معركة تماي في عام 1884، والتي جرت في السودان، تُعتبر واحدة من الأحداث الهامة التي شهدتها حروب السودان البريطانية. بتوقيت ذلك الزمن، كانت السودان مكاناً لصراعات متعددة بين القوى المحلية والإمبراطوريات الأوروبية. وتأتي هذه المعركة في سياق معركة أوسع بين القوات البريطانية والمهدية في فترة ما بعد مواجهة جوردون في الخرطوم.
وفي تلك الفترة، كانت السودان تشهد صعوداً للحركة المهدية، التي قادها الخليفة عبد الله المهدي، وكان لديها تأثير كبير في جذب المتدينين والمقاتلين لصفوفها. وكانت تماي معركة حاسمة ضمن هذا الصراع.
بعد أن تم تحديد الموقع الاستراتيجي لتماي، الذي كان يعتبر مهماً لسيطرة المهديين على المنطقة، قررت القوات البريطانية بقيادة جنرال غراهام التقدم نحو المنطقة للتصدي للقوات المهدية. وكانت القوات البريطانية مدعومة بحلفائهم من قبيلة توكار وقوات من القاهرة.
بدأت المعركة بتقدم القوات البريطانية نحو مواقع المهدية بعد سلسلة من التخطيطات العسكرية المستفيضة. وقد تمكنت القوات البريطانية من تحقيق تقدم ملموس على الأرض، ولكن واجهت مقاومة شرسة من القوات المهدية المتمركزة في تماي.
وعلى الرغم من الصعوبات التي واجهتها، نجحت القوات البريطانية في السيطرة على الموقع بعد مواجهات عنيفة. وقد شكلت هذه المعركة نقطة تحول في سيطرة البريطانيين على المنطقة وتقدمهم نحو تحقيق أهدافهم في السودان.
وبفضل استراتيجية جيدة وتنفيذ فعال للخطط العسكرية، نجحت المملكة المتحدة في الفوز في هذه المعركة الهامة. وبالتالي، فقد أدت معركة تماي إلى تعزيز سيطرة البريطانيين على السودان وإضعاف قوة المهدية في المنطقة.
بالإضافة إلى ذلك، يُذكر أن تماي لم تشهد مجازر بشرية كبيرة، وهو ما يميزها عن بعض المعارك الأخرى في تلك الفترة التي شهدت مستويات عالية من العنف والدمار.
وتعتبر معركة تماي مثالاً بارزاً على كيفية استخدام العمليات العسكرية الجيدة والتخطيط الاستراتيجي في تحقيق الأهداف العسكرية، وتأكيد سيطرة القوات البريطانية على الأراضي التي كانت تخضع لنفوذ المهدية في تلك الفترة.