طريقة عمل خبز مبسس تونسي

الخبز المبسس التونسي هو من أشهر أنواع الخبز التقليدية التي تتميز بها المطبخ التونسي، وهو أحد أشكال الخبز المسطح الذي يتميز بنكهته الفريدة وقوامه المقرمش من الخارج واللين من الداخل. يُعتبر خبز المبسس جزءًا لا يتجزأ من المائدة التونسية، حيث يُستخدم في مختلف الوجبات، سواء للإفطار، الغداء أو حتى العشاء، ويُقدم مع الأطعمة المتنوعة كالزيتون، الطماطم، الجبن، أو المأكولات المشوية.

في هذا المقال، سيتم تناول طريقة عمل خبز المبسس التونسي بشكل مفصل، مع شرح دقيق للمكونات، طريقة التحضير، ونصائح للحفاظ على جودة الخبز وإتقانه في المنزل، إضافة إلى بعض المعلومات التاريخية والثقافية التي تبرز أهمية هذا النوع من الخبز في التراث التونسي.

نبذة عن خبز المبسس التونسي

يُعتبر خبز المبسس من أنواع الخبز المسطح التقليدي الذي يعتمد على الخميرة كمكون رئيسي لرفع العجين وإعطائه مظهراً ومنسجماً في الملمس. يمتاز هذا الخبز بكونه يتم خبزه عادة في أفران تقليدية أو على صاج معدني مسطح، مما يضفي عليه طابعاً خاصاً من حيث الشكل والنكهة.

كلمة “مبسس” في اللهجة التونسية تعني “مُفرَّد” أو “ممدود”، وهي تشير إلى الطريقة التي يُفرد بها العجين على شكل دائرة رقيقة أو شبه رقيقة قبل الخبز. ويتنوع استخدامه بين كونه خبزاً صحياً مرفوقاً بوجبات مختلفة، أو يُستخدم في إعداد ساندويتشات تقليدية تونسية.

المكونات الأساسية لخبز المبسس التونسي

يتكون خبز المبسس من مكونات بسيطة وسهلة متوفرة في كل منزل، وتعتمد على دقة الكميات ونوعية المكونات المستخدمة لضمان النتيجة المثالية.

• الدقيق الأبيض: 500 غرام (يفضل استخدام دقيق القمح عالي الجودة)

• الماء الفاتر: حوالي 300 مل (يمكن ضبط الكمية حسب نوعية الدقيق)

• الخميرة الفورية: 7 غرام (ما يعادل ملعقة صغيرة ونصف)

• الملح: ملعقة صغيرة

• السكر: نصف ملعقة صغيرة (لتنشط الخميرة)

• زيت الزيتون: ملعقة كبيرة (اختياري، لإضافة نعومة للعجين)

خطوات تحضير خبز المبسس التونسي

1. تجهيز الخميرة

في البداية يتم تحضير الخميرة عبر إذابة السكر في كمية من الماء الفاتر (حوالي 100 مل)، ثم إضافة الخميرة الفورية إليها مع التقليب البسيط، ويترك المزيج لمدة 10 دقائق تقريباً حتى تظهر رغوة الخميرة على السطح، مما يدل على تنشيطها.

2. إعداد العجين

في وعاء عميق، يُنخل الدقيق لضمان نقائه وخلوه من أي شوائب. يضاف إليه الملح ويخلط جيداً، ثم تُصنع فجوة في وسط الدقيق ويتم سكب الخميرة المنشطة مع بقية كمية الماء تدريجياً.

يبدأ بالعجن باستخدام اليدين أو باستخدام العجان الكهربائي على سرعة منخفضة، ويُضاف زيت الزيتون أثناء العجن. تستمر عملية العجن لمدة 10 إلى 15 دقيقة حتى يتحول العجين إلى كتلة ناعمة، متماسكة، وغير لاصقة.

3. عملية التخمير

بعد الانتهاء من العجن، يُغلف الوعاء بغطاء بلاستيكي أو قطعة قماش نظيفة، ويترك العجين في مكان دافئ لمدة ساعة ونصف إلى ساعتين، حتى يتضاعف حجمه ويزداد ليونة، وذلك بفعل تأثير الخميرة.

4. تشكيل العجين

بعد انتهاء فترة التخمير، يُضغط على العجين بهدوء لإخراج الهواء المحبوس داخله، ثم يُقسم إلى كرات متوسطة الحجم حسب رغبة المستخدم.

تُفرد كل كرة على سطح مرشوش بالدقيق على شكل دائرة رقيقة، بسمك حوالي 3 إلى 5 ملم. يمكن استخدام شوبك (مدلك العجين) لهذا الغرض.

5. التخمير الثاني

تُترك دوائر العجين المفرودة لتختمر مرة ثانية لمدة نصف ساعة قبل الخبز، لكي تحصل على قوام خفيف وهش.

6. خبز المبسس

يُسخن الصاج المعدني أو المقلاة الثقيلة على نار متوسطة إلى عالية، ثم يُوضع خبز المبسس على الصاج الساخن.

تُخبز كل قطعة من 2 إلى 3 دقائق على كل جانب، أو حتى يبدأ الخبز بأخذ لون ذهبي خفيف وينتفخ قليلاً. يجب تقليب الخبز بحذر لضمان أن يُخبز بشكل متساوٍ ولا يحترق.

نصائح مهمة لنجاح خبز المبسس التونسي

• اختيار الدقيق: نوعية الدقيق تؤثر بشكل كبير على جودة العجين، لذلك يُفضل استخدام دقيق القمح عالي الجودة أو المخصص للخبز.

• درجة حرارة الماء: يجب أن يكون الماء فاترًا وليس ساخنًا أو باردًا جداً، لأن ذلك يؤثر على تنشيط الخميرة.

• الخميرة: استخدام الخميرة الفورية الطازجة يضمن ارتفاع العجين بشكل جيد، أما الخميرة القديمة فقد تؤدي إلى فشل التخمير.

• تخمير العجين: يجب التأكد من تخمير العجين في مكان دافئ وهادئ بعيداً عن التيارات الهوائية.

• رطوبة العجين: في حالة كان العجين جافاً جداً، يمكن إضافة قليل من الماء بالتدريج، وإذا كان لزجاً جداً يتم إضافة القليل من الدقيق.

• خبز الخبز: يجب عدم استخدام حرارة عالية جداً لتجنب احتراق الخبز من الخارج قبل نضجه من الداخل.

الفوائد الغذائية لخبز المبسس التونسي

يُعتبر خبز المبسس من الخيارات الغذائية الصحية نسبيًا، خاصة عند تحضيره باستخدام زيت الزيتون الطبيعي والخميرة الفورية. يحتوي الخبز على نسبة جيدة من الكربوهيدرات التي تمد الجسم بالطاقة، كما أن الخميرة تمنحه قيمة غذائية إضافية.

في حال استخدام دقيق القمح الكامل أو المضاف إليه الحبوب، يزداد محتوى الألياف في الخبز، مما يساعد على تحسين عملية الهضم وتقليل مشاكل الإمساك. كما يمكن استبدال زيت الزيتون بزيت صحي آخر حسب الرغبة، مع الحفاظ على القيمة الغذائية.

مقارنة بين خبز المبسس وأنواع الخبز التونسية الأخرى

الاستخدامات التقليدية والمناسبة لخبز المبسس

يُستخدم خبز المبسس في تونس مع مجموعة واسعة من الأطعمة، فهو رفيق مثالي للزيتون، الطماطم، الجبن الأبيض، الحمص، أو أي نوع من المقبلات والسلطات. كما يمكن استخدامه لتناول الشاي أو القهوة في وجبة الإفطار.

في المطبخ التونسي، يُعتبر خبز المبسس أساساً لصناعة ساندويتشات خفيفة مثل “سندويتش المبسس” الذي يحتوي على حشوات متعددة كالهريسة، التونة، البيض المسلوق، والخضر، ما يجعله وجبة شعبية سهلة التحضير وسريعة.

الخلاصة

خبز المبسس التونسي ليس مجرد خبز عادي، بل هو جزء من ثقافة وتراث تونس العريق. يتميز هذا الخبز ببساطة مكوناته وسهولة تحضيره، مع طعمه المميز وقوامه الذي يرضي مختلف الأذواق. إتقان طريقة عمله في المنزل يمنح الأسرة فرصة للاستمتاع بمنتج صحي وذو جودة عالية، مع الحفاظ على التراث الغذائي.

تُظهر التجربة أن اتباع الخطوات بدقة والاهتمام بالتفاصيل في كل مرحلة من مراحل التحضير يضمن الحصول على خبز مبسس شهي، يعكس أصالة المطبخ التونسي ويمنح المائدة نكهة خاصة.

المصادر والمراجع

• كتاب “الخبز في المطبخ التونسي: تقاليد وأسرار”، تأليف اللجنة الوطنية للتراث الغذائي في تونس، 2018.

• موقع “مطبخ تونسي أصيل” (www.tunisianauthentickitchen.com) – قسم وصفات الخبز التقليدي.