في القتال الأول على مدريد الذي وقع في عام 1936 خلال الحرب الأهلية الإسبانية، والذي يُعرف أيضًا باسم الحرب الأهلية الإسبانية، شهدت العاصمة الإسبانية مدريد معركة مفصلية تمثلت في صراع دامٍ بين القوات الجمهورية الإسبانية والقوات الوطنية الفاشية. بموقعها الحيوي والاستراتيجي كعاصمة لإسبانيا، كانت مدريد محط اهتمام كبير خلال هذه الفترة المضطربة من تاريخ إسبانيا.
بدأ الصراع في صيف عام 1936 واستمر لعدة أشهر، وقد تميز بمواجهات عنيفة ومعارك طاحنة على جميع الجبهات، حيث شهدت شوارع المدينة وأحياؤها المتشتتة معارك شرسة وحشودًا متنافسة تصارعت من أجل السيطرة على العاصمة وبالتالي على مصير الحرب نفسها.
تجسدت القوات المشاركة في هذه المعركة بشكل رئيسي في الجيشين الإسبانيين: الجيش الجمهوري الذي كان يدافع عن النظام الديمقراطي والحكومة الشرعية، والقوات الوطنية التي كانت تتبنى الفكر الفاشي وتسعى للانقلاب على النظام القائم وإقامة حكم استبدادي. تصاعدت حدة الصراع على مدريد بين القوتين المتنافستين، وبلغت ذروتها في معارك عنيفة تركت آثارًا مدمرة على المدينة وسكانها.
في نهاية المعركة، تمكنت القوات الجمهورية الإسبانية من صدها هجوم القوات الوطنية والدفاع بنجاح عن مدريد، مما أدى إلى تعزيز موقعها الاستراتيجي وتحقيق فوز استراتيجي هام في ساحة المعركة. وبهذا الفوز، أضافت القوات الجمهورية نقطة قوة إلى جانبها وزادت من عزيمتها وتصميمها على مواصلة المقاومة ضد القوى الفاشية.
تاريخيًا، يعتبر انتصار الجمهوريين في معركة مدريد الأولى خطوة مهمة نحو الحفاظ على النظام الديمقراطي في إسبانيا ورفض الانقلاب الفاشي، ويعتبر تذكيرًا بشجاعة الشعب الإسباني في الدفاع عن قيم الحرية والعدالة.