ببغاء الدرة: معلومات شاملة وطويلة عن أحد أجمل أنواع الببغاوات الصغيرة

يُعتبر ببغاء الدرة من أشهر أنواع الببغاوات الصغيرة المنتشرة في مختلف أنحاء العالم، وهو من الطيور التي تتمتع بشعبية كبيرة كطيور زينة في المنازل بسبب ألوانه الزاهية وطبيعته الاجتماعية الودودة. ينتمي ببغاء الدرة إلى عائلة الطيور ذات المنقار المعقوف، ويتصف بحجمه الصغير نسبياً، وشكله المميز، وأسلوب حياته الاجتماعي الذي يجعله محط اهتمام مربي الطيور وعشاق الطيور بشكل عام.

التصنيف العلمي والموطن الأصلي

ينتمي ببغاء الدرة إلى جنس Melopsittacus، والاسم العلمي له هو Melopsittacus undulatus. يُعرف شعبياً بببغاء الدرة أو ببغاء الروزيللا. أصله أسترالي، حيث ينتشر في المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية، وغالباً ما يُلاحظ في مناطق السهول العشبية المفتوحة والمناطق القريبة من الأنهار، وهذا يرجع إلى حاجته الدائمة للماء والظل.

تعيش ببغاوات الدرة في جماعات كبيرة أو أسراب، وهو ما يعكس طبيعتها الاجتماعية القوية وحاجتها للتفاعل مع أفراد نوعها للحفاظ على توازن نفسي وجسدي.

الوصف الخارجي والخصائص الشكلية

يبلغ طول ببغاء الدرة حوالي 18 سم، وهو صغير الحجم مقارنة ببعض أنواع الببغاوات الأخرى. يتسم ريشه بألوان زاهية ومتدرجة ما بين الأخضر، الأصفر، الأزرق، الأبيض، والأسود، حسب السلالة. يُعتبر اللون الأخضر الطبيعي أو البري هو الأكثر شيوعاً، حيث يغطي الجسم مع علامات من النقاط السوداء المتقنة على الجناحين والصدر.

ألوان الريش وأنواع السلالات

• السلالة الخضراء البرية: أكثر السلالات شيوعاً في البرية، وتتميز بلون أخضر فاتح مع بقع سوداء على الأجنحة وخطوط رأسية على العنق.

• السلالة الزرقاء: تتميز باللون الأزرق الفاتح أو الغامق مع بقع بيضاء على الوجه وبعض المناطق الأخرى.

• السلالة البيضاء: ريشتها أبيض بالكامل مع بعض اللمسات الخفيفة من اللون الرمادي أو الأزرق الفاتح.

• سلالات أخرى: تشمل ألوانًا مثل الأصفر والأرجواني والتدرجات المختلفة الناتجة عن التربية الانتقائية.

تعد التشكيلة اللونية لببغاء الدرة واحدة من أكثر الميزات جاذبية له، فهي ليست فقط جميلة، بل تساعده على التمويه في بيئته الطبيعية، خصوصًا في المناطق ذات النباتات الخضراء.

الرأس والعينين

لدى ببغاء الدرة رأس صغير ومنحني مع عينين لامعتين دائرتين تعكسان حيوية الطائر وذكاءه. تختلف ألوان العين حسب السلالة والعمر، حيث تميل عيون البالغين إلى اللون الأسود أو الداكن، بينما تمتلك الطيور الصغيرة عيوناً رمادية أو بلون بني.

المنقار

المنقار صغير الحجم، معقوف من النوع الذي يساعده على كسر البذور وأكلها بسهولة. يتلون باللون الأبيض أو القرنفلي بحسب الحالة الصحية والعمر.

السلوك وطبيعة الحياة

تتسم ببغاوات الدرة بطبيعتها الاجتماعية للغاية، فهي طيور تحب العيش ضمن جماعات وتحتاج إلى تواصل مستمر مع أقرانها أو مع الإنسان عند تربيتها في الأسر. في البرية، تعتمد على الحركات الجماعية والحفاظ على تواصل دائم داخل السرب، وهذا السلوك يحميها من المخاطر ويعزز فرص بقائها.

الصوت والتواصل

يمتلك ببغاء الدرة صوتًا عاليًا ومتنوعًا، يشمل الصفير، الزقزقة، والتغريد الذي يستخدمه للتواصل مع أقرانه، وجذب الانتباه، أو التعبير عن الحالة المزاجية. يمكن لبعض السلالات، خاصة عند تربيتها في الأسر، أن تتعلم تقليد بعض الأصوات والكلمات البسيطة، وهذا ما يزيد من شعبيتها كطيور أليفة.

الذكاء والتفاعل

يعد ببغاء الدرة من الطيور الذكية نسبياً، قادر على تعلم بعض الحيل والمهارات التي تعزز التفاعل مع المربي. يحتاج إلى تحفيز عقلي مستمر من خلال الألعاب والتدريب، حيث إن الملل قد يؤدي إلى مشكلات سلوكية مثل النقر على الريش أو الصراخ المستمر.

التغذية والعناية الصحية

النظام الغذائي

في البرية، يعتمد ببغاء الدرة بشكل رئيسي على الحبوب والبذور، بالإضافة إلى الأعشاب والنباتات البرية التي توفر له الفيتامينات والمعادن الضرورية. في الأسر، يجب توفير خليط متوازن من الحبوب، بالإضافة إلى الخضروات والفواكه الطازجة، مثل الجزر، السبانخ، التفاح، والكمثرى.

ينصح بإضافة مكملات غذائية تحتوي على الكالسيوم وفيتامينات أخرى لتعزيز صحة العظام والريش، كما يجب توفير ماء نظيف وعذب باستمرار.

العناية الصحية

رغم أن ببغاء الدرة من الطيور القوية نسبياً، إلا أنه يمكن أن يتعرض لبعض الأمراض الشائعة مثل أمراض الجهاز التنفسي، العدوى الطفيلية، أو أمراض الجهاز الهضمي. من الضروري مراقبة أي تغييرات في سلوك الطائر أو مظهره الخارجي، مثل فقدان الشهية، ضعف الريش، أو تغيرات في الصوت.

ينبغي أيضاً الحفاظ على نظافة القفص والبيئة المحيطة به لمنع تراكم الجراثيم والبكتيريا التي قد تؤدي إلى أمراض. التهوية الجيدة والإضاءة المناسبة تسهم أيضاً في الحفاظ على صحة الطائر.

التكاثر والتوالد

يبدأ ببغاء الدرة في التزاوج عادة عندما يصل إلى عمر 6 إلى 12 شهراً. يمكن أن يحدث التزاوج داخل الأقفاص المخصصة مع توفير صندوق تعشيش مناسب يحتوي على مواد لينة كالأخشاب الصغيرة والقش.

فترة الحضانة

تضع الأنثى ما بين 4 إلى 6 بيضات، ويستمر فقسها لمدة تتراوح بين 18 إلى 21 يوماً. بعد الفقس، تقوم الأم والذكر معاً بإطعام الصغار حتى يصبحوا قادرين على الاعتماد على أنفسهم، ويبدأون في التعلم على الطيران والتغذية الذاتية خلال الأسابيع التالية.

تتطلب فترة التربية عناية خاصة لتجنب تعرض الصغار للأمراض وضمان توفير تغذية غنية ومتوازنة.

التربية في الأسر: تحديات ونصائح

تربية ببغاء الدرة في المنزل تعتبر هواية شائعة، لكنها تحتاج إلى معرفة ووعي كاملين باحتياجات الطائر، سواء من ناحية البيئة، الغذاء، أو التفاعل الاجتماعي.

اختيار القفص المناسب

يجب اختيار قفص واسع يوفر مساحة كافية للطيران والحركة، مع قضبان أفقية لتسهيل التسلق. يُفضل أن يكون القفص مصنوعًا من مواد مقاومة للصدأ وسهلة التنظيف.

البيئة المناسبة

يفضل وضع القفص في مكان هادئ بعيداً عن التيارات الهوائية المباشرة وأشعة الشمس القوية، مع ضمان درجة حرارة معتدلة تتراوح بين 18 إلى 25 درجة مئوية.

التفاعل والتحفيز

ينبغي تخصيص وقت يومي للتفاعل مع الطائر، سواء عبر الحديث، تقديم الألعاب، أو التدريب على الحيل البسيطة. وجود طائر آخر في نفس القفص قد يقلل من شعور الوحدة، لكن ذلك يتطلب أيضاً مراقبة سلوكهما لتجنب الصراعات.

تأثير ببغاء الدرة على الإنسان والبيئة

بجانب قيمته كطيور زينة، يسهم ببغاء الدرة في الثقافة البشرية والتربية الحيوانية، حيث يعتبر من الطيور التي تسهل عملية تعليم الأطفال قيم العناية بالحيوانات، المسؤولية، والتواصل.

في البيئة الطبيعية، يلعب ببغاء الدرة دورًا مهمًا في النظام البيئي، إذ يساعد في نشر البذور والنباتات، مما يسهم في الحفاظ على التوازن البيئي في مناطق استيطانه.

جدول توضيحي لأهم مواصفات ببغاء الدرة

خاتمة علمية

يمثل ببغاء الدرة نموذجًا فريدًا للطيور الصغيرة التي تجمع بين الجمال الطبيعي، الذكاء، والقدرة على التكيف في بيئات مختلفة. نجاح تربيته يعتمد بشكل كبير على فهم احتياجاته البيئية والغذائية والاجتماعية، الأمر الذي يعزز من دوره كأحد أفضل أنواع الطيور الأليفة في المنازل حول العالم. دراسة طبيعة هذا الطائر تفتح آفاقاً واسعة لفهم سلوك الطيور الاجتماعية وأهمية المحافظة على التنوع البيولوجي في البيئات التي يعيش فيها.

المراجع:

1. Forshaw, J. M. (2010). Parrots of the World. Princeton University Press.

2. Juniper, T., & Parr, M. (1998). Parrots: A Guide to Parrots of the World. Yale University Press.