في كتابه البارز بعنوان “المفاوضات الإستراتجية وعمليات التسوية الإقليمية في الشرق الأوسط”، يقدم الكاتب جهاد عوده رؤية متعمقة وشاملة حول التطورات السياسية في سوريا، حيث يسلط الضوء على دخول الدولة السورية تحت قيادة الرئيس بشار الأسد في مرحلة مهمة من المفاوضات الإستراتجية. تعتبر هذه المرحلة تحديًا هامًا في تاريخ الدولة، حيث شهدت تعدد المرجعيات الاجتماعية السورية، وكانت هناك حاجة ملحة إلى إعادة هيكلة الدولة والمجتمع السوريين.
تتناول صفحات الكتاب البالغ عددها 800 صفحة مسار المفاوضات الاستراتجية بين الحكومة السورية واللجنة العليا للمفاوضات، وكيف تأثرت بتنوع المرجعيات الاجتماعية في البلاد. يبرز الكاتب ببراعة وعمق تفاصيل هذه المفاوضات، مقدمًا تحليلاً شاملاً للتحولات التي شهدتها سوريا في هذه الفترة الحرجة.
وفي سياق متصل، أشار دي مستورا، المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، إلى أهمية هذه المفاوضات قائلاً أن هناك عرضًا جديًا تم طرحه بهدف إعادة هيكلة الدولة والمجتمع السوريين. ويعكس هذا العرض تحولات استراتيجية هامة تستند إلى تحليل عميق للتحديات السياسية والاجتماعية التي تواجهها سوريا.
تأتي هذه الدراسة في سياق الكتب السياسية، حيث تُلقي الضوء على السياسة الدولية وتفاصيل المفاوضات والتسويات في إقليم الشرق الأوسط. وبفضل الأسلوب السلس واللغة الواضحة التي يتبناها الكاتب، يمكن للقارئ فهم الأحداث بعمق، وتحليل التفاصيل بشكل شامل.
تُعد الصورة الغلافية الورقية الجذابة للكتاب إضافة لافتة، حيث تعكس بشكل جيد جوهر المحتوى السياسي والدراسي الذي يقدمه الكاتب. تتنوع مواضيع الكتاب بين الجوانب السياسية والاجتماعية، مما يجعلها مرجعًا شاملاً لفهم التحولات الراهنة في سوريا وتأثيرها على المستقبل الإقليمي.