في الصراع الذي وقع في مدينة مادورا عام 862م، ضمن ما يُعرف بحروب الأسر الهندية لاحقًا، تجلى نزاع مُحموم بين القوى المحلية والمشاركين الرئيسيين الذين كانوا ينتمون إلى سلالة بانديا في جنوب الهند. بدأ النزاع بمواجهة عسكرية محدودة تحولت بسرعة إلى موقف أكثر عنفًا وصراعًا شاملًا.
المعركة التي وقعت في مدينة مادورا، التي تقع في الهند، كانت لها أبعاد استراتيجية وتكتيكية هامة، حيث تواجهت قوات مختلفة تمثل المصالح المتنافسة في المنطقة. كانت المشاركون الرئيسيون في هذه المواجهة هم سريمارا من سلالة بانديا وأنصاره، والقوات المحلية الهندية، إضافة إلى تحالف من القوات المدعومة من مدينة مادورا نفسها.
تميزت المعركة بشراسة وعنف شديدين، حيث تبادلت الأطراف ضربات قوية في سبيل تحقيق الهدف المرجو. وبالرغم من أن المعركة كانت شرسة، فإن الفترة التي تلتها شهدت أحداثًا مروعة أكثر، حيث انتهت المعركة بمجازر واسعة النطاق في المدينة. وترتب على ذلك تغييرات جذرية في التوازنات السياسية والعسكرية في المنطقة.
في نهاية المطاف، تم تحديد الفائزين والخاسرين في هذا الصراع، حيث أظهرت السجلات أن سيسلاند والأمير المتمرد فاراجونا من سلالة بانديا نجحا في الظفر بالنصر. بينما تكبدت سلالة بانديا خسائر فادحة في هذا الصراع، ولم يتم الإشارة بشكل دقيق إلى المشاركين الفرديين في الصراع أو مقياس القتالية الذي تم تحديده بموجبه.
يتجلى من خلال هذه الأحداث الدموية العديد من الدروس التاريخية حول طبيعة الصراعات الداخلية في الهند القديمة وتأثيرها على التوازنات السياسية والاجتماعية في الإقليم. كما تبرز أهمية العوامل المحلية والقبلية في تحديد مسارات النزاعات ونتائجها، وتأثيرها العميق على البنية السياسية للمنطقة في الفترة الزمنية المحددة.