مساحة السعودية وتعداد سكانها

مساحة المملكة العربية السعودية وعدد سكانها: دراسة شاملة

المملكة العربية السعودية، التي تعد من أبرز دول الشرق الأوسط، تتمتع بتاريخ طويل ومكانة جغرافية متميزة على خريطة العالم. فهي تمتد من أقصى شمال شبه الجزيرة العربية إلى أقصى جنوبها، مما يجعلها دولة غنية بالموارد الطبيعية والمزايا الجغرافية التي ساهمت في تطورها عبر العصور. في هذا المقال، سنسلط الضوء على حجم مساحة المملكة العربية السعودية وعدد سكانها، إلى جانب التوزيع الجغرافي للسكان والمعلومات الديموغرافية التي تعكس التنوع الثقافي والاقتصادي في هذا البلد الكبير.

1. مساحة المملكة العربية السعودية:

تعتبر المملكة العربية السعودية من أكبر الدول في منطقة الشرق الأوسط من حيث المساحة. تبلغ مساحتها الإجمالية حوالي 2.15 مليون كيلومتر مربع، ما يجعلها ثاني أكبر دولة في العالم العربي بعد الجزائر، وأكبر دولة في منطقة شبه الجزيرة العربية. هذه المساحة الواسعة تؤهلها لتكون محورية على خريطة العالم من حيث موقعها الجغرافي، حيث تطل على البحر الأحمر من الغرب، والخليج العربي من الشرق.

1.1 المناطق الجغرافية للمملكة:

تتنوع التضاريس في المملكة بشكل ملحوظ، إذ تضم مجموعة من المناطق الجغرافية التي تشمل السهول الساحلية، والهضاب، والجبال، والصحارى الكبرى. أهم هذه المناطق الجغرافية تتوزع بين:

• المنطقة الغربية: تشهد سواحل البحر الأحمر ومدينة مكة المكرمة المدينة المقدسة التي يستقطبها ملايين الحجاج كل عام.

• المنطقة الشرقية: حيث تتوزع على السواحل الشرقية وتعد من أهم المناطق الاقتصادية نظراً لوجود أكبر مراكز النفط في العالم مثل مدينة الدمام.

• المنطقة الجنوبية: وهي منطقة جبلية تضم مناطق مثل عسير ونجران التي تتمتع بمناخ معتدل مقارنة ببقية المملكة.

• المنطقة الشمالية: التي تضم مناطق مثل تبوك والجوف، وهي تمثل الحدود مع الدول المجاورة مثل الأردن والعراق.

2. عدد سكان المملكة العربية السعودية:

منذ إعلان تأسيس المملكة في عام 1932 على يد الملك عبد العزيز آل سعود، شهدت السعودية تطوراً هائلًا في عدد سكانها، وذلك نتيجة للتوسع العمراني والاقتصادي. بلغ عدد سكان المملكة وفقًا للتعداد السكاني لعام 2021 حوالي 35 مليون نسمة. هذا الرقم يعكس زيادة كبيرة في عدد السكان خلال العقود الأخيرة.

2.1 الزيادة السكانية:

لقد شهدت المملكة العربية السعودية طفرة سكانية خلال العقود الماضية بسبب عدة عوامل، أبرزها التحسن الكبير في الرعاية الصحية، وزيادة متوسط العمر المتوقع، فضلاً عن معدلات النمو السكاني المرتفعة نتيجة لمعدلات الخصوبة العالية في الفترات السابقة. تزامن هذا مع تدفق أعداد كبيرة من المهاجرين والعمالة الأجنبية نتيجة للفرص الاقتصادية الكبيرة التي توفرها المملكة.

2.2 توزيع السكان:

رغم أن المملكة تمتلك مساحات شاسعة من الأراضي الصحراوية والمناطق غير المأهولة، إلا أن التوزيع السكاني يتركز بشكل كبير في بعض المناطق المدينية ذات البنية التحتية المتطورة. أبرز المدن التي تشهد كثافة سكانية عالية هي:

• مدينة الرياض: عاصمة المملكة وأكبر مدينة من حيث عدد السكان، حيث تبلغ كثافة سكانها حوالي 7 مليون نسمة، وتعتبر مركزًا اقتصاديًا وثقافيًا هامًا في المملكة.

• مدينة جدة: ثاني أكبر مدينة في السعودية، التي تعد بوابة المملكة على البحر الأحمر، وهي مركز تجاري مهم واستراتيجي.

• مدينة مكة المكرمة: حيث يتجمع الملايين من المسلمين من أنحاء العالم لأداء مناسك الحج والعمرة سنويًا.

• المدينة المنورة: وهي المدينة المقدسة التي تحتضن المسجد النبوي الشريف وتعد من أبرز وجهات الحج.

أما المناطق الريفية التي لا تتركز فيها الكثافة السكانية، فإن معظم سكانها يعتمدون بشكل كبير على الزراعة أو الرعي، مثل مناطق عسير ونجران.

2.3 التركيب الديموغرافي:

يتكون التركيب السكاني في المملكة من عدة فئات، فإلى جانب السعوديين الأصليين، تضم المملكة أعدادًا كبيرة من الوافدين الأجانب الذين يعملون في القطاعات الاقتصادية المختلفة. تُظهر الإحصائيات أن العمالة الأجنبية تشكل نسبة كبيرة من مجموع السكان في المملكة، خاصة في قطاعات مثل البناء، والخدمات، والصناعة.

ويقدر أن العمالة الوافدة تمثل حوالي 30% من إجمالي سكان المملكة. تأتي هذه العمالة من مختلف دول العالم، خصوصاً من دول جنوب آسيا مثل الهند وباكستان، وكذلك من الدول العربية المجاورة.

2.4 التحديات السكانية:

على الرغم من النمو السكاني الكبير، إلا أن المملكة تواجه عدة تحديات في مجال السكان. من أبرز هذه التحديات:

• الاختلالات الديموغرافية: حيث توجد تفاوتات كبيرة بين المناطق الحضرية والريفية من حيث التوزيع السكاني، مما يؤثر على مستوى الخدمات والتعليم في المناطق النائية.

• الاعتماد على العمالة الأجنبية: ما يجعل السوق السعودي يعتمد بشكل كبير على العمالة الوافدة، مما يطرح تحديات اجتماعية واقتصادية، خاصة في ظل سياسة “السعودية” التي تهدف إلى زيادة توظيف المواطنين في القطاعات المختلفة.

3. النمو السكاني وأثره على الاقتصاد السعودي:

لقد كان للنمو السكاني في المملكة تأثيرات إيجابية وسلبية على الاقتصاد. من ناحية، يعد النمو السكاني قوة دافعة للاستثمار في مجالات مثل البناء، والتعليم، والرعاية الصحية، والخدمات العامة. كما أن هذه الزيادة في السكان تدفع المملكة نحو تطوير بنيتها التحتية بشكل مستمر لتلبية احتياجات السكان المتزايدة من خدمات الكهرباء والمياه والطرق والمرافق العامة.

من ناحية أخرى، يشكل النمو السكاني تحديًا في مجال توفير فرص العمل الكافية لجميع المواطنين، خاصة مع استمرار وجود نسب مرتفعة من البطالة بين الشباب السعودي. لذلك، تعمل المملكة على تنفيذ سياسات تهدف إلى توفير المزيد من فرص العمل وتحقيق التنمية المستدامة من خلال مشروعات مثل رؤية السعودية 2030.

4. التحولات السكانية والتخطيط العمراني:

تواكب المملكة التغيرات السكانية الكبرى من خلال التخطيط العمراني والمشروعات الضخمة التي تهدف إلى تحسين نوعية الحياة في مختلف مناطق المملكة. من أبرز هذه المشاريع، مشروعات “نيوم” و”القدية” و”الرياض 2030″، والتي تهدف إلى تطوير مدن جديدة مزودة بأحدث التقنيات وأفضل مرافق الحياة، في محاولة لتوفير بيئة مثالية للسكان مع ضمان استدامة الموارد.

5. مستقبل السكان في المملكة:

مع استمرار النمو السكاني في المملكة، من المتوقع أن يشهد المستقبل تحولات كبيرة في التركيبة السكانية، سواء من حيث العدد أو التنوع. تشير الدراسات إلى أن المملكة ستستمر في استقطاب أعداد كبيرة من العمالة الأجنبية، في حين ستظل تتوسع في مشروعاتها لتحسين مستوى الحياة للسعوديين والمقيمين على حد سواء.

إن النمو السكاني في المملكة، إلى جانب التحولات الاجتماعية والاقتصادية التي تشهدها، يجعل من المملكة العربية السعودية دولة محورية في المنطقة والعالم. إن العناية بالبنية التحتية والتنمية المستدامة سيكونان العاملين الرئيسيين في مواجهة تحديات النمو السكاني الكبير في المستقبل، بما يضمن توفير حياة كريمة ومتطورة للمواطنين والمقيمين في السعودية.

المصادر:

• الهيئة العامة للإحصاء بالمملكة العربية السعودية

• تقرير الاقتصاد السعودي لعام 2021