عشر محفزات للأكزيما يجب الحذر منها

تُعد الأكزيما، أو التهاب الجلد التأتبي، من الأمراض الجلدية المزمنة التي تصيب الكثير من الناس حول العالم، وتتسم بحدوث التهابات جلدية مزعجة تترافق مع حكة شديدة، وجفاف، واحمرار، وتقشر الجلد في بعض المناطق. تعود أسباب الأكزيما إلى تفاعل معقد بين العوامل الوراثية، المناعية، والبيئية، لكن ما يميز هذه الحالة هو وجود محفزات معينة تؤدي إلى تفاقم الأعراض واندلاع نوبات الالتهاب الجلدية. لذلك، فإن التعرف على هذه المحفزات والابتعاد عنها يُعد أمرًا بالغ الأهمية في السيطرة على المرض وتحسين جودة حياة المصابين.

في هذا المقال، سوف نتناول عشر محفزات رئيسية للأكزيما يجب على المرضى الحذر منها لتجنب تفاقم الحالة والحد من نوبات الالتهاب الجلدية.

1. المواد الكيميائية والمنظفات القاسية

تُعتبر المواد الكيميائية مثل الصابون القوي، المنظفات، والمعطرات الصناعية من أهم المحفزات التي تهيج الجلد وتسبب تفاقم الأكزيما. تحتوي هذه المنتجات على مركبات تسبب جفاف الجلد وتُضعف حاجز الحماية الطبيعي له، مما يجعل الجلد أكثر عرضة للهجمات الخارجية والالتهابات.

يُنصح المصابون بالأكزيما باستخدام منتجات تنظيف خفيفة وخالية من العطور والكحول، كما يُفضل اختيار الصابون والمرطبات المخصصة للبشرة الحساسة والتي تحتوي على مكونات طبيعية.

2. الحساسية الغذائية

تلعب بعض الأطعمة دورًا كبيرًا في تحفيز الأكزيما لدى بعض الأفراد، خصوصًا الأطفال. من أبرز الأطعمة التي قد تسبب نوبات الأكزيما:

• الحليب ومنتجاته.

• البيض.

• المكسرات.

• القمح والغلوتين.

• الصويا.

• المأكولات البحرية.

تؤدي هذه الأطعمة في بعض الحالات إلى استجابة مناعية مفرطة تسبب التهيج الجلدي والتهاب البشرة. ومن المهم إجراء اختبارات للحساسية الغذائية تحت إشراف طبي لتحديد الأطعمة المسببة وتجنبها.

3. التغيرات المناخية

يُعد الطقس من العوامل البيئية المؤثرة بشكل كبير على حالة الجلد المصاب بالأكزيما. يمكن أن تؤدي درجات الحرارة المرتفعة والرطوبة العالية إلى تعرق الجلد واحتكاكه، مما يزيد من الحكة والتهيج. وعلى الجانب الآخر، تؤدي البرودة الشديدة وجفاف الهواء إلى جفاف الجلد وتشققه، مما يفاقم حالة الأكزيما.

ينبغي على المرضى مراعاة التغيرات المناخية، وحماية بشرتهم من الظروف القاسية، مثل ارتداء ملابس مناسبة، واستخدام المرطبات بشكل منتظم.

4. التوتر والضغوط النفسية

يتأثر جهاز المناعة بشكل مباشر بالتوتر والضغوط النفسية، وهو ما يؤدي إلى تفاقم الأكزيما واندلاع نوبات حادة. أظهرت الدراسات أن الأفراد الذين يعانون من توتر مستمر أو ضغوط نفسية شديدة يكونون أكثر عرضة لظهور أعراض الأكزيما بشكل متكرر وشديد.

لذا، فإن الاهتمام بالصحة النفسية وممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق، اليوغا، أو التأمل يمكن أن تساهم بشكل فعال في تقليل حدة الأعراض.

5. الأقمشة غير المناسبة

تلعب نوعية الملابس دورًا كبيرًا في تحفيز الأكزيما. الأقمشة الاصطناعية أو الصوفية تسبب تهيج الجلد بسبب الاحتكاك المستمر والتهوية غير الجيدة، مما يزيد من الحكة والالتهاب. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تسبب بقايا المنظفات أو المواد الكيميائية المستخدمة في غسل الملابس حساسية إضافية.

يفضل ارتداء الملابس القطنية الناعمة والطبيعية التي تسمح بتهوية البشرة ولا تسبب تهيجها، كما ينبغي غسل الملابس بمواد تنظيف مخصصة للبشرة الحساسة.

6. المواد المثيرة للحساسية البيئية

توجد العديد من المواد في البيئة المحيطة يمكن أن تسبب تحسس الجلد وتفاقم الأكزيما، ومنها:

• الغبار.

• حبوب اللقاح.

• العفن.

• وبر الحيوانات الأليفة.

يتفاعل جهاز المناعة مع هذه المواد كأنه مهاجم خارجي، مما يؤدي إلى حدوث التهابات جلدية وتفاقم أعراض الأكزيما. الحفاظ على نظافة المنزل، تقليل التعرض لهذه المواد، واستخدام أجهزة تنقية الهواء يمكن أن يحد من تأثير هذه المحفزات.

7. العوامل المعدية

يمكن لبعض أنواع العدوى الجلدية أو الجهازية أن تؤدي إلى تفاقم الأكزيما. العدوى البكتيرية، خصوصًا التي تسببها البكتيريا العنقودية، قد تسبب التهابات ثانوية في الجلد المتضرر. كما أن العدوى الفيروسية مثل فيروس الهربس البسيط قد تزيد من حدّة الأكزيما.

ينبغي علاج أي عدوى بسرعة لتقليل خطر تفاقم الأعراض، والحرص على نظافة الجلد لتجنب العدوى الثانوية.

8. التعرق المفرط

يعد التعرق الزائد من المحفزات الشائعة لتفاقم الأكزيما، خصوصًا في الأماكن الحارة أو أثناء ممارسة الرياضة. يؤدي التعرق إلى زيادة الحكة وتهيج الجلد بسبب تفاعل العرق مع البكتيريا أو بقايا الصابون.

ينصح بتجنب الملابس الضيقة وارتداء ملابس تسمح بمرور الهواء، بالإضافة إلى الاستحمام بشكل منتظم لإزالة العرق والحفاظ على نظافة البشرة.

9. بعض الأدوية والمستحضرات

يمكن أن تسبب بعض الأدوية مثل المضادات الحيوية، وأدوية تخفيف الألم، أو مستحضرات التجميل التي تحتوي على مواد كيميائية أو عطور تحسس الجلد. قد يؤدي الاستخدام المتكرر لهذه المنتجات إلى تفاقم الالتهاب الجلدي أو إثارة ردود فعل تحسسية.

يفضل استشارة الطبيب قبل استخدام أدوية جديدة أو مستحضرات تجميل، واختيار منتجات خالية من العطور والمواد المهيجة.

10. جفاف الجلد

جفاف الجلد من أكثر العوامل التي تزيد من حدة الأكزيما، حيث يفقد الجلد رطوبته الطبيعية وحاجزه الواقي، مما يسهل دخول المهيجات والعوامل المعدية إلى الطبقات العميقة من الجلد. يؤدي ذلك إلى الشعور بحكة شديدة والتهاب مستمر.

استخدام المرطبات بانتظام، خاصة بعد الاستحمام، واتباع نظام غذائي غني بالأحماض الدهنية الأساسية مثل أوميغا 3، يساعد على تقوية حاجز الجلد وترطيبه، مما يقلل من خطر تفاقم الأكزيما.

جدول توضيحي لأهم المحفزات وتأثيرها على الأكزيما

إن السيطرة على الأكزيما تتطلب معرفة واضحة بمحفزاتها والتعامل معها بوعي. تجنب هذه المحفزات أو الحد منها قدر الإمكان يساهم في تقليل نوبات الالتهاب وتحسين حالة الجلد بشكل ملحوظ، مما ينعكس إيجاباً على جودة حياة المصابين ويقلل من المضاعفات الناتجة عن هذا المرض الجلدي المزمن.

المصادر

1. American Academy of Dermatology Association. “Eczema: Diagnosis and treatment.”

2. Mayo Clinic. “Atopic dermatitis (eczema).”

هذه المصادر توفر معلومات طبية موثوقة ودقيقة حول أسباب وأعراض الأكزيما وطرق الوقاية والعلاج.