“من العود الأبدي إلى الوعي التاريخي-الأسطورة. الدين. الايديولوجيا. العلم.” هو عنوان يتلألأ بالغموض والعمق الفلسفي، يقدمه لنا الكاتب شمس الدين الكيلاني في هذا العمل الرائع الذي يتأمل في رحلة البشرية من الأساطير القديمة إلى الوعي التاريخي والفهم العلمي الحديث. يقع الكتاب في 208 صفحات تمتلئ بالحكمة والتأملات العميقة، وقد صدر في عام 2010 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر.
في هذا العمل، يتأمل الكيلاني في مسار الإنسانية وتطور الوعي البشري عبر العصور، بدءًا من الأساطير والخرافات التي كانت تحكم عقول البشر في العصور القديمة، مروراً بالأديان والمعتقدات التي شكلت حضاراتنا، وصولاً إلى الايديولوجيات والعلوم الحديثة التي تحدد فهمنا للواقع في العصر الحديث.
من خلال تحليله الفلسفي العميق، يسلط الضوء الكيلاني على تفاعل الإنسان مع العالم من حوله، وكيف تشكلت الأفكار والمعتقدات التي يعيشها في ضوء تلك التفاعلات. يستعرض الكتاب مفهوم الأسطورة كأداة لفهم العالم في العصور القديمة، وينتقل بعدها إلى دور الدين في تشكيل المجتمعات والثقافات، مع التركيز على كيفية تطور الفهم الديني عبر الزمن وتأثيره على البشرية.
ومن ثم، يتناول الكاتب موضوع الايديولوجيا ودورها في العصور الحديثة، مشيراً إلى كيفية تأثير الأيديولوجيات السياسية والاجتماعية على الفهم البشري للعالم وسلوكهم. ويختتم الكتاب بتسليط الضوء على دور العلم والمعرفة في تغيير نظرتنا للعالم، وكيف أدى التطور العلمي والتكنولوجي إلى تغيير جذري في طبيعة البشرية وتفكيرها.
باختصار، يعد كتاب “من العود الأبدي إلى الوعي التاريخي-الأسطورة. الدين. الايديولوجيا. العلم.” عملاً فلسفياً ممتعاً ومثيراً للتأمل، يقدم رحلة شيقة عبر تاريخ البشرية وتطور الفكر البشري، ممزوجة بالحكمة والتحليل العميق. ينصح به لكل من يهتم بفهم جذور الفكر البشري وتطوره عبر العصور.