أجزاء العين الخارجية ووظائفها

أجزاء العين الخارجية

العيون هي الأداة الأساسية التي من خلالها نستطيع رؤية العالم من حولنا، وتعد من أهم أعضاء الجسم التي تساهم في تكوين صورة حية ومتكاملة للمحيط. للعين بنية معقدة تتكون من عدة أجزاء تعمل معًا في تناغم لتأدية وظائفها بشكل دقيق. رغم أن العين عضو داخلي يكتمل نموه وتطوره بشكل كبير في مراحله الأولى، فإن الأجزاء الخارجية منها تلعب دورًا أساسيًا في حماية العين والمساعدة في عملية الرؤية.

1. الجفون

الجفن هو الجزء المتحرك من العين الذي يغطي العين من الأعلى والأسفل. يتكون الجفن من طبقات جلدية وأسطوانية ناعمة، ويحتوي على عدة عضلات تمكنه من الفتح والإغلاق. وظيفة الجفن الأساسية تكمن في حماية العين من الأتربة والجسيمات الصغيرة، بالإضافة إلى حماية العين من الإضاءة الساطعة أو المؤلمة. كما يسهم الجفن في توزيع الدموع على سطح العين، مما يساهم في ترطيب العين والحفاظ على صحتها.

هناك نوعان من الجفون:

• الجفن العلوي: هو الجفن الذي يغطي العين من الأعلى ويساعد في الحركة عند إغلاق العين.

• الجفن السفلي: يغطي الجزء السفلي من العين وله أيضًا دور في توزيع الدموع عند الرمش.

2. الرموش

الرموش هي شعيرات ناعمة تنمو على حافة الجفون، وهي تحمي العين بشكل فعال من الأجسام الغريبة والأتربة. تعتبر الرموش بمثابة حاجز مادي يحمي العين من الغبار والعرق، ومنع دخول هذه الجسيمات إلى العين. عندما نغلق العين، فإن الرموش تشكل درعًا أماميًّا للعين في حالة تعرضها للمؤثرات الخارجية، كما أن الرموش تساعد في تنبيه الإنسان لأي نوع من المؤثرات البيئية التي قد تؤثر على العين.

كما تسهم الرموش في توزيع الدموع بشكل متوازن على سطح العين عند حدوث الرمش.

3. الحواجب

الحواجب تعد من الأجزاء المهمة في الوجه، ولكن لها دور غير مباشر في حماية العين أيضًا. فهي تعمل كحاجز لحماية العين من العرق الذي ينساب من الجبهة، وبالتالي تمنع تدفق العرق إلى العين. كما أن الحواجب تساهم في حجب أشعة الشمس الساطعة، مما يساهم في تقليل تأثير الضوء المباشر على العين. بالإضافة إلى ذلك، تعتبر الحواجب جزءًا أساسيًا من ملامح الوجه، حيث تلعب دورًا في التعبيرات الوجهيّة وتعكس مشاعر الشخص مثل الغضب أو الاستفهام.

4. الملتحمة (Conjunctiva)

الملتحمة هي غشاء رقيق وشفاف يغطي الجزء الأمامي من العين بما في ذلك الجفن الداخلي. يمتد هذا الغشاء من الجزء الأبيض للعين (الصلبة) ويصل إلى الجفن الداخلي. وظيفتها الأساسية هي حماية العين من الجراثيم والعوامل البيئية الأخرى التي قد تضر بالعين. تقوم الملتحمة أيضًا بتوفير الترطيب المناسب للعين عن طريق إفراز سوائل ترطب العين، مما يحافظ على صحتها.

5. القرنية

القرنية هي الجزء الأمامي الشفاف من العين الذي يغطي القزحية والبؤبؤ. تعد القرنية من الأجزاء الأكثر أهمية في العين، حيث تقوم بتوجيه الضوء الداخل إلى العين وتركيزه على الشبكية. في الواقع، تشكل القرنية أول سطح ضوء يتم تكسيره وتوجيهه داخل العين. تعد القرنية حساسة جدًا، وتحتوي على العديد من النهايات العصبية التي تنبه الدماغ عند حدوث أي إصابة أو تهيج.

القرنية تتكون من عدة طبقات من الأنسجة الشفافة التي تعمل معًا لتصفية الضوء بشكل دقيق وضمان وصوله إلى الأجزاء الداخلية للعين بشكل مثالي.

6. القزحية والبؤبؤ

القزحية هي الجزء الملون من العين، وهي تقع خلف القرنية مباشرة. تحتوي القزحية على الأنسجة التي تعطي العين لونها المميز، سواء كانت زرقاء أو بنية أو خضراء. تتحكم القزحية في كمية الضوء التي تدخل إلى العين عن طريق التحكم في حجم البؤبؤ، الذي يعتبر الحلقة السوداء الموجودة في مركز العين.

عندما يكون الضوء شديدًا، ينقبض البؤبؤ ليقلل من دخول الضوء، بينما يتسع عندما يكون الضوء منخفضًا ليتيح أكبر كمية ممكنة من الضوء لدخول العين. تعتبر هذه العملية جزءًا مهمًا من عملية التركيز وضبط مستوى الضوء، مما يسمح لنا برؤية واضحة في مختلف الظروف.

7. الدموع والغدد الدمعية

الغدد الدمعية تقع في الجزء العلوي من العين، وهي المسؤولة عن إنتاج الدموع التي تقوم بترطيب العين وحمايتها من الجفاف. يتم إنتاج الدموع بشكل مستمر طوال اليوم بمعدل منخفض، ولكن عند الشعور بالإجهاد أو التهيج، يتم زيادة إفراز الدموع بشكل كبير، مما يساعد في تنظيف العين من أي جزيئات غريبة أو مواد مهيجة. تتدفق الدموع إلى أسفل العين عبر القنوات الدمعية ثم يتم تصريفها عبر الأنف.

تتكون الدموع من مكونات مختلفة، بما في ذلك الماء والمخاط والزيوت التي تساعد في الحفاظ على العين رطبة وتحميها من الالتهابات.

8. الملتحمة العينية (مجرى الدمع)

المجرى الدمعي هو القناة التي تمتد من زاوية العين الداخلية إلى الأنف، حيث تتجمع الدموع بعد إفرازها بواسطة الغدد الدمعية. وظيفة هذه القناة هي تصريف الدموع الزائدة التي لم يتم امتصاصها في الغشاء العيني، مما يساعد في الحفاظ على العين جافة ومريحة. إذا حدث انسداد في هذه القناة، يمكن أن يؤدي إلى تدفق الدموع بشكل مفرط أو إلى حدوث التهابات.

9. الأنسجة الداعمة

تتضمن الأنسجة الداعمة للعين العديد من الأجزاء مثل الأوعية الدموية والأعصاب. على الرغم من أن الأنسجة الداعمة لا تكون مرئية للعين البشرية بشكل مباشر، فإنها تلعب دورًا كبيرًا في توفير التغذية للأنسجة المحيطة بالعين وتنظيم تدفق الإشارات العصبية. الأوعية الدموية توفر الأوكسجين والغذاء للخلايا، بينما تقوم الأعصاب بنقل الإشارات من العين إلى الدماغ.

10. الأغشية الواقية

تحيط العين عدة أغشية رقيقة تشكل درعًا واقيًا حول العين من الخارج، وتعمل على حماية الأنسجة الداخلية الحساسة من التلوث والآثار السلبية. هذه الأغشية تتضمن طبقات من الأنسجة الخارجية مثل الطبقة الشحمية التي تساهم في الحد من فقدان الماء وتوفير بيئة مناسبة للعين للحفاظ على الترطيب.

الخلاصة

إن العين عضو حساس ومعقد في جسم الإنسان، وتتكامل أجزاؤها الخارجية المختلفة لتحقيق حماية العين وضمان وضوح الرؤية. تبدأ من الجفون التي تغطي وتحمي، مرورًا بالرموش التي تصد الغبار، وصولاً إلى القزحية التي تنظم كمية الضوء الداخلة، كما تسهم الأجزاء الأخرى مثل الغدد الدمعية والملتحمة في ترطيب العين وحمايتها من التهيج. هذه الأجزاء الخارجية تعمل جميعها معًا لضمان الراحة الوظيفية للعين وسلامتها.