مرض البردة: الأسباب والعلاج

مرض البردة: تعريفه، أسبابه، أعراضه، علاجه والوقاية منه

مرض البردة هو إحدى الحالات الصحية الشائعة التي تؤثر على العين، حيث يتسبب في ظهور كتلة صغيرة أو تورم على الجفن نتيجة انسداد غدة دهنية موجودة في المنطقة. ورغم أن هذا المرض قد يبدو غير مؤلم في بعض الحالات، إلا أنه في كثير من الأحيان يتسبب في شعور بعدم الراحة، وقد يؤدي إلى مضاعفات إذا لم يتم التعامل معه بشكل صحيح. في هذا المقال، سيتم استعراض كل جوانب مرض البردة، بدءًا من تعريفه، وصولًا إلى أسبابه وطرق علاجه والوقاية منه.

تعريف مرض البردة

البرودة، أو كما يُسمى أحيانًا “الورم الجفني”، هو التهاب يحدث في الغدد الدهنية التي تقع في جفن العين. وتُعرف هذه الغدد بغدد “مَيبوما” (Meibomian glands)، وهي المسؤولة عن إفراز مادة دهنية تساهم في تليين سطح العين ومنع جفافها. عندما تتعرض إحدى هذه الغدد للإغلاق أو الانسداد، فإن ذلك يؤدي إلى تراكم الدهون في داخلها، مما يسبب التورم والظهور الواضح للكتلة على الجفن. قد يظهر المرض على الجفن العلوي أو السفلي، وعادة ما يكون مصحوبًا بألم بسيط أو قد لا يسبب أي إزعاج.

أسباب الإصابة بمرض البردة

يعود سبب الإصابة بالبردة إلى انسداد غدة ميبوميوس، الأمر الذي يؤدي إلى تراكم الدهون والمخاط داخل الغدة وعدم قدرتها على الإفراز بشكل طبيعي. ولكن هناك العديد من العوامل التي قد تساهم في هذا الانسداد، بما في ذلك:

1. الإفراز المفرط للدهون: قد يتسبب زيادة إفراز الدهون من الغدد في انسداد فتحات الغدد الدهنية في الجفن، مما يؤدي إلى تراكم هذه المواد.

2. عدم نظافة العين والجفن: يمكن أن يساهم تراكم الأوساخ أو الشوائب على الجفن في انسداد الغدد، مما يجعل العين أكثر عرضة للإصابة بالبَرَدَة.

3. العدوى البكتيرية: قد يتسبب وجود التهابات بكتيرية في الجفن (مثل التهاب الجفن) في انسداد الغدد وزيادة فرص الإصابة بالبردة.

4. الإصابة بأمراض جلدية: بعض الحالات الجلدية مثل التهاب الجلد الدهني أو حب الشباب قد تؤدي إلى حدوث خلل في الغدد الدهنية.

5. الجفاف أو تهيج العين: التعرض للجفاف أو استخدام العدسات اللاصقة لفترات طويلة قد يزيد من فرص الإصابة بالبردة.

6. ضعف جهاز المناعة: الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدوى قد تؤدي إلى حدوث البردة.

أعراض مرض البردة

تختلف أعراض مرض البردة من شخص لآخر، ولكن هناك مجموعة من الأعراض الشائعة التي يصاب بها معظم المرضى، وهذه تشمل:

1. تورم الجفن: يظهر ورم أو كتلة صغيرة على الجفن نتيجة انسداد الغدة.

2. ألم أو ضغط: في بعض الأحيان، قد يصاحب التورم ألم خفيف أو شعور بالضغط في المنطقة المصابة.

3. احمرار الجفن: قد يظهر الجفن المصاب بالبردة أحمر اللون نتيجة الالتهاب الناتج عن الانسداد.

4. تهيج العين: يمكن أن يؤدي التورم إلى تهيج العين وجفافها، مما يزيد من الإحساس بالحكة أو الحرقة.

5. إفرازات دهنية: قد تلاحظ بعض الأشخاص ظهور إفرازات دهنية من العين المصابة.

تشخيص مرض البردة

تشخيص مرض البردة غالبًا ما يتم من خلال الفحص البصري المباشر من قبل طبيب العيون. لا يحتاج الطبيب عادةً إلى إجراء اختبارات معقدة لتشخيص الحالة، حيث يكفي فحص الجفن والعين بشكل عام لتحديد ما إذا كان هناك تورم في الجفن أو انسداد في الغدد الدهنية.

وفي بعض الحالات، قد يوصي الطبيب بإجراء فحوصات إضافية لاستبعاد وجود عدوى بكتيرية أو أمراض أخرى قد تؤثر على العين.

علاج مرض البردة

في معظم الحالات، يمكن علاج مرض البردة بشكل فعال باستخدام بعض العلاجات البسيطة التي تهدف إلى تخفيف الأعراض وتسريع عملية الشفاء. ومن هذه العلاجات:

1. الكمادات الدافئة: تعتبر الكمادات الدافئة من أبرز العلاجات المنزلية المستخدمة في علاج البردة. يساعد تطبيق منشفة دافئة على العين المصابة لمدة 10-15 دقيقة عدة مرات في اليوم على فتح غدة ميبوميوس المسدودة، مما يسهل عملية التصريف.

2. التدليك اللطيف للجفن: بعد استخدام الكمادات الدافئة، يمكن استخدام أطراف الأصابع لتدليك الجفن بلطف من أجل المساعدة في تصريف المواد المتراكمة داخل الغدة.

3. المسكنات الموضعية: في بعض الأحيان، قد يوصي الطبيب باستخدام بعض الأدوية المضادة للبكتيريا أو الأدوية المضادة للفطريات في حالة وجود عدوى مصاحبة للبَرَدَة. يمكن أيضًا استخدام قطرات العين أو المراهم المضادة للبكتيريا لتقليل التورم والاحمرار.

4. الجراحة: في الحالات الشديدة أو عندما لا تنجح العلاجات المنزلية، قد يُضطر الطبيب إلى إجراء جراحة بسيطة لفتح الغدة المسدودة وإزالة التراكمات الموجودة بداخلها. تُجرى هذه الجراحة عادةً تحت تخدير موضعي وتعتبر عملية آمنة وفعالة.

5. الاستشارة الطبية: إذا كانت الأعراض لا تتحسن بعد استخدام العلاجات المنزلية أو إذا كانت البردة مصحوبة بألم شديد أو مشاكل في الرؤية، يجب استشارة الطبيب على الفور.

الوقاية من مرض البردة

هناك عدة طرق يمكن من خلالها الوقاية من الإصابة بمرض البردة أو تقليل فرص تكرارها. ومن أهم هذه الإجراءات:

1. الحفاظ على نظافة العين والجفن: يجب تنظيف الجفون بلطف بانتظام باستخدام منظفات خاصة للعين أو الماء الفاتر، خاصة للأشخاص الذين يعانون من مشاكل جلدية مثل التهاب الجفن.

2. استخدام العدسات اللاصقة بحذر: يجب تجنب ارتداء العدسات اللاصقة لفترات طويلة، والحرص على تنظيفها جيدًا قبل استخدامها لتجنب العدوى.

3. تجنب ملامسة العينين باليدين غير النظيفة: يجب تجنب لمس العينين باليدين القذرتين أو التعرض للملوثات التي قد تسبب التهابات.

4. الاهتمام بالصحة العامة: المحافظة على جهاز المناعة في حالة جيدة من خلال نظام غذائي صحي ومتوازن وممارسة الرياضة قد تساعد في الوقاية من الالتهابات.

5. استخدام مكملات دهنية: بعض الدراسات تشير إلى أن تناول مكملات تحتوي على أحماض أوميغا-3 الدهنية قد يساعد في تحسين صحة الغدد الدهنية في العين ويقلل من فرص الإصابة بالبردة.

مضاعفات مرض البردة

في حالات نادرة، قد يؤدي مرض البردة إلى بعض المضاعفات، مثل:

1. التهاب العين: إذا لم تتم معالجة البردة بشكل صحيح، قد تتفاقم الحالة وتتحول إلى التهاب بكتيري في العين.

2. تكون أورام دهنية: في حالات متكررة أو طويلة الأمد، قد تتكون كتل دهنية غير مؤلمة في الجفن مما قد يؤثر على شكل العين.

3. مشاكل في الرؤية: في بعض الحالات، قد يتسبب التورم الناتج عن البردة في الضغط على العين، مما يسبب مشاكل في الرؤية.

الختام

مرض البردة هو حالة شائعة في العين غالبًا ما تكون غير خطيرة ولكنها قد تسبب الانزعاج. يمكن أن تتراوح أعراضه من التورم الطفيف إلى الألم الشديد، لكن العلاجات المنزلية كاستخدام الكمادات الدافئة غالبًا ما تكون فعالة في العلاج. في الحالات الأكثر تعقيدًا، قد يكون التدخل الطبي أو الجراحة ضروريًا. من خلال الالتزام بإجراءات الوقاية، يمكن تقليل فرص الإصابة بالبردة والحفاظ على صحة العين.