في العام 1904، اشتعلت نيران الصراع في أرجاء إليج، معركة حاسمة تدرجت ضمن أحداث الحروب الجنوبية المجنونة، وهي سلسلة صراعات تاريخية ألقت بظلالها على ساحة المعارك والتضاريس الوعرة. كما جرت العادة في تلك الفترة الزمنية المحورية، كانت هناك قضايا حساسة ومشكلات دولية ترتبط بالمواجهة الحامية هذه.
سجلت إليج، الواقعة في السودان بتحديد، إحدى المعارك الرئيسية في إطار صراعات حروب ملاحم الجنوب. وقد انطلقت هذه الصراعات في زمن تعاقبت فيه القوى الاستعمارية والدول المستقلة على خشبة المسرح الإقليمية. امتزجت فيها أصوات البنادق وهدير البحار، وجعلت من الأرض المتنازع عليها ساحة لصراعات الإمبراطوريات والتحالفات الإقليمية.
كانت إليج مسرحًا لتصاعد الأحداث، حيث اندلعت معركة ملحمية عام 1904. شهدت هذه اللحظة الفارقة تواجهًا متوترًا بين مشاركين متعددين، حيث تصارعت قوات بريطانيا وإيطاليا. كانت هناك قوى ثالثة تضاف إلى المعادلة، تحمل في طياتها مشهداً معقداً للغاية، وهي القوى الإسلامية الصومالية. تشكل هذه القوى الإسلامية مكوناً حيوياً في تفاعلات النزاع، حيث بُسطت قدراتها على التأثير في الأوضاع الجارية.
تمت الاستعانة بالقوات البريطانية، التي تمتلك خبرة وقدرات فائقة في الأمور العسكرية، وكانت تتمتع بتكنولوجيا متقدمة للعصر، لتشكيل الجبهة الأولى في هذه المعركة الطاحنة. وجدت نفسها في مواجهة تحديات لم تكن تستهدف فقط القوات البريطانية، بل كانت تتخطى ذلك لتستهدف النظام الإمبراطوري بأكمله.
في هذا السياق، اتخذت القوات الإسلامية الصومالية من إليج خطوة استراتيجية جريئة، حيث نظمت صفوفها لمواجهة التحديات الهائلة التي طرأت على الساحة. تراوحت المعركة بين البري والبحر، حيث تداخلت استراتيجيات المشاركين في محاولة لفرض تأثيرهم وتحقيق أهدافهم الإقليمية والاستعمارية.
وفي نهاية اليوم، كان لا بد من الفائز والخاسر، وكما يروى التاريخ، تألقت المملكة المتحدة بلقب الفائز، فيما انهارت آمال وطموحات الإسلاميين الصوماليين، محققةً بذلك انتصاراً تاريخياً للقوى الإمبراطورية وإضفاء بُعد جديد على خارطة المعارك في العصور الوسطى.
هكذا، كتبت معركة إليج في عام 1904 صفحة مشرقة ومظلمة في سجلات التاريخ، حيث تداخلت فيها مصالح الدول وطموحات الشعوب، وشكلت نقطة تحول هامة في رواية الصراعات الإقليمية والدولية.