كيفية تعليم الطفل المشي بسهولة

كيف أعلم طفلي المشي؟

يعد تعلم الطفل المشي من أهم اللحظات في حياته، فهو لا يمثل فقط تطوراً جسدياً، بل يعد أيضاً علامة فارقة في نموه العقلي والعاطفي. بينما يختلف الأطفال في عمر بدء المشي، إلا أن معظمهم يبدؤون في المشي بين 9 و18 شهراً. عملية التعلم هذه تتطلب صبراً، اهتماماً، وبيئة آمنة وداعمة تشجع الطفل على الحركة والتجربة. في هذا المقال، سنتناول مختلف الجوانب التي تساعد على تعليم الطفل المشي، بدءاً من التعرف على المراحل التي يمر بها الطفل وصولاً إلى النصائح العملية التي يمكن اتباعها لتعزيز هذه المهارة.

1. المراحل الطبيعية لتطور الطفل حركياً

قبل أن يبدأ الطفل في المشي، يمر بعدد من المراحل الحركية التي تعد أساسية لتطوير قدراته الحركية. وهذه المراحل هي:

1.1 التدحرج

منذ الأشهر الأولى من حياته، يبدأ الطفل في التدحرج من على بطنه إلى ظهره والعكس، وهي إحدى أولى الحركات التي تعد تمهيداً للتحكم في العضلات. لا يجب على الوالدين التسرع في فرض الحركة على الطفل، بل يجب تشجيعه على التدحرج كخطوة تمهيدية لتقوية العضلات.

1.2 الجلوس المستقيم

عادة ما يبدأ الأطفال في الجلوس بمساعدة في الشهر السادس. الجلوس هو خطوة مهمة لأنها تساعد الطفل على بناء القوة الأساسية في عضلات الظهر والبطن، ما يسهل عليه التحرك لاحقاً.

1.3 الزحف

الزحف أو الزحف على البطن هو المرحلة التي يليها الجلوس، حيث يبدأ الطفل في استخدام يديه وركبتيه للحركة، وهذا يساعده في تنسيق حركة اليدين والقدمين. الزحف يعد مهارة أساسية تحضر الطفل للمشي لأنه يعزز التوازن والقدرة على التحرك عبر المسافات.

1.4 الوقوف والدعامة

بعد أن يبدأ الطفل في الزحف، يبدأ في محاولة الوقوف وهو يتكئ على الأثاث أو على يدي الوالدين. هذه المرحلة تمثل بداية القدرة على تحمل الوزن والتوازن.

1.5 المشي الأول

في النهاية، بعد أن يكتسب الطفل قوة في عضلات ساقيه وتوازنه، يبدأ في السير بشكل غير ثابت. في البداية، سيكون الطفل بحاجة إلى الدعم، سواء عبر أيدينا أو عن طريق المساعدة باستخدام أدوات مثل العربات الصغيرة.

2. العوامل التي تؤثر في تعلم الطفل المشي

2.1 الوقت المناسب

يبدأ معظم الأطفال في المشي في مرحلة ما بين 9 إلى 18 شهراً، ولكن هذا يختلف من طفل لآخر. بعض الأطفال يبدؤون المشي في وقت مبكر بينما يقرر آخرون تأخير ذلك قليلاً. ليس من الضروري أن يكون هناك ضغط على الطفل ليبدأ المشي في وقت معين.

2.2 القوة العضلية والتوازن

القدرة على المشي تتطلب من الطفل أن يكون قد طور القوة في عضلات ساقيه وظهره، بالإضافة إلى تطوير توازن الجسم. يمكن للأنشطة اليومية مثل اللعب والزحف أن تساهم بشكل كبير في تقوية هذه العضلات.

2.3 البيئة المحيطة

البيئة التي ينمو فيها الطفل تلعب دوراً مهماً في تشجيع تعلم المشي. إذا كانت البيئة آمنة ومشجعة على الحركة، سيكون الطفل أكثر استعداداً لاستكشاف هذه المهارة. من المهم أن تتوفر للطفل مساحات واسعة وآمنة للمشي والمغامرة.

2.4 التحفيز والإشراف

تشجيع الطفل على التحرك واللعب يعزز من تطوير مهاراته الحركية. من خلال تحفيزه بالتشجيع الكلامي والبدني، يمكن للطفل أن يشعر بالثقة والقدرة على مواجهة التحديات الجديدة. ولكن يجب أن يكون الإشراف دائماً على تحركاته لتجنب المخاطر.

3. نصائح عملية لتعليم الطفل المشي

3.1 التشجيع على الزحف واللعب الحر

الزحف واللعب الحر يساعدان الطفل على تحسين التنسيق بين اليدين والقدمين، مما يجعله أكثر استعداداً للمشي. من الأفضل أن يترك الطفل في وضعية مريحة تمكنه من الزحف بحرية. لا ينبغي للأهل أن يقيدوا حركة الطفل في هذا العمر، بل يجب السماح له بالاستكشاف.

3.2 استخدام الألعاب والأنشطة المحفزة

هناك العديد من الألعاب التي تحفز الطفل على الحركة مثل الدمى المتحركة والعربات التي يمكن دفعها. تساهم هذه الألعاب في تقوية العضلات وتحفيز الطفل على الوقوف والمشي. من المفيد أيضاً وضع الألعاب في أماكن بعيدة قليلاً عن متناول اليد لتحفيز الطفل على التحرك نحوها.

3.3 تشجيع الطفل على الوقوف بشكل مستقل

من المهم تشجيع الطفل على الوقوف دون الاعتماد على الأثاث أو اليدين. يمكن تحقيق ذلك من خلال مساعدة الطفل في تثبيت نفسه لبضع ثوانٍ ثم تشجيعه على التقدم خطوة بخطوة. هذه التدريبات تساهم في بناء القوة اللازمة لمهارة المشي.

3.4 توفير بيئة آمنة للمشي

قبل أن يبدأ الطفل في المشي بشكل مستقل، تأكد من أن البيئة المحيطة به آمنة. يجب إزالة أي مواد قابلة للسقوط أو أي أشياء قد تشكل خطراً على الطفل أثناء تعلمه المشي. إذا كانت الأرضية غير مستوية أو مغطاة بسجاد غير ثابت، يمكن أن تعرض الطفل لخطر السقوط.

3.5 الوقوف بجانب الطفل لتقديم الدعم

في البداية، سيكون الطفل بحاجة إلى دعم إضافي. يمكن للأهل الوقوف بالقرب من الطفل وتوجيهه أثناء محاولاته للوقوف أو المشي. الدعم العاطفي والبدني في هذه المرحلة ضروري لزيادة شعور الطفل بالأمان والثقة.

3.6 تشجيع المشي بدون أحذية في البداية

من الأفضل للطفل أن يمشي دون أحذية في المراحل الأولى من تعلم المشي. هذا يساعده على الشعور بالأرض والتوازن بشكل أفضل. يفضل ارتداء الطفل لأحذية خفيفة وقابلة للثني عندما يبدأ في المشي لمسافات أطول لتوفير الراحة وحماية القدمين.

3.7 الصبر والتشجيع المستمر

يحتاج الطفل إلى وقت وممارسة حتى يتقن المشي بشكل كامل. من المهم أن يتسم الأهل بالصبر وألا يشعروا بالإحباط إذا استغرق الأمر وقتاً أطول من المتوقع. التشجيع المستمر هو الأساس في هذه المرحلة، لأنه يحفز الطفل على الاستمرار في المحاولة.

4. أخطاء يجب تجنبها أثناء تعلم الطفل المشي

4.1 الضغط على الطفل

من غير المجدي فرض المشي على الطفل قبل أن يكون جاهزاً لذلك. يجب أن يتعلم الطفل المشي في وقته الخاص بناءً على تطوره الجسدي والنفسي.

4.2 استخدام الحمالات أو العكازات

على الرغم من أن البعض قد يستخدم الحمالات أو العكازات لمساعدة الطفل على المشي، إلا أنها قد تكون ضارة لأنها تمنع الطفل من ممارسة المهارات الحركية بشكل طبيعي، وبالتالي تأخير تطوره الحركي.

4.3 إهمال متابعة الطبيب

إذا لاحظت تأخراً ملحوظاً في تعلم الطفل المشي، أو إذا كانت هناك أي مشاكل صحية قد تؤثر على قدرته على المشي، فإنه من الضروري استشارة الطبيب للتأكد من عدم وجود أي مشاكل عضوية أو عصبية قد تعرقل هذه العملية.

5. متى يجب القلق؟

على الرغم من أن معظم الأطفال يبدأون في المشي بين 9 إلى 18 شهراً، إلا أن بعض الأطفال قد يتأخرون عن ذلك. إذا كان طفلك لا يظهر أي اهتمام بالوقوف أو المشي بعد بلوغه 18 شهراً، من الأفضل استشارة طبيب متخصص للتحقق من وجود أي مشاكل صحية أو تطورية.

6. الخلاصة

تعلم الطفل المشي هو رحلة تطورية مليئة بالتحديات والفرح. من خلال توفير بيئة آمنة، تحفيز الطفل بشكل مستمر، والتأكد من أنه يمارس الحركة بطريقة طبيعية، يمكن لكل طفل أن يتعلم المشي في الوقت المناسب له. تذكر دائماً أن كل طفل لديه وتيرته الخاصة في النمو، والأهم هو دعم الأهل وتعزيز ثقة الطفل في نفسه خلال هذه المرحلة الهامة من حياته.