طريقة تبييض الأسنان بالفحم: دليل شامل ومفصل

تُعدّ مشكلة اصفرار الأسنان من أكثر المشكلات التجميلية التي تؤرق الكثير من الناس حول العالم، لما لها من تأثير مباشر على مظهر الابتسامة والثقة بالنفس. ومع تطور طرق العناية بالأسنان وظهور منتجات طبيعية بديلة عن الكيميائية، برز الفحم النباتي كواحد من أكثر المواد الطبيعية شيوعاً في مجال تبييض الأسنان وتنظيفها. في هذا المقال، سيتم التطرق إلى تفاصيل استخدام الفحم لتبييض الأسنان، فوائده، آليته، الطرق الصحيحة لاستعماله، بالإضافة إلى أهم التحذيرات والنصائح للحفاظ على صحة الفم والأسنان.

1. الفحم النباتي ومكوناته

الفحم النباتي هو مادة سوداء داكنة يتم الحصول عليها من احتراق المواد النباتية مثل قشور جوز الهند، أو الخشب، أو بعض أنواع النباتات الأخرى في درجات حرارة عالية مع انخفاض نسبة الأكسجين لمنع الاحتراق الكامل. ينتج عن هذا الاحتراق مادة غنية بالمسام الدقيقة التي تعطي الفحم خواص امتصاصية قوية، مما يجعله فعالاً في امتصاص الشوائب والسموم والمواد الضارة.

من أهم المكونات في الفحم النباتي:

• الكربون المنشط (Activated Carbon): يتميز بقدرته الفائقة على امتصاص المواد الكيميائية، البكتيريا، والروائح الكريهة.

• الأسطح المسامية: تساعد في التقاط البقع واللويحات المتراكمة على الأسنان.

• مواد طبيعية خالية من المواد الكيميائية الصناعية.

2. آلية عمل الفحم في تبييض الأسنان

يتم تبييض الأسنان بالفحم عن طريق استخدام الكربون المنشط لإزالة البقع السطحية واللويحات التي تتراكم على الأسنان بسبب تناول المشروبات الملونة مثل الشاي والقهوة، التدخين، أو سوء نظافة الفم. يلتصق الفحم بالأسطح الخارجية للأسنان ويعمل على امتصاص الصبغات والبقع السطحية عن طريق المسام الدقيقة فيه.

لا يعمل الفحم على تغيير لون الأسنان من الداخل (الطبقة العميقة) وإنما فقط يزيل التغيرات السطحية، لذلك لا يمكن اعتباره بديلاً لعلاجات التبييض الطبية التي تعتمد على مواد مؤكسدة كالهيدروجين بيروكسايد.

3. طرق استخدام الفحم لتبييض الأسنان

يمكن استخدام الفحم في تبييض الأسنان بطرق متنوعة، منها الفحم المطحون النقي، أو معجون الأسنان الذي يحتوي على الفحم، أو خلط الفحم مع مواد أخرى طبيعية. فيما يلي أبرز الطرق:

3.1 استخدام الفحم النباتي المطحون

• يُبلل فرشاة الأسنان بالماء.

• يُغمَس طرف الفرشاة في مسحوق الفحم النباتي النقي.

• تُفرش الأسنان بلطف بحركات دائرية لمدة 2-3 دقائق.

• تُشطف الفم جيداً بالماء حتى إزالة كل بقايا الفحم.

• يُستخدم الفحم مرة إلى مرتين أسبوعياً للحفاظ على النتائج وتجنب الإضرار بالطبقة الواقية للأسنان.

3.2 معجون الأسنان المحتوي على الفحم

يوجد في الأسواق أنواع متعددة من معاجين الأسنان التي تحتوي على الفحم النشط، وتستخدم بنفس طريقة معجون الأسنان التقليدي، وهي أسهل وأكثر أماناً من استخدام الفحم الخام حيث تكون نسبة الكربون مضبوطة ومضاف إليها مكونات موازنة لحماية الأسنان.

3.3 مزيج الفحم مع مواد طبيعية أخرى

يمكن مزج مسحوق الفحم مع مواد مثل زيت جوز الهند، أو بيكربونات الصودا، أو الماء لتحضير خليط منزلي لتبييض الأسنان، حيث يساعد زيت جوز الهند على تقليل البكتيريا وتهدئة اللثة، بينما تعمل بيكربونات الصودا على تعزيز تأثير التبييض.

4. فوائد تبييض الأسنان بالفحم

• إزالة البقع السطحية: الفحم فعال في التخلص من البقع الناتجة عن القهوة، الشاي، التبغ، وبعض الأطعمة الملونة.

• تقليل رائحة الفم الكريهة: يعمل الفحم على امتصاص الجزيئات المسؤولة عن الروائح الكريهة.

• تطهير الفم: بفضل خصائصه المضادة للبكتيريا، يساهم الفحم في تقليل تكاثر البكتيريا الضارة.

• منتج طبيعي وآمن: مقارنة بمواد التبييض الكيميائية التي قد تسبب حساسية أو تآكل الأسنان، الفحم الطبيعي أقل ضرراً عند الاستخدام المعتدل.

• تكلفة منخفضة: يمكن تحضير الفحم المطحون منزلياً أو شراء منتجات الفحم بأسعار مناسبة مقارنة بعمليات التبييض الطبي المكلفة.

5. تحذيرات ومخاطر استخدام الفحم لتبييض الأسنان

رغم الفوائد العديدة للفحم، إلا أن الاستخدام غير الصحيح أو المفرط قد يؤدي إلى مشاكل صحية:

• تآكل المينا: الكربون المنشط له طبيعة كاشطة، فإذا استُعمل بشكل مفرط وبقوة قد يؤدي إلى تلف مينا الأسنان، مما يزيد حساسية الأسنان ويجعلها أكثر عرضة للتسوس.

• تأثير محدود على التبييض: الفحم ينظف البقع السطحية فقط، ولا يمكنه تبييض الأسنان ذات اللون الداكن أو المتغير من الداخل.

• عدم ملائمة لبعض الحالات: الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في اللثة أو الأسنان الحساسة يجب استشارة طبيب الأسنان قبل استخدام الفحم.

• بقايا الفحم: قد تترك بعض بقايا الفحم السوداء بين الأسنان أو على اللثة إذا لم يُشطف الفم جيداً، مما يسبب مظهراً غير مرغوب فيه مؤقتاً.

• عدم وجود دراسات طويلة الأمد: لا توجد أبحاث كافية حول تأثير الاستخدام طويل الأمد للفحم على صحة الأسنان، مما يفرض الحذر في الاعتماد الكامل عليه كوسيلة دائمة للتبييض.

6. جدول مقارنة بين الفحم وطرق تبييض الأسنان الأخرى

7. نصائح للحفاظ على بياض الأسنان وصحة الفم

• تنظيف الأسنان مرتين يومياً: باستخدام معجون يحتوي على الفلورايد للمساعدة في تقوية المينا.

• تجنب الأطعمة والمشروبات الملونة: مثل القهوة، الشاي، النبيذ الأحمر، والمشروبات الغازية الملونة.

• التقليل من التدخين: لما له من أثر سلبي مباشر على لون الأسنان وصحة اللثة.

• زيارة طبيب الأسنان بانتظام: للكشف المبكر وتنظيف الأسنان من الجير والبقع العميقة.

• استخدام خيط الأسنان: لإزالة بقايا الطعام واللويحات بين الأسنان.

• استخدام الفحم بشكل معتدل: وعدم الاعتماد عليه بشكل يومي أو مفرط للحفاظ على طبقة المينا.

8. الخلاصة

يُعتبر الفحم النباتي خياراً طبيعياً وآمناً نسبيًا لتبييض الأسنان وإزالة البقع السطحية، مع فوائده في تحسين رائحة الفم وتقليل تراكم البكتيريا. لكن ينبغي استخدامه بحذر لتجنب تآكل المينا، ويجب عدم اعتباره بديلاً للعلاجات الطبية التجميلية المتقدمة التي تعالج تغيرات لون الأسنان العميقة. يفضل دمج استخدام الفحم مع نظام عناية صحي متكامل للفم والأسنان لتحقيق أفضل النتائج مع الحفاظ على صحة الأسنان طويلة الأمد.

المصادر

• Mayo Clinic. (2021). Teeth Whitening: How It Works and What to Expect.

• American Dental Association (ADA). (2020). Charcoal and Teeth Whitening: What You Need to Know.