عام 1619، وسط ما يعرف بحرب فتح الصين من قبل الجيوش المنشوية، تأتي معركة سيانغيان (Siyanggiayan) كفصل هام في هذا الصراع التاريخي. إنها واحدة من سلسلة المعارك الحاسمة التي شهدتها الصين في هذه الفترة المضطربة من تاريخها، حيث كانت تحاول سيطرة القوى المنشوية الناشئة على سيطرة الإمبراطورية.
تقع معركة سيانغيان في منطقة تشيشوانغ بمقاطعة شنشي، بالقرب من حدود الصين الشمالية. وتشهد هذه المعركة المؤرخة بدقة تصاعد الصراع بين القوى المنشوية بقيادة نورهاتشي والإمبراطورية الصينية المينغ. بوصفها موقعًا استراتيجيًا يسيطر على الطرق التجارية الرئيسية والمنافذ الحدودية، فإن السيطرة على سيانغيان كانت تعني السيطرة على ممر حيوي يربط بين الشمال والجنوب الصينيين.
تكتسب هذه المعركة أهمية كبيرة بالنسبة للجيش المنشوي، حيث تمثل فرصة لتوسيع نطاق سيطرتهم وتعزيز نفوذهم على المناطق الجنوبية من الصين، وهو أمر استراتيجي بالغ الأهمية في خططهم لفتح الصين. وبالنظر إلى القوى المشاركة في المعركة، تتضح أبعادها الواسعة، إذ شاركت فيها قوات من الصين الإمبراطورية نفسها، جنبًا إلى جنب مع تحالف من قبائل منشوية مختلفة.
رغم الجهود البطولية التي بذلها جيش الإمبراطورية المينغ للدفاع عن مواقعهم، إلا أن القوات المنشوية بقيادة نورهاتشي كانت أكثر تنظيمًا واستعدادًا، مما منحها الميزة في المعركة. وبعد مواجهات عنيفة وصراعات مستمرة، نجحت قوات نورهاتشي في كسر خطوط الدفاع الصينية واستيلائها على منطقة سيانغيان.
إن فوز القوات المنشوية في معركة سيانغيان كان حاسمًا لمسار التاريخ الصيني، حيث فتح الباب أمامها للتقدم نحو الجنوب باتجاه العاصمة بكين وتوسيع نفوذها على مساحات أوسع من الإمبراطورية الصينية. وبالتالي، فإن هذه المعركة تُعتبر نقطة تحول رئيسية في صراع السيطرة على الصين، ومفتاحا لتأسيس الحكم المنشوي على هذه الأراضي التي استمرت لعقود قادمة.