المدفع الخلفي 3.7 انش مارك 1، الذي تم تطويره واستخدامه من قبل المملكة المتحدة خلال الحرب العالمية الثانية، يُعتبر من الأسلحة غير المعتادة والمبتكرة لتلك الحقبة. وقد اشتهر هذا المدفع بقدرته على إطلاق القذائف دون إحداث ارتداد يُذكر، مما جعله مناسبًا للتركيب على المركبات وحتى على المروحيات.
تميزت هذه القطعة العسكرية بتصميمها الفريد الذي يُسمى “مدفع خلفي”، حيث يتم إطلاق القذيفة دون استخدام نظام إعادة طلقة تقليدي. بدلاً من ذلك، يعتمد المدفع على مبدأ التحريك المضاد، حيث يُطلق القذيفة بواسطة تفجير متفجر داخل الأنبوب، مما يُنتج عنها قوة تدفع تعادل قوة الارتداد. وبفضل هذا التصميم، تصبح عملية إطلاق النار أكثر استقرارًا وتسهيلًا، مما يزيد من دقة الإصابة.
تم استخدام هذا المدفع في مجموعة متنوعة من الأدوار العسكرية خلال الحرب العالمية الثانية، بما في ذلك دور الدفاع الساحلي والدعم الناري للقوات المشاة. كما تم تركيبه على المركبات المدرعة والمدرعات الخفيفة لزيادة قدرتها النارية والدفاعية. ومع مرور الوقت، شهدت هذه التكنولوجيا تطورًا مستمرًا، مما أدى إلى ظهور مدافع خلفية أكثر تطورًا وفعالية في الفترات اللاحقة.
تُعد هذه الأسلحة جزءًا من تاريخ الابتكار العسكري والتطوير التكنولوجي الذي تميز به القرن العشرين، وتظل ذاكرة حية لمسيرة التقدم العسكري والتكنولوجي التي شهدها العالم خلال تلك الفترة الحرجة.