في سجلات التاريخ المتعلقة بالمعارك القديمة، والتي تمثل بصورة ملحمية تطور الحضارات وتصاعد الصراعات، يبرز من بينها معركة رافينا التي دارت في إيطاليا خلال فترة بروز الحروب القوطية. وقد تمثلت هذه المعركة في الفترة الممتدة بين عامي 539 و 540، وهي جزء من مسلسل الصراعات الضارية التي شهدتها إيطاليا خلال الفترة الحرجة هذه، حيث تصارعت فيها قوى متعددة تمثلت في إمبراطورية البيزنطيين وقبائل القوط الشرقية، بقيادة الممالك الأوستروقطية.
تتمحور معركة رافينا حول مدينة رافينا الواقعة في إقليم إميليا-رومانيا في إيطاليا، والتي تقع على خطوط العرض 44.4183598 وخطوط الطول 12.2035294. كانت هذه المعركة جزءًا لا يتجزأ من الصراع الشامل المعروف باسم الحرب القوطية في إيطاليا، والتي امتدت لسنوات عدة واستمرت في إثارة الفوضى والتحديات للسلطات الرومانية والبيزنطية في المنطقة.
وفي هذا السياق، كانت القوى المتنافسة هي إيطاليا وروما من جانب واحد، والإمبراطورية البيزنطية وقبائل القوط الأوستروقطية من الجانب الآخر. كانت المعركة تتمحور حول السيطرة على المنطقة وتأمين المصالح الاستراتيجية والتكتيكية لكل من الطرفين.
ومن الجدير بالذكر أن النتيجة النهائية لهذه المعركة كانت لصالح البيزنطيين، حيث تمكنوا من هزيمة القوط الأوستروقطية، مما أضاف بعدًا جديدًا إلى توازن القوى في المنطقة وأعطى البيزنطيين ميزة استراتيجية هامة في الصراعات القادمة.
تُعتبر معارك مثل رافينا جزءًا من المسرح البرّي في هذه الحروب القديمة، حيث تم تحديد النتائج عبر الاشتباكات المباشرة بين الجيوش المتنافسة، وهو ما أضفى عليها بُعدًا استراتيجيًا وتكتيكيًا كبيرًا.
وبالرغم من أنه لم ترد معلومات محددة حول الحجم الدقيق للقوات المشاركة من كل طرف، إلا أن تأثير المعركة كان كبيرًا على التوازنات السياسية والعسكرية في المنطقة، وقد سجلت باسمها في سجلات التاريخ كواحدة من المحطات المهمة في سلسلة الأحداث التي مهدت الطريق لتطورات لاحقة في تاريخ إيطاليا والإمبراطورية البيزنطية والشرق الأوسط.