“ملف فيزنثال” هو كتاب يروي قصة حياة سيمون فيزنثال، الذي قضى أربع سنوات ونصف في معسكرات الاعتقال النازية خلال الحرب العالمية الثانية. تمت ذبح تسعة وثمانين من أفراد عائلته وأقاربه، وانتهت الحرب وهو يشبه الهيكل العظمي الحي. وبعد ما يقرب من خمسين عامًا، لا يزال فيزنثال ملتزمًا بقضية العدالة للشعب اليهودي ومتابعة مجرمي الحرب النازيين. القضايا التي تابعها كثيرة – فقد أحضر أمام المحاكم ألفًا ومائة نازي – وكثيرًا ما كان اسمه في العناوين العالمية فيما يتعلق بشخصيات مثل أدولف أيشمان، فرانتس شتانجل، يوزف منغيلي، وكورت فالدهايم. لا شك في بطولته الشخصية الهائلة. ولكن بعد وقت طويل من الحرب، هل لا زالت أعمال فيزنثال مهمة؟ هل لها معنى؟ هل يساهم بشكل إيجابي في اليهودية بعد الهولوكوست؟ إجابة فيزنثال حازمة: “نحن نعيش في عالم حديث. نعلم أن هناك تلوثًا. الهواء سيء، والماء سيء، والسماء ملوثة. ولكن هناك نوع آخر من التلوث يتجاهله الناس. في العديد من البلدان، يعيش الناس بين القتلة، وهذا هو أكبر تلوث على الإطلاق.”
هذا الكتاب من تأليف الكاتب والصحفي العالمي آلان ليفي – الذي عرف فيزنثال لسنوات عديدة – وهو أول دراسة نقدية لحياة وأعمال فيزنثال. قصة مطاردة فيزنثال لمجرمي الحرب – التي غالبًا ما يتم تفصيلها بكلمات فيزنثال نفسه – تقدم قراءة مثيرة كأي إثارة. ولكن “ملف فيزنثال” أكثر من ذلك بكثير. إنها دراسة من قبل يهودي ذو رأي مستقل لعمل أحد أعظم الشخصيات اليهودية في قرننا.
تركز هذه الدراسة على إلقاء الضوء على أهمية عمل فيزنثال بعد فترة زمنية طويلة من الحرب، وكيف أنه ما زال يجري مطاردة المجرمين ويسعى للعدالة. يعرض الكتاب أيضًا الجوانب الشخصية لفيزنثال ويسلط الضوء على التحديات التي واجهها وكيف تمكن من التغلب عليها بشجاعة. يعتبر هذا الكتاب مصدرًا هامًا لفهم لماذا لا زالت أعمال سيمون فيزنثال تلقى الاهتمام والتقدير في العالم اليهودي والعالمي على حد سواء.
بواسطة: آلان ليفي
تصنيف: تاريخ عام
الناشر: Wm. B. Eerdmans Pub. Co.
تاريخ النشر: سبتمبر 1994