في عام 1124، شهدت معركة حاسمة في مدينة صور (التي تقع في الوقت الحالي في لبنان)، والتي جرت ضمن سياق الصراعات الشهيرة بين الصليبيين والمسلمين في فترة الحروب الصليبية. تلك السنة شهدت تحولات هامة في مسار الصراع، حيث شارك فيها عدة فرق وجهات مختلفة، مما جعلها تتميز بالتعقيد والأهمية الكبيرة في تاريخ المنطقة.
بدأت المعركة بتجمع قوات متعددة من المشاركين، حيث جمعت الصفوف الصليبية التي كانت تمثلها المملكة المسيحية في القدس بقيادة القائد جورموند، إلى جانب قوات مملكة القدس، بجانب تحالف البندقية البحرية القوية. ومن الجانب الآخر، انضمت إلى المعركة قوات المسلمين التي كانت تمثلها سلطنة السلاجقة.
وقد تميزت المعركة بمكانتها الاستراتيجية، إذ جرت في مدينة صور ومحيطها، مما جعلها تشمل مواجهات على الأرض وعلى البحر. وقد شهدت مواجهات عنيفة بين الجانبين، حيث استخدمت كل جهة كل قوتها ومهارتها في سبيل تحقيق النصر.
بعد معركة طويلة وشرسة، تمكن التحالف الصليبي بقيادة البندقية ومملكة القدس من تحقيق الانتصار في المعركة. وبالتالي، اعتبرت البندقية ومملكة القدس الفائزين في هذا الصراع، في حين انكسرت قوات سلطنة السلاجقة واعتبرت الخاسر في هذا الصراع الملحمي.
تُعتبر معركة صور عام 1124 واحدة من الفصول البارزة في تاريخ الحروب الصليبية، وتمثل نقطة تحول هامة في سير الصراعات بين الصليبيين والمسلمين في المنطقة، وتجسد تحالفات وصراعات القوى الإقليمية والدولية في ذلك الزمان.