7 أسباب خفية لتغيّر نسبة السكر في الدم
تُعدّ نسبة السكر في الدم من المؤشرات الصحية الحيوية التي تعكس الوضع العام لجسم الإنسان، ولكن رغم أن هناك أسباباً معروفة يمكن أن تؤدي إلى تقلبات في مستويات السكر مثل الطعام، التمارين الرياضية، والعوامل الوراثية، هناك العديد من الأسباب التي قد لا تكون واضحة للبعض ولكن تؤثر بشكل غير مباشر على تلك النسبة. يمكن أن تكون هذه الأسباب خفية وتتطلب تدقيقاً أكبر لفهمها بشكل صحيح، وفي هذا المقال سنتناول سبعة من هذه الأسباب الخفية التي تؤثر على مستويات السكر في الدم.
1. التوتر النفسي والضغوط العصبية
التوتر النفسي هو أحد العوامل التي تؤثر بشكل غير مباشر على مستويات السكر في الدم. عندما يشعر الإنسان بالتوتر، يفرز الجسم هرمونات مثل الأدرينالين والكورتيزول استجابةً لهذا الضغط النفسي. هذه الهرمونات تعمل على رفع مستويات السكر في الدم، حيث يعزز الكورتيزول إفراز الجلوكوز من الكبد ليزود الجسم بالطاقة اللازمة لمواجهة المواقف الضاغطة. يمكن أن تؤدي هذه الزيادة في مستويات السكر إلى اضطراب في استقرار نسبة السكر في الدم على المدى الطويل، خاصةً إذا كان التوتر مستمراً أو مزمنًا.
على الرغم من أن الجسم يحتاج إلى هذه الهرمونات لمواجهة المواقف الصعبة، إلا أن التوتر المزمن يمكن أن يساهم في زيادة خطر الإصابة بمشاكل في تنظيم السكر في الدم، مثل مرض السكري من النوع الثاني. ومن هنا فإن إدارة التوتر من خلال تقنيات مثل التأمل، والتمارين التنفسية العميقة، واليوغا يمكن أن تساعد في تقليل تأثيراته السلبية على صحة السكر.
2. قلة النوم
قلة النوم تُعدّ أحد الأسباب الخفية التي تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على مستويات السكر في الدم. في حالة النوم غير الكافي أو النوم المتقطع، تتغير آلية عمل هرمونات الجسم، بما في ذلك الهرمونات التي تنظم نسبة السكر مثل الأنسولين. النوم غير الجيد يمكن أن يؤدي إلى تقليل حساسية الجسم للأنسولين، ما يجعل من الصعب على الخلايا امتصاص الجلوكوز بفاعلية، مما يؤدي إلى زيادة مستويات السكر في الدم.
إضافةً إلى ذلك، فإن قلة النوم تزيد من مستويات هرمون الكورتيزول الذي يرفع بدوره من مستوى السكر في الدم. الدراسات تظهر أن الأشخاص الذين يعانون من قلة النوم بانتظام هم أكثر عرضة للإصابة بمقاومة الأنسولين، وبالتالي زيادة خطر الإصابة بمرض السكري.
3. التغيرات الهرمونية
التغيرات الهرمونية الطبيعية التي تحدث في الجسم يمكن أن تؤثر بشكل كبير على مستويات السكر في الدم. على سبيل المثال، خلال فترة الحمل، تواجه النساء تغيرات هرمونية تؤثر على تنظيم السكر في الدم. في بعض الحالات، قد يحدث ما يُعرف بسكري الحمل، وهو حالة مؤقتة يحدث فيها ارتفاع مستوى السكر في الدم بسبب التغيرات الهرمونية.
علاوة على ذلك، في مراحل معينة من حياة النساء مثل سن اليأس، حيث تنخفض مستويات هرمونات الاستروجين والبروجستيرون، قد يحدث اختلال في طريقة استجابة الجسم للأنسولين، مما يؤدي إلى تقلبات في مستوى السكر في الدم. في هذه الحالة، تحتاج النساء إلى مراقبة مستويات السكر بشكل منتظم، خاصة إذا كانت هناك عوامل خطر مسبقة مثل الوزن الزائد أو التاريخ العائلي لمرض السكري.
4. التغيرات في النظام الغذائي
حتى التغييرات الطفيفة في النظام الغذائي يمكن أن تؤثر على مستويات السكر في الدم. من الشائع أن يعتقد البعض أن السكر أو الكربوهيدرات فقط هما المسبب الرئيسي لتقلبات السكر، ولكن الأطعمة التي تحتوي على نسب مرتفعة من الدهون غير الصحية أو الأطعمة المصنعة قد تؤدي إلى تغييرات غير متوقعة في مستوى السكر.
على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي تناول الوجبات الكبيرة أو الوجبات الغنية بالبروتينات إلى استجابة الجسم بشكل يختلف عن تلك التي تكون عند تناول الوجبات الصغيرة والمتوازنة. الأطعمة التي تحتوي على نسب عالية من الألياف تؤدي إلى امتصاص أبطأ للجلوكوز، مما يساعد في الحفاظ على مستوى السكر ثابتاً. أما الأطعمة السريعة أو التي تحتوي على نسب عالية من الدهون المشبعة فتؤدي إلى زيادة في مقاومة الأنسولين وزيادة غير مرغوب فيها في مستويات السكر.
5. الأدوية والعلاجات الطبية
بعض الأدوية قد تؤثر بشكل غير مباشر على مستويات السكر في الدم. على سبيل المثال، الأدوية المستخدمة في علاج ارتفاع ضغط الدم أو أدوية الستيرويدات قد تؤدي إلى زيادة نسبة السكر في الدم. الأدوية مثل الكورتيكوستيرويدات تعمل على زيادة مستويات الجلوكوز من خلال تأثيرها على عمليات التمثيل الغذائي، مما يؤدي إلى تقلبات ملحوظة في مستوى السكر.
كذلك، بعض الأدوية النفسية والعلاجية مثل مضادات الاكتئاب أو الأدوية المضادة للذهان قد تؤدي إلى تغييرات في كيفية تعامل الجسم مع السكر. لذلك، من المهم أن يراقب الأشخاص الذين يتناولون هذه الأدوية مستويات السكر في الدم بانتظام وأن يتشاوروا مع أطبائهم حول كيفية تأثير هذه الأدوية على صحتهم.
6. الجفاف وعدم الترطيب الكافي
من العوامل التي قد لا يلاحظها العديد من الأشخاص والتي تؤثر على مستويات السكر في الدم هي حالة الجفاف أو نقص الترطيب. عندما يكون الجسم في حالة جفاف، تزداد تركيزات السكر في الدم بشكل طبيعي. يحدث هذا لأن نقص السوائل في الجسم يؤدي إلى زيادة تركيز الجلوكوز في الدم، مما يجعل من الصعب على الكلى معالجته بشكل مناسب.
الجفاف يمكن أن يكون ناتجًا عن عدة عوامل مثل قلة شرب الماء أو الإصابة بالحمى أو الإسهال. في مثل هذه الحالات، قد يضطر الجسم إلى إفراز كمية أكبر من الجلوكوز إلى الدم، ما يسبب ارتفاعاً في مستوى السكر. لذا من الضروري الحرص على شرب كميات كافية من الماء طوال اليوم للحفاظ على مستويات السكر في الدم ضمن النطاق الطبيعي.
7. الوراثة والعوامل الجينية
على الرغم من أن العديد من الأشخاص يتعاملون مع السكر في الدم كمسألة تتعلق بأسلوب الحياة، إلا أن الجينات تلعب دورًا هامًا في تحديد كيفية استجابة الجسم للسكر. بعض الأشخاص يولدون مع قابلية وراثية لزيادة مستويات السكر في الدم أو الإصابة بمقاومة الأنسولين، والتي يمكن أن تؤدي إلى تطوير مرض السكري من النوع 2 في مرحلة لاحقة من حياتهم.
في حال وجود تاريخ عائلي لمرض السكري أو مشاكل في تنظيم السكر، قد يكون من الصعب على الجسم الاستجابة بفعالية لتأثيرات الأنسولين، مما يؤدي إلى تقلبات غير طبيعية في مستويات السكر في الدم. في هذه الحالات، يُنصح بمراقبة مستويات السكر بانتظام وتبني نمط حياة صحي يشمل ممارسة التمارين الرياضية وتناول الطعام المتوازن.
الخلاصة
تعدّ تقلبات مستويات السكر في الدم مشكلة صحية شائعة وقد تكون ناتجة عن أسباب معروفة مثل النظام الغذائي أو ممارسة الرياضة، ولكن هناك العديد من العوامل الخفية التي قد تؤثر بشكل غير مباشر على هذه المستويات. من التوتر النفسي إلى قلة النوم والتغيرات الهرمونية، مروراً بالأدوية والعوامل الوراثية، فإن فهم هذه الأسباب يمكن أن يساعد الأفراد في الحفاظ على مستويات سكر الدم المتوازنة والوقاية من الأمراض المرتبطة بها مثل مرض السكري.
