروبيوتيك المفيد. يمكن أن يكون الزبادي هو الخيار الأول لأن معدة الطفل في هذا العمر تكون أكثر قدرة على هضمه مقارنة ببقية مشتقات الحليب.

2. الجبن

الجبن هو خيار آخر يمكن تقديمه للأطفال بعد بلوغهم عمر 8 أشهر أو سنة. يمكن البدء بأنواع الجبن الطري مثل جبن الكوخ أو الجبن القريش الذي يتميز بتركيبته اللينة والتي يسهل على الطفل تناولها. يجب تجنب الجبن شديد الملوحة أو الجبن المُصنع المحتوي على مواد إضافية قد تؤثر سلبًا على صحة الطفل.

3. الحليب كامل الدسم

ينبغي تأجيل تقديم الحليب كامل الدسم للطفل حتى بلوغ سنة كاملة. في هذه المرحلة، يكون الجهاز الهضمي للطفل أكثر استعدادًا لهضم الحليب البقري بشكل أفضل، ولكن ينبغي أن يكون الحليب خاليًا من المواد المضافة أو المنكهات. كما يُفضل تقديم الحليب كامل الدسم لضمان حصول الطفل على كميات كافية من الدهون التي تحتاجها نموه العقلي والجسدي.

4. الكريمة والزبدة

يجب الحذر عند تقديم الكريمة والزبدة للأطفال، خاصة في المراحل المبكرة من حياتهم. يمكن تقديم الزبدة أو الكريمة بدءًا من عمر سنة، ولكن بكميات صغيرة نظرًا لاحتوائها على كميات كبيرة من الدهون المشبعة التي قد تؤثر على صحة الطفل في حال تناولها بكثرة.

فوائد إدخال مشتقات الحليب في النظام الغذائي للطفل

1. تحسين الهضم

الزبادي، على وجه الخصوص، يعد مفيدًا لصحة الجهاز الهضمي للأطفال، حيث يساعد في تنشيط عملية الهضم بفضل البروبيوتيك الذي يحتوي عليه. هذه البكتيريا المفيدة تحسن من توازن الميكروبات في الأمعاء، مما يقلل من حدوث الغازات، والانتفاخات، والإسهال، ويعزز من امتصاص المغذيات بشكل أفضل.

2. تعزيز النمو العقلي

الدهون الموجودة في الحليب ومشتقاته تلعب دورًا كبيرًا في تعزيز النمو العقلي للأطفال. تحتوي الحليب على الأحماض الدهنية الأساسية مثل الأوميغا-3 والأوميغا-6 التي تساهم في تحسين التركيز، والذاكرة، وتطور الدماغ بشكل عام.

3. دعم الجهاز المناعي

تحتوي مشتقات الحليب على العديد من الفيتامينات مثل فيتامين D الذي يعزز من قدرة الجهاز المناعي للطفل على مقاومة الأمراض. بالإضافة إلى البروتينات والمعادن التي تساعد في تقوية جهاز المناعة وتزيد من قدرة الجسم على محاربة العدوى.

4. تقوية العظام والأسنان

إن أهم فائدة لمشتقات الحليب هي تعزيز صحة العظام والأسنان لدى الطفل. الكالسيوم الموجود بكثرة في الحليب ومنتجاته يساهم في تقوية العظام والوقاية من الإصابة بهشاشة العظام في المستقبل. كما أن تناول كميات كافية من الكالسيوم في مرحلة الطفولة يضمن تطور أسنان صحية.

نصائح عند تقديم مشتقات الحليب للأطفال

• البداية تدريجية: من الأفضل أن يتم تقديم مشتقات الحليب بشكل تدريجي للطفل، بدءًا من الزبادي أو الجبن الطري، ثم الانتقال إلى أنواع أخرى.

• اختيار الأنواع الطبيعية: يجب اختيار الزبادي والجبن الطبيعي الخالي من السكر أو المواد الحافظة أو النكهات الصناعية.

• الاعتدال في الكميات: يجب ألا يتجاوز تناول مشتقات الحليب كمية معينة، حيث أن تناولها بكثرة قد يؤدي إلى مشاكل صحية مثل زيادة الوزن أو مشكلات الهضم.

• التأكد من التحمل الغذائي: من المهم مراقبة ردود فعل الطفل عند تقديم مشتقات الحليب لأول مرة. في حال ظهور أي أعراض مثل الطفح الجلدي أو الإسهال أو التقيؤ، يجب التوقف عن إعطائه واستشارة الطبيب.

الخلاصة

مشتقات الحليب تقدم للأطفال العديد من الفوائد الصحية التي تدعم نموهم وتطورهم، من تقوية العظام والأسنان إلى تعزيز جهاز المناعة. لكن من المهم أن يتم تقديم هذه المشتقات في الوقت المناسب وبالكميات المناسبة، مع مراعاة حالة الطفل الصحية وتحمل جهازه الهضمي.