فيلم “ليلتي في موض” (My Night at Maud’s)، الذي أُخرج عام 1969 بواسطة المخرج الفرنسي الشهير إريك رومير، يعتبر من الأعمال البارزة في موجة السينما الفرنسية الجديدة. الفيلم يتسم بالطابع الفلسفي والدرامي، حيث يتمحور حول الشخصية الرئيسية جان-لوي، الذي يُجسد دوره الفنان جان-لوي ترينتينيانت. القصة تأخذنا في رحلة فلسفية وعواطفية ملتوية خلال ليلة واحدة حيث يصادف جان-لوي زميلته القديمة مود في إحدى السهرات.
الأحداث تتكشف ببطء في ليلة طويلة داخل شقة مود، حيث تنطلق المحادثات الفلسفية بينهما، خاصة حينما يتورط جان-لوي في نقاش مع مود وصديقها فيليب حول المعنى الحقيقي للحب والعلاقات الإنسانية. تتطور اللقاءات والحوارات لتكشف عن تشابكات وتحديات في حيواتهم الشخصية والعاطفية، ويتم استكشاف قضايا مثل الدين والأخلاق والعلاقات الحديثة.
الفيلم يتميز بسيناريوهاته المعقدة والمحادثات العميقة التي تدور بين الشخصيات، ويبرز تميز رومير في إظهار الصراعات الداخلية والتفاعلات الاجتماعية بطريقة فنية رائعة. بالإضافة إلى ذلك، يستخدم الفيلم الإطار الزمني الضيق والموقف الواحد لاستكشاف قضايا أوسع وأعمق في الحياة البشرية، مما يمنحه أبعادًا فلسفية وفنية.
“ليلتي في موض” يظل تحفة سينمائية تتناول الحياة الروحية والفلسفة بأسلوب مثير، ويتيح للمشاهدين فهم عميق للعلاقات الإنسانية وتعقيداتها.