معركة سيزيا التي وقعت في عام 1524 تمثل مفترقًا تاريخيًا في الصراعات العسكرية بين القوى الأوروبية في ذلك الوقت، حيث تمثلت فيها الصراعات بين الإمبراطورية الهابسبورغية وفرنسا، وذلك ضمن سياق الحروب الأولى بين عائلتي فالوا وهابسبورغ. وقد تمت هذه المعركة في إطار الصراع الدائم بين القوى الأوروبية على الهيمنة في شمال إيطاليا والسيطرة على الممتلكات والموارد في تلك المنطقة الاستراتيجية.
تمت المعركة على ضفاف نهر سيزيا في إيطاليا، حيث تصاعدت التوترات بين القوات الفرنسية وتحالف من القوى الإيطالية المحلية بقيادة ميلان والقوات الإسبانية التابعة للإمبراطورية الهابسبورغية، بما في ذلك قوات بيسكارا وروماغنانو. وقد كانت المعركة نتيجة مباشرة للتوترات السياسية والاقتتالات الدائمة بين القوى الأوروبية في ذلك الوقت، حيث كانت الأراضي الإيطالية تعتبر ميدانًا هامًا للصراعات الاستراتيجية والسياسية.
بينما كانت فرنسا تسعى لتوسيع نفوذها وسلطتها في إيطاليا، كانت الإمبراطورية الهابسبورغية تسعى للحفاظ على سيطرتها ومصالحها في المنطقة. وقد انتهت المعركة بانتصار الإمبراطورية الهابسبورغية، حيث نجحت في صد هجوم القوات الفرنسية وحلفائها وتحقيق السيطرة على الميدان، مما أدى إلى تأكيد نفوذها في شمال إيطاليا وتقويض محاولات فرنسا للتوسع في المنطقة.
تعد هذه المعركة نقطة تحول هامة في ديناميات السلطة في أوروبا خلال القرن السادس عشر، حيث أنها أسهمت في تعزيز نفوذ الإمبراطورية الهابسبورغية وتقويض مكانة فرنسا كقوة رائدة في القارة الأوروبية. وقد شكلت المعركة جزءًا من سلسلة من الصراعات الدائمة بين الدول الأوروبية على الهيمنة في المناطق الاستراتيجية، وهي مؤشر على التوترات والصراعات الدائمة التي عرفتها القارة الأوروبية في ذلك الوقت.