عام 1859، في إطار الحرب الإيطالية الثانية للإستقلال، وقعت معركة تري بونتي (Tre Ponti)، التي تعد من بين الصراعات التي شهدتها تلك الفترة المضطربة في تاريخ إيطاليا. هذه المعركة التي جرت في الأراضي الإيطالية، بالتحديد في منطقة تري بونتي في إيطاليا، كانت موقعًا لصراع ملحمي بين القوات الإيطالية بقيادة غاريبالدي والقوات النمساوية بقيادة الإمبراطورية النمساوية المجرية (الهابسبورغ).
تمثلت المعركة في مواجهة مسلحة بين القوات الإيطالية والقوات النمساوية على ضفاف نهر فينتو في إيطاليا. وقد شهدت هذه المعركة مشاركة قوات متعددة من الجانبين؛ حيث تجمعت القوات الإيطالية من مناطق مختلفة مثل فاريزي وسان فيرمو تحت قيادة غاريبالدي، في حين تمثلت القوات النمساوية في قوات لوناتو بقيادة النمساويين.
رغم أن التاريخ لم يسجل تفاصيل دقيقة حول عدد القوات المشاركة والتكتيكات المستخدمة، إلا أن الصراع كان طويلًا ومريرًا. فقد شهدت المعركة تناوبًا في المواقع المحتلة والهجمات المتبادلة بين الجانبين، حيث كانت الأراضي القريبة من نهر فينتو تشهد تقاتل شرسًا.
بالرغم من شجاعة وإصرار القوات الإيطالية بقيادة غاريبالدي، إلا أن القوات النمساوية نجحت في تحقيق الفوز في المعركة. وبذلك، أصبحت الإمبراطورية النمساوية المجرية (الهابسبورغ) هي الفائزة في هذا الصراع، بينما خسرت قوات غاريبالدي المعروفة بـ “القمصان الحمر” (Garibaldi’s Redshirts) الذين كانوا يشكلون قوة فعالة في صفوف المقاتلين الإيطاليين.
تعتبر معركة تري بونتي من الفصول البارزة في تاريخ الحرب الإيطالية الثانية للإستقلال، حيث أنها شكلت نقطة تحول مهمة في المسار العسكري والسياسي للصراع، وساهمت في تعزيز موقف النمساويين في المنطقة وتأثيرها على الأحداث اللاحقة في الصراع.
ومع أن التفاصيل الدقيقة قد تكون قد فقدت في أعماق التاريخ، إلا أن معركة تري بونتي تبقى محط أهتمام لدى المؤرخين والمهتمين بدراسة تاريخ إيطاليا والنضالات الوطنية في تلك الفترة الحرجة من تاريخ البلاد.