فوائد سرطان البحر: غذاء غني وفوائد صحية متعددة

يُعتبر سرطان البحر من الكائنات البحرية التي تحظى بشعبية واسعة في مختلف الثقافات حول العالم، سواء كطعام شهي أو كمصدر غني بالعناصر الغذائية. يشتمل سرطان البحر على مجموعة مميزة من الفوائد الصحية التي تجعله خيارًا ممتازًا لمحبي الغذاء البحري، كما أنه يلعب دورًا مهمًا في تعزيز الصحة العامة والوقاية من العديد من الأمراض. يتناول هذا المقال فوائد سرطان البحر بشكل شامل، مسلطًا الضوء على القيمة الغذائية لهذا الطعام البحري، وأثره الإيجابي على الصحة البدنية، إلى جانب بعض الاعتبارات المهمة عند تناوله.

القيمة الغذائية لسرطان البحر

سرطان البحر مصدر غني بالبروتين عالي الجودة، ويتميز بانخفاض محتواه من الدهون المشبعة، ما يجعله خيارًا صحيًا ومغذيًا للعديد من الأشخاص. يحتوي على نسبة منخفضة من السعرات الحرارية مقارنة ببعض مصادر البروتين الحيواني الأخرى، كما يوفر مجموعة واسعة من الفيتامينات والمعادن الضرورية للجسم.

المكونات الغذائية الأساسية في سرطان البحر:

تُظهر هذه التركيبة أن سرطان البحر ليس فقط وجبة لذيذة، بل هو غذاء متكامل يدعم العديد من وظائف الجسم الحيوية.

الفوائد الصحية لسرطان البحر

1. تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية

يحتوي سرطان البحر على نسب عالية من أحماض أوميغا-3 الدهنية، وهي نوع من الدهون الصحية التي ثبتت فعاليتها في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب. تساعد أوميغا-3 على تقليل مستويات الكوليسترول الضار (LDL) ورفع الكوليسترول الجيد (HDL)، إضافة إلى تقليل التهابات الأوعية الدموية وتحسين مرونتها. تشير الدراسات إلى أن تناول الأطعمة الغنية بأوميغا-3 يقلل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، كما يساهم في خفض ضغط الدم.

2. دعم الجهاز المناعي

الزنك والسيلينيوم من المعادن الأساسية الموجودة بوفرة في سرطان البحر، وهما من العوامل التي تلعب دورًا رئيسيًا في تقوية الجهاز المناعي. يعزز الزنك إنتاج خلايا الدم البيضاء، المسؤولة عن مكافحة العدوى والالتهابات، بينما يعمل السيلينيوم كمضاد قوي للأكسدة يحمي الخلايا من التلف الناتج عن الجذور الحرة، ويساعد في تنظيم الاستجابة المناعية. لذلك، فإن تناول سرطان البحر بانتظام قد يقلل من فرص الإصابة بالأمراض المعدية.

3. تعزيز صحة الدماغ والجهاز العصبي

فيتامين B12 الموجود في سرطان البحر ضروري لوظائف الجهاز العصبي، فهو يشارك في تكوين الأغشية المحيطة بالأعصاب ويحسن من التواصل العصبي داخل الدماغ. نقص هذا الفيتامين قد يؤدي إلى اضطرابات في الذاكرة والتركيز. بالإضافة إلى ذلك، أحماض أوميغا-3 تعزز من نمو الخلايا العصبية وتحسن من الوظائف الإدراكية، مما يجعل سرطان البحر مفيدًا للحفاظ على صحة الدماغ وتقليل خطر الإصابة بأمراض التنكس العصبي.

4. دعم صحة العظام والأسنان

يحتوي سرطان البحر على معادن مثل الكالسيوم والفوسفور بالإضافة إلى الزنك، وهي عناصر أساسية للحفاظ على قوة العظام والأسنان. الكالسيوم والفوسفور يعملان معًا على تعزيز تكوين العظام والحفاظ على كثافتها، بينما يلعب الزنك دورًا في تجديد أنسجة العظام والأنسجة الضامة، مما يقي من هشاشة العظام مع التقدم في السن.

5. المساهمة في بناء العضلات وتعزيز النشاط البدني

البروتين الموجود في سرطان البحر عالي الجودة وسهل الهضم، مما يجعله خيارًا ممتازًا لبناء العضلات وتجديد الأنسجة بعد ممارسة التمارين الرياضية. إضافة إلى ذلك، البروتين ضروري لإنتاج الإنزيمات والهرمونات التي تنظم العمليات الحيوية في الجسم، وهو مهم للرياضيين والأشخاص الذين يسعون للحفاظ على وزن صحي.

6. التحكم في الوزن

يرتبط تناول سرطان البحر بكونه خيارًا منخفض السعرات الحرارية والدهون، مما يساعد في التحكم بالوزن عند دمجه في نظام غذائي متوازن. البروتين العالي يعزز الشعور بالشبع لفترة أطول، مما يقلل من الرغبة في تناول الوجبات الخفيفة غير الصحية، ويدعم إنقاص الوزن أو الحفاظ على الوزن المثالي.

سرطان البحر وأثره في الوقاية من الأمراض المزمنة

تلعب المكونات الغذائية في سرطان البحر دورًا هامًا في الوقاية من الأمراض المزمنة، وخاصة تلك التي تنتج عن الالتهابات المزمنة أو نقص بعض العناصر الغذائية الحيوية.

• الوقاية من السرطان: السيلينيوم الموجود في سرطان البحر يتمتع بخصائص مضادة للأكسدة، تساعد في تحييد الجذور الحرة التي تساهم في تلف الخلايا وتكوين الأورام. تشير بعض الدراسات إلى أن تناول الأطعمة الغنية بالسيلينيوم قد يقلل من خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان، مثل سرطان الرئة والبروستاتا.

• تقليل الالتهابات: أحماض أوميغا-3 الدهنية تقلل من الالتهابات المزمنة، وهي سبب رئيسي في العديد من الأمراض مثل التهاب المفاصل وأمراض القلب والسكري. بالتالي، يمكن أن يكون لسرطان البحر دور وقائي ضد هذه الحالات المزمنة.

• تحسين وظائف الغدة الدرقية: السيلينيوم أيضًا يلعب دورًا مهمًا في تنظيم وظائف الغدة الدرقية، التي تؤثر بشكل مباشر على معدل الأيض والطاقة في الجسم. نقص هذا المعدن قد يؤدي إلى اضطرابات الغدة الدرقية التي تؤثر على الصحة العامة.

كيفية اختيار وتحضير سرطان البحر للحفاظ على فوائده

للاستفادة القصوى من فوائد سرطان البحر، من المهم اختيار الأنواع الطازجة أو المجمدة ذات الجودة العالية. يجب أن يكون سرطان البحر ذا رائحة بحرية نظيفة، وليس له رائحة كريهة، كما يفضل أن يكون طازجًا أو محفوظًا بشكل جيد للحفاظ على قيمته الغذائية.

طرق التحضير الصحية:

• الطهي بالبخار: يساعد على الحفاظ على الفيتامينات والمعادن مع تقليل إضافة الدهون.

• الشوي أو السلق: طرق تقليدية تحافظ على نكهة سرطان البحر دون إضافة سعرات حرارية زائدة.

• تجنب القلي: القلي يضيف كميات كبيرة من الدهون غير الصحية، مما يقلل من القيمة الغذائية للطبق.

يُنصح بتجنب إضافة كميات كبيرة من الصلصات الغنية بالدهون أو الصوديوم حتى لا تؤثر على الفوائد الصحية.

الاحتياطات والمخاطر المحتملة

رغم الفوائد الصحية الكبيرة، هناك بعض الاحتياطات التي يجب مراعاتها عند تناول سرطان البحر:

• الحساسية: بعض الأشخاص قد يعانون من حساسية تجاه المأكولات البحرية، والتي قد تسبب ردود فعل تحسسية شديدة.

• تلوث المعادن الثقيلة: في بعض الحالات، قد يحتوي سرطان البحر على مستويات مرتفعة من الزئبق أو الكادميوم أو غيرها من المعادن الثقيلة، خاصة في المناطق الملوثة بيئيًا. لذلك من المهم تناول مصادر موثوقة ومعتمدة.

• التحضير غير السليم: تناول سرطان البحر النيء أو غير المطهو جيدًا قد يعرض الجسم لخطر الإصابة ببعض العدوى البكتيرية أو الطفيلية.

الخلاصة

يُعتبر سرطان البحر من الأغذية البحرية الغنية بالعناصر الغذائية الأساسية التي تدعم الصحة العامة، وتلعب دورًا وقائيًا هامًا ضد العديد من الأمراض المزمنة. من خلال محتواه العالي من البروتين، الأحماض الدهنية أوميغا-3، الفيتامينات والمعادن مثل فيتامين B12، الزنك والسيلينيوم، يوفر سرطان البحر فوائد صحية متكاملة تشمل تعزيز القلب، دعم المناعة، تحسين وظائف الدماغ، وتقوية العظام والعضلات. مع مراعاة طرق التحضير الصحية والاختيار الجيد، يمكن أن يكون سرطان البحر إضافة قيمة لنظام غذائي متوازن يدعم الصحة على المدى الطويل.

المصادر:

1. Harvard T.H. Chan School of Public Health. “Omega-3 Fatty Acids.” https://www.hsph.harvard.edu/nutritionsource/omega-3-fats/

2. National Institutes of Health (NIH) Office of Dietary Supplements. “Zinc.” https://ods.od.nih.gov/factsheets/Zinc-HealthProfessional/