في عام 1676، شهدت جزيرة سترومبولي في إيطاليا واحدة من الصراعات البحرية المهمة خلال الحرب الهولندية الثالثة، حيث تصادمت قوات متعددة المشاركين في مياه البحر الأبيض المتوسط. بينما كانت الحرب الهولندية الثالثة تتجدد بين مملكة فرنسا وجمهورية هولندا، شهدت جزيرة سترومبولي اصطدامًا بحريًا حيث تعاركت القوات الفرنسية والهولندية بشكل رئيسي.
بالرغم من التفاصيل المحدودة المتوفرة، إلا أن الصراع الذي جرى على هذه الجزيرة كان يشمل جيوشًا متعددة، حيث شارك فيها السكان المحليون السيسيليون بالإضافة إلى القوات الإسبانية والفرنسية وجزر ليباري والهولندية. كانت هذه المواجهة تجسدًا للصراع الدولي الذي كان يعم البحار والمحيطات في ذلك الوقت، حيث كانت الدول الكبرى تتنافس على الهيمنة البحرية والتأثير السياسي.
تعد جزيرة سترومبولي موقعًا استراتيجيًا هامًا في البحر الأبيض المتوسط، ولذلك فإن السيطرة عليها كانت ذات أهمية استراتيجية خاصة خلال فترة الحروب البحرية في القرن السابع عشر. ومن المعروف أن المياه المحيطة بالجزيرة كانت تشهد نشاطًا بحريًا مكثفًا خلال تلك الفترة، مما جعلها محط أنظار القوى البحرية الرئيسية.
رغم أن الفائز في هذا الصراع تم تصنيفه كتعادل، ولكن يظل من الواضح أن المواجهة كانت محتدمة وقد ترتب عليها تأثيرات طويلة الأمد على السياسة والأمن البحري في المنطقة. وبالرغم من أن النتيجة قد تكون مجرد تعادل في الأوراق، إلا أن الصراع قد يكون قد ترك آثارًا عميقة على العلاقات بين الدول المشاركة وعلى توازن القوى في المنطقة.
من الجدير بالذكر أن هذه المعارك البحرية لا تقتصر على الفعل المباشر في المياه، بل تتضمن أيضًا الأنشطة الاستخباراتية والحركات البحرية الاستباقية والحصار والمناورات البحرية، وكلها تساهم في تحديد مسار الصراع ونتائجه. وبهذا الصدد، فإن استخدام مصادر بديلة مثل كتاب “Clodfelter, Warfare and Armed Conflict” يساهم في إثراء فهمنا لتلك الفترة التاريخية المثيرة وتعقيداتها المتعددة.